قال الباحث اليهودي في الإسلام ، ومؤلف كتاب "الجهاد بين الشريعة والتطبيق"، افرايم هراره، إن عملية القدس التي جرت في الشهر الماضي، التي قتل فيها شالوم يوحاي شركي عشية يوم الكارثة، هي مثال شائع سواء في البلاد أو في الدول الأخرى على عمليات "
الذئب المنفرد".
وعرف الكاتب في مقال نشرته صحيفة "
إسرائيل اليوم"، "الذئب المنفرد بأنه مسلم متعصب بصورة منفردة أو من خلال تنظيم صغير لا يخضع بصورة رسمية لتنظيم محدد، يقرر بنفسه تنفيذ عملية قاتلة، يصعب إلى درجة غير ممكنة أن يتم تجميع معطيات عنه ومنعه من تنفيذ عمله قبل القيام به".
وتابع في مقال اطلعت عليه صحيفة "
عربي21"، "ظاهريا يتم الحديث عن مبادرة ميدانية ليس لها خلفية آيديولوجية، لكن العكس هو الصحيح: هذه العمليات هي ثمرة استراتيجية إسلامية مدروسة".
وأضاف الكاتب، خريج السوربون، أن "إحدى الشخصيات البارزة في أوساط مفكري
السلفية الجهادية هو أبو مصعب السوري، الذي ولد في حلب ودرس هندسة السيارات، وقبل أن يبايع زعيم
القاعدة، أسامة بن لادن كان يعتبر المهندس الجديد للسلفية الجهادية".
وأفاد "السوري، أن الإرهاب هو واجب ديني والقتل سنة"، وقام بتفصيلها بقوله: "أقتلوا في كل مكان ولا تميزوا بين الرجال والنساء والأطفال".
وأوضح أنه "منذ عشرات السنين ينشط سواء في الأنترنت أو في الميدان، كما أنه دعم في العمليات الإرهابية لـ (الجماعة الإسلامية المسلحة) الجزائرية في نهاية القرن الماضي، وهي عمليات أدت إلى قتل عشرات المواطنين الفرنسيين والجزائريين".
وسجل أنه "كان يحتل مكانا بارزا في قائمة الإرهابيين المطلوبين جدا في العالم، فقد دفعت الولايات المتحدة خمسة ملايين دولار من أجل معلومات عن مكان تواجد السوري، قبل أن تتمكن من اعتقاله وتسليمه لسوريا في 2005".
وشدد الكاتب أن "أبو مصعب السوري امتعض من "تثاقل" تنظيم القاعدة، ورغم الانتشار الذي يميز الحركة فقد اعتقد أنها ما زالت مركزية جدا، ولهذا هي مكشوفة للتهديدات وغير قادرة على تنفيذ سلسلة عمليات مؤلمة".
وزاد بأن "الهجمات ضد أفغانستان واحتلال العراق، بعد عملية 11 أيلول/سبتمبر، أدت إلى كارثة في نظر أبو مصعب".
وكشف الكاتب، أن "تجديد أبو مصعب الأساسي تمثلت في زيادة نجاعة الجهاد العالمي، و تشغيل (الذئاب المنفردة)، وهكذا شرح طريقته: نحن نطالب الشباب المسلم أن يكون إرهابيا، لماذا نريد ذلك؟ أولا لأن تنظيمات هرمية سرية لا تجذب المسلمين، والشباب يخافون من الانضمام إلى هذه التنظيمات، لأن كل خطأ يُمكن السلطات من اكتشافهم، ثانيا، لأنه علينا أن نعطي فرصة للشباب بدون أن نطلب منهم الإنتماء لتنظيم".
وأوضح الباحث، أن "العمليات في بالي (تشرين الأول 2002)، وفي الدار البيضاء في أيار 2003، وفي مدريد في آذار 2004، في لندن في تموز 2005 وفي شارلي ايبدو وهايبر كشير في باريس في كانون الثاني 2015 وفي طولوز في آذار 2012 وأيضا إطلاق النار في بداية هذا الأسبوع في تكساس – تم تنفيذها وفقا لهذا النموذج".
ودعا الكاتب إلى "توقع تنفيذ عمليات كثيرة كهذه في المستقبل القريب، فـ13 بالمائة من المسلمين البريطانيين أيدوا العمليات القاتلة في لندن، وآلاف المسلمين هاجروا من أوروبا وانضموا إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية، لهذا علينا الافتراض أن آلاف آخرين في أوروبا مستعدون للعمل حسب النموذج السوري".
وتابع أنه "إضافة إلى تشغيل (الذئاب المنفردة)، يؤيد أبو مصعب استخدام سلاح غير تقليدي، هكذا قال بالنسبة لعملية برجي التجارة العالمي، أنا حزين لأنه لم يكن هناك سلاح تدمير شامل في".
وسجل لقد "كان بإمكاننا التخلص من عدد أكبر بكثير من داعمي بوش المحتملين، الذين صوتوا له لولاية ثانية"، وأضاف "أعتقد أن تبني شعار "سلاح قذر لأمة قذرة" (الولايات المتحدة) هو شعار صادق".
وخلص، إلى أنه اضافة "إلى كراهية أبو مصعب لليهود بشكل عام ولدولة إسرائيل بشكل خاص، في كتابه "الثورة الإسلامية الجهادية في سوريا" الذي يضم 300 صفحة، فإن كلمة يهودي تظهر حوالي 150 مرة ودائما بصورة سلبية".
وذكر "بأهمية الحرب ضد اليهود وواجب تصفيتهم في حرب الخير ضد الشر، حرب الإسلام ضدهم في أواخر الأيام التي هي أيامنا هذه حقا".
وختم بأن "اليهود لهذا، هدف مركزي للذئاب المنفردة في كل أرجاء العالم، وعلى الأوساط السياسية والجهات الأمنية إظهار إبداع يوازي على الأقل إبداع أعدائنا القدماء – الجدد".