تتواصل
الاحتجاجات المغربية ضد الزيارة المرتقبة للرئيس الصهيوني السابق،
شيمون بيريز إلى البلاد، حيث رفعت لافتات وشعارات تستنكر الزيارة، في عدد من المظاهرات العمالية بمناسبة عيد العمال العالمي الجمعة فاتح أيار/مايو.
وعبر المشاركون في التظاهرات التي نظمها لها الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب (نقابية عمالية مقربة من حزب العدالة والتنمية)، عن رفضهم دخول شيمون بيريز المغرب، ودعوتهم لمنع كافة أشكال
التطبيع، أمام الوزراء المشاركين في التظاهرات بدعوة من النقابة المذكورة.
في ذات الاتجاه نظمت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، التابعة لجماعة العدل والإحسان، 25 وقفة احتجاجية الجمعة في مختلف المناطق بالبلاد؛ احتجاجا على الزيارة المرتقبة لمجرم الحرب الصهيوني "شمعون بيريز" للمغرب.
ودعت 30 هيئة سياسية وحقوقية ومدنية في بيان مشترك، الحكومة المغربية إلى "تجريم كل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني"، كما أعلنت "رفضها كل ا?شكال التطبيعية مع الكيان الصهيوني، وعلى رأسها زيارة المجرم شمعون بيريز".
وأعلنت الهيئات ذات المرجعيات السياسية المختلفة، عن تنظيم وقفة احتجاجية يوم غد الأحد بمدينة الدارالبيضاء، ودعت الحكومة "إلى وقف كل الزيارات التطبيعية مع الكيان الصهيوني وتفعيل المتابعة القضائية في حق مجرمي الحرب الصهاينة".
من جهة أخرى، قدم محامون ناشطون في "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، مذكرة لوكيل الملك بمحكمة الرباط، تدعو لاعتقال شيمون بيريز في حال دخوله المغرب، باعتباره مجرم حرب.
واعتمدت الشكوى على الفصل 710 من القانون الجنائي المغربي، الذي ينص على أن "كل أجنبي يرتكب خارج أراضي المملكة جناية يعاقب عليها القانون المغربي إما بصفته فاعلا أو مساهما أو مشاركا يمكن متابعته والحكم عليه حسب مقتضيات القانون المغربي إذا كان ضحية هذه الجريمة من جنسية مغربية".
وندد منسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين خالد السفياني في تصريح إعلامي بالزيارة المفترضة، وقال أنها تستفز شعور المواطنين، "ولذلك انخرطت الأحزاب والنقابات والجمعيات الحقوقية في حملة الإدانة والاستنكار لكون المغاربة يرفضون كل أشكال التطبيع".
كما قال رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع أحمد ويحمان، إن على المسؤولين أن يدركوا أن جرائم رموز الكيان الصهيوني لم تقتصر على تقتيل الشعب الفلسطيني فقط، بل تمتد إلى المس باستقرار وتماسك النسيج الاجتماعي في المغرب "لأنهم يمثلون خطرا أمنيا وقوميا" على البلد.
واعتبر ويحمان أن الزيارة ستشكّل - في حال حصولها - لحظة فارقة في المسار الحافل بمحاولات التطبيع والاختراق، وفق تعبيره.
من جهته، اعتبر عبد الله بوانو، رئيس الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية المغربي بمجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، إن الحكومة المغربية بريئة من الزيارة.
وقال في كلمة ألقاها، أمام العشرات من مناصريه، الجمعة، بمدينة أكادير، جنوب غربي المغرب، في الاحتفال الذي نظمه الاتحاد الوطني للشغل، "حكومتنا بريئة من كل الاتهامات بشأن استدعاء هذا الصهيوني شيمون بيريز فوق أرض المغرب".
وخاطب أحزاب المعارضة بالقول: "نقول لكم لا للمزايدات السياسية، نحن ليس لدينا منظمات اشتراكية، حيث كنتم تستدعونه لمنظمتكم الاشتراكية الدولية في بلادنا، وكان أمينكم العام آنذاك (عبد الرحمن اليوسفي) يحضر إلى جانب هؤلاء الصهاينة (يقصد حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض ونشاطه ضمن تنظيم الأممية الاشتراكية الدولي الذي يضم الأحزاب ذات التوجه اليساري في العالم ومنها أحزاب إسرائيلية ويعقد اجتماعات دورية )".
وأطلق ناشطون مغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاغ "أوقفوا زيارة المجرم بيريز للمغرب"، تعبيرا عن رفضهم القاطع لدخول الرئيس السابق "للكيان الإسرائيلي" الأراضي المغربية.
وتأتي زيارة بيريز المرتقبة بهدف المشاركة في الاجتماع الافتتاحي لـ"مبادرة كلينتون العالمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا" المقرر عقده ما بين 5 و7 مايو/أيار الجاري بمدينة مراكش، وسط المغرب.