أوضح الأستاذ "أرول كوركجي أوغلو"، مدير مركز أبحاث العلاقات التركية الأرمنية بجامعة أتاتورك، أن
العصابات الأرمنية قتلت 519 ألف مسلم تركي، مشيرا إلى أن من تعرض لمجازر جماعية في الواقع هم الأتراك، في معرض تعليقه على أحداث عام 1915 التي جرت في منطقة الأناضول إبان الحكم، العثماني، و"الإبادة الجماعية" المزعومة بحق الأرمن.
ولفت كوركجو أوغلو في تصريح لمراسل الأناضول بولاية أرضروم شرق
تركيا، أن ما ارتكبته العصابات الأرمنية، من مجازر لا يتعلق بالحرب العالمية الأولى، بل كان استهدافا مباشرا للمدنيين.
وتمكنت الدراسات من إحصاء 185 مقبرة جماعية في مناطق شرق وجنوب شرق الأناضول، وأن الرقم المذكور للضحايا وارد ضمن وثيقة أرشيفية، بحسب الباحث، الذي أوضح أن العصابات قتلت 50 ألفا في أرضروم، و45 ألفا في وان، و17 ألفا في قارص، و15 ألفا في إغدير، و13 ألفا في أرزنجان، ومئات الآلاف في مناطق أخرى.
وذكر كوركجو أوغلو، أن الجانب التركي، قدم تقريرا خلال مؤتمر باريس عام 1919، يظهر مقتل 519 ألف شخص على يد العصابات الأرمنية، ويستعرض أسماء القرى والبلدات، والمناطق التي شهدت المجازر، مشيرا إلى أن ولاية أرضروم تأتي في مقدمة المناطق من حيث عدد الضحايا، بحسب المعطيات المتوفرة.
وذكر مدير مركز الأبحاث أنه بحث في الأرشيف الروسي، وتوصل إلى أدلة تثبت ضلوع العصابات الأرمنية في
مجازر جماعية بحق الأتراك، مستشهدا بمذكرات المقدم "تويردو خليبوف"، والبرقيات التي أرسلها، عندما كان قائد فرقة المدفعية الثانية الروسية في ولاية أرضروم، إبان الاحتلال الروسي للمنطقة.
ونقل كوركجو أوغلو عن الضابط الروسي قوله:" في ليلة 27 شباط/ فبراير، جاء إليّ الأرمن، وأعلنوا بفخر قتلهم ثلاثة آلاف مسلم تركي في منطة قارص قابي، وعندما قلت لهم إن قتل المدنيين العزل عمل وحشي، قالوا لي: أنتم روس، لا تستطيعون فهم مثاليات الشعب الأرمني"، منوها إلى أن الضابط الروسي أعرب عن حزنه لذلك.
وأردف الباحث، أن خليبوف بعث ببرقية طلب فيها إعفاءه من وظيفته في أرضروم، وقال فيها: "أعفونا من وظيفتنا بأرضروم، لا يمكننا البقاء متفرجين على قيام العصابات الأرمنية بقتل الأتراك الأبرياء".
وأكد الباحث أن المشكلة الأرمنية، ليست مشكلة العالم التركي وحسب، بل هي مشكلة دولية، تعني كافة الدول الإمبريالية التي لها مطامع ومصالح في الشرق الأوسط والقوقاز، بحسب تعبيره.
وكانت الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا، وعدت المتطرفين الأرمن، بمنحهم دولة ووطنا قوميا في الأناضول أثناء حربهم ضد الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، كما أنهم حاربوا إلى جوار الروس ضد القوات العثمانية التي كانت تسعى إلى مساعدة مسلمي القوقاز ممن تعرضوا في غالبيتهم إلى التهجير.
وقامت العصابات الأرمنية في الأناضول بتنفيذ عمليات قتل جماعي، وإبادة ممنهجة ضد القرى المسلمة (التركية والكردية) جنوب وجنوب شرق الأناضول، مستهدفين بذلك الأطفال والشيوخ والنساء، حيث كان الرجال والشباب من تلك القرى يحاربون في عدة جبهات خارجية إبان الحرب العالمية الأولى، ما دفع السلطات العثمانية إلى تهجير الأرمن اضطراريًا، ونقلهم إلى أماكن أخرى ضمن أراضي الدولة العثمانية (سوريا ولبنان والعراق)، تجنبًا لاحتمالات وقوع حرب أهلية وعمليات ثأر.