كشف مصدر يمني وثيق الاطلاع لـ "
عربي21" أن "المملكة العربية
السعودية، حسمت موقفها لصالح تنفيذ عملية برية في
اليمن، تشترك معها قوات عربية وإسلامية، بالإضافة إلى قوات أمريكية ستشارك في هذه العملية المتوقعة في الأسابيع المقبلة، بينما يبدو أن مساعي النظام العماني تضغط في اتجاه إيجاد حل سياسي، إلا أن فشله بات وشيكاً"، وفق تعبيره.
وأكد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن "السعودية ودول عربية أخرى تدرس حالياً في الرياض، تنفيذ عملية عسكرية برية في اليمن، وبصيغة مغايرة للعمليات الجوية التي شنتها مقاتلات تحالف "
عاصفة الحزم" ضد مواقع الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، التي لم تحقق أهداف الحملة بشكل جيد".
وما يعزز فرضية التدخل البري هو أن "المسلحين الحوثيين وقوات صالح لاتزال تخوض معارك عنيفة وبمعدات عسكرية ثقيلة، ضد المقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مدن يمنية مختلفة، رغم ضربات التحالف عليها الذي استمر قرابة شهر، وهو ما يعكس عدم استجابة الحوثي وصالح لقرار مجلس الأمن الأخير، بسحب قواتهم من كل المدن اليمنية بما فيها العاصمة صنعاء"، وفقا للمصدر.
وقال المصدر لـ"
عربي21" إن "التدخل البري في اليمن، ستقوم به وحدات من المارينز الأمريكي بغطاء من مجلس الأمن، الذي تنتظر إدارة الرئيس باراك أوباما الضوء الأخضر من المجلس، لحماية المصالح العالمية، وستنحصر مهمتها في السيطرة على مدينة عدن وتأمين خليجها، وأشار إلى أن القوات البرية السعودية، بمشاركة قوات برية من دول عربية وإسلامية أخرى، منها قوات برية من باكستان ومصر ستنفذ عملية عسكرية برية من عدة اتجاهات، منها إنزال جوي في بعض المدن اليمنية الشرقية والجنوبية".
ووصل رئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف على رأس وفد باكستاني كبير يضم قائد الجيش ووزير الدفاع، إلى العاصمة السعودية الخميس، بهدف مناقشة الوضع في اليمن، وفقا للسلطات الباكستانية.
ونوه المصدر اليمني إلى أن "المدن المرشحة لعملية إنزال بري هي محافظة الحديدة غربي البلاد، التي تشرف على البحر الأحمر، وكذلك مدينتي عدن وشبوة، بالإضافة إلى محافظة حضرموت شرقي اليمن".
وبين المصدر المطلع أن "مسقط، تعمل حالياً بشكل مكثف لإيقاف هذه العملية المحتملة في الأسبوعين القادمين، لكن جهودها تصطدم مع قرار سعودي حاسم لعملية التدخل البري في الجارة الجنوبية".
وكان المتحدث الرسمي باسم "عاصفة الحزم" أحمد عسيري قد أعلن مساء الثلاثاء، انتهاء تلك العملية "عاصفة الحزم" وبدء عملية "
إعادة الأمل" بناء على طلب من الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي .
ولفت المصدر اليمني المطلع إلى أن الحوثيين يخشون من هذا الاتجاه، وهددوا أن أي عملية إنزال بري لقوات التحالف الذي تقوده الرياض في مدينة عدن (جنوبي البلاد)، سيقابله شن مسلحو جماعة الحوثي عملية واسعة على جنوب المملكة العربية السعودية".
ويجري الحوثيون استعدادات مكثفة على الأرض وتحديدا في معقله بمدينة صعدة في شمال الشمال، لتنفيذ عملية اختراق للحدود الجنوبية للسعودية في حال حدوث عملية برية من قوات التحالف"، لكنه استدرك بأن "التحالف العربي لديه معلومات بطبيعة الرد الذي ستتخذه جماعة "أنصار الله" (الحوثي) على مناطق جنوب السعودية"، بحسب المصدر.
إعلان يمهد لتدخل عسكري
وذكر تقرير لـ"نيويورك تايمز" أن بيانا لوزارة الدفاع السعودية قال إن عملية "عاصفة الحزم" حققت أهدافها، ولكن لم يكن واضحا كيف حققت الغارات الجوية تقدما في الهدف السعودي المعلن، وهو إعادة الحكومة اليمنية الشرعية، التي انهارت قبل أسابيع. وقال المحللون إن الإعلان قد يمهد الطريق أمام تدخل عسكري بصيغة أخرى".
وأشار التقرير إلى أن الإعلان جاء إثر ضغوط كبيرة من إدارة أوباما على السعودية وحلفائها لإنهاء حملة الغارات الجوية، حيث إن الحملة التي وفرت لها الولايات المتحدة معلومات استخباراتية، انتقدت بشكل كبير؛ لأنها أدت إلى وقوع ضحايا مدنيين".
وطرح التقرير الذي ترجمته "
عربي21" أن إعلان الثلاثاء ينبئ عن احتمال اتفاق سياسي وإغاثة سريعة لمدن اليمن، وخاصة صنعاء التي أصابها القصف يوميا تقريبا. ولكن المحللين يقولون إن في طيات الإعلان تهديدا بعمل عسكري آخر، وقد يعني مرحلة قتالية أخرى، بما في ذلك زيادة الدعم لوكلائهم على الأرض في محاربة الحوثيين. مشيرة إلى أنه لم يكن هناك أي إشارة إلى انسحاب للحوثيين من أي مناطق استولوا عليها، لا في صنعاء ولا في المناطق الجنوبية، مثل أجزاء من عدن".
موسكو تحذر من التدخل البري
وفي سياق متصل، حذّرت وزارة الخارجية الروسية، الخميس، التحالف العربي الذي تقوده السعودية من انعكاسات أي عملية عسكرية برية محتملة في اليمن على مستقبل العملية السياسية في هذا البلد.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، الخميس، قوله: "إن إجراء عملية برية سيؤدي إلى تعقيد الأزمة".