دعت شبيبة جماعة
العدل والإحسان (جماعة معارضة في
المغرب)
الشباب إلى عدم الاستسلام لما أسمته بـ"خطابات التيئيس التي تختزل المستقبل في خياري
الاستبداد أو العنف"، موضحة أن هناك دائما خياراً ثالثاً، هو خيار "المقاومة والممانعة، خيار الضغط دون الخضوع إلى سيف المتغلب الظالم أو الانزلاق في دوامة العنف المدمر".
وانتقدت شبيبة الجماعة بشدة، في بيان لها، وصل "عربي21" نسخة منه، وضع الشباب في البلاد، وتطرقت إلى قطاعات مرتبطة بالشباب في المغرب، كالتعليم والبطالة والمشاركة السياسية.
وقال بيان الشبيبة الصادر الجمعة عن التعليم، إن: "اختلالات بالجملة أنتجت واقعاً تعليمياً موبوءاً" يغيب فيه مبدأ تكافؤ الفرص "خاصة عندما يتعلق الأمر بتعليم شباب المناطق القروية والنائية". ونعت البيان العرض التربوي بالتخلف، ومناهج التعليم بـ "الجامدة التي لا تتغير".
وقال القطاع الشبابي لجماعة العدل والإحسان، في بيان صدر الجمعة بمناسبة حملته الوطنية لإنصاف الشباب التي ينظمها شهر نيسان/أبريل الجاري، بأن تشبث الدولة المغربية بنفس "أساليب الإصلاح التي أنتجت الفشل، يطرح أكثر من سؤال ويقلق الشباب من المآل".
من جهة أخرى، انتقدت هيئة شباب العدل والإحسان انتشار البطالة بين صفوف الشباب المغربي، محملة الدولة المسؤولية في ذلك، إذ "تمعن السياسات الاقتصادية والاجتماعية في استفحال هذا الوضع وتعميق هذه الأزمة"، بحسب تعبير البيان.
وقال بيان شباب العدل والإحسان: "مخدرات قوية وأقراص مهلوسة وانتحار وجريمة ودعارة" تنتشر بين صفوف الشباب، وأوضح البيان أن هذه "نتائج متوقعة من الشباب عندما يشتد حوله خناق اليأس والتهميش والتفقير والتجهيل".
في السياق ذاته، اتهم شباب الجماعة الدولة بالتقاعس في التصدي لهذه الظواهر وعدم "اتخاذ إجراءات عاجلة تحمي جسمنا الشبابي من هذا الورم الآخذ في الانتشار(...) وكأنها ليست هي المعنية باتخاذ القرارات واستباق الانحدارات".
وفيما يخص
المشاركة السياسية، قال البيان، إن فئات عريضة من الشباب غائبة عن الفعل السياسي، مشيراً إلى أنه "ليس إلا نتيجة لثنائية الاحتكار والإقصاء اللتين تمارسهما الدولة تجاه الشباب" وقال، إن الدولة تحتكر الفعل السياسي وتتحكم في خطوطه وحدوده، بما لا يسمح بمشاركة فعالة ومنتجة ومجدية للشباب.
وأضاف البيان أن الدولة تتجاهل وعي الشباب ونضجه ومطالبه بحقوق سياسية. وجاء في البيان أن الدولة تتجاهل أن العملية الانتخابية "هي نتيجة وليست مدخلاً، خاصة عندما يتعلق الأمر بنظام سياسي شمولي، يستفرد بالسلطات كلها، ولا يترك للشباب مجالاً للتعبير والتجديد والإبداع".
من جهة أخرى انتقد شباب الجماعة غياب الشباب عن الفعل المدني، كما اتهم الدولة بـ"تحجيم دور الشباب ومحاصرة مبادراته وقتل روحه التطوعية وقوته الاقتراحية".
واستنكر بيان شبيبة العدل والإحسان ما عبر عنه بـ"بتكرار نفس الوسائل التي أثبتت فشلها بدعوى التفاعل مع مطالب الشباب"، وقال عن مبادرات الدولة في هذا الصدد، إنها "مشاريع متناثرة هنا وهناك، لا شيء يجمع بينها ولا شيء ينتج عنها إلا مزيد من الفشل والضياع".
وطالب البيان بحق الشباب في التعليم والصحة والسكن والشغل والإبداع والإعلام والتعبير والترفيه والنشاط السياسي والمدني، واعتبره رهاناً لا بديل عنه للاستفادة من طاقات الشباب.
من جهة أخرى أوضح المصدر أن الوضع لم يعد يحتمل ما نعته بـ"سياسات الترقيع والتسكين". داعياً إلى "علاج شمولي مدخله تحرير البلاد من قبضة الاستبداد بسياساته الفاشلة واحتكاره واستفراده".