تحدث قائد عسكري سوري يقيم في
تركيا عن تفاصيل نجاته من
محاولة اغتيال، بعدما اكتشفت الشرطة التركية سيارة مفخخة كانت أمام منزله، ليتبين لاحقا أنها سيارته.
وكان والي هاتاي "إرجان طوباجا" قد أعلن الأحد، أن فرق المتفجرات التركية أبطلت مفعول عبوتين متفجرتين تزنان ما بين 600 و700 غرام مزودتين بنظام تفجير عن بعد، موضوعتين أسفل سيارة في الريحانية التابعة لولاية هاتاي.
وأظهرت مشاهد مصورة سيارة سوداء من نوع هونداي تحمل لوحة سورية، كما أنها أظهرت جهود الشرطة التركية التي استعانت بآلات يُتحكم فيها عن بعد (روبوتات) لتفكيك العبوتين الناسفتين. وقد استمر العمل حتى طلوع النهار.
وقال
يوسف الحسن، قائد "
جبهة حق" التي تقاتل مع الثوار، إنه تفاجأ بالشرطة التركية تطلب منه أن يخلي المنزل الذي يقطنه مع عائلته في مدينة الريحانية التركية الساعة الثانية بعد منتصف الليل. وبعد أن أخرج عائلته ونزل إلى الشارع زادت دهشته، عندما وجد أن الشرطة قد أخلت كل الموجودين في البناية، حيث إنه كان يعتقد بأنه الوحيد الذي قصدته الشرطة التركية.
وعند استفساره من أحد عناصر الدورية عن السبب في ذلك، قال له إن إحدى السيارات الموجودة في الشارع أمام البناية ملغمة.
وأوضح الحسن في حديث لـ"عربي21": "دهشت أكثر عندما وجدت أن السيارة، التي قال عناصر الشرطة إنها ملغمة هي سيارتي، حيث إنني أتيت فيها مساء من عند مغسل السيارات بعد أن غسلتها، وبدلت لها زيت المحرك وتأكدت من سلامتها وعدم وجود أي شيء مثير للشبهة فيها، الأمر الذي يدل على أنها لغمت بالفترة الزمنية ما بين العشاء والساعة الواحدة بعد منتصف الليل".
وأضاف الحسن أن الشرطة التركية استمرت في العمل حتى صباح اليوم التالي، حيث تمكنت من تفكيك العبوة المتفجرة، وانتهت القصة دون خسائر. وقال: "قامت بعد ذلك الشرطة باصطحابي إلى المخفر لأخذ إفادتي، حيث سُجلت العملية ضد مجهول".
وأكد الحسن أنه لا يستطيع أن يشتبه بأحد، فليس له عدو منذ بداية الثورة في
سوريا إلا النظام السوري، ولكن في الفترة الأخيرة وقع خلاف قوي بين جبهته من جهة وبين "جبهة النصرة" و"جند الأقصى" من جهة أخرى، أدى إلى اشتباكات قوية بين الطرفين انتهت بتمكن "النصرة" من السيطرة على الموقف، الأمر الذي دعاه إلى أن يغادر سوريا ويستقر في مدينة الريحانية على الحدود السورية التركية.
وأضاف الحسن أن "النصرة" و"جند الأقصى" قد يكونان وراء هذا العمل، حيث إنهما بعثا بالعديد من التهديدات له مع بعض عناصره الذين كانوا معتقلين عند "النصرة" بعد معاركهما الأخيرة، "ووصل تهديد قالوا فيه إنهم سيلاحقونني أينما ذهبت"، إلا أنه لم يكن ليتوقع أن يصل بهم الأمر إلى ملاحقته في تركيا، كما أنه لا يملك الأدلة الصحيحة التي تؤكد تورط "النصرة" أو "جند الأقصى" أو حتى أي طرف ثالث.
وكان يوسف الحسن سابقا قائدا لـ"جبهة حق" المقاتلة التابعة للجيش الحر، وكانت تضم كلا من لواء النصر ولواء الأنصار ولواء سيف الله ولواء المنتصر بالله وفوج المدفعية وكتيبة المدفعية وكتيبة الدفاع الجوي. وأُعلن عن تشكيلها في حماة، ثم ما لبثت أن دخلت في صراع مع جبهة النصرة أدى لاشتباكات قوية، وانتهى بتمكن النصرة من الجبهة، ليتوجه معظم قادتها إلى تركيا بعد أن أصبحوا مطلوبين لجبهة النصرة.