ما زال
الإعلام العربي يقدم
المرأة بالصورة النمطية المعلبة للنموذج الغربي من خلال مفهوم "الموديل"، وهو ما يجعلها وسيلة للجذب الجنسي وأداة لزيادة الاستهلاك.
ويرى مختصون أن هناك معايير معينة تعكسها صورة الإعلام عن الجمال، في محاولة للتركيز على القيمة الجسدية، وتشويه صورة المرأة وجعلها سلعة، ونزع شعور الأمومة منها وتحويلها إلى شخصية متوحشة.
الاستشارية في شؤون المرأة الأردنية ديمة طهبوب رأت أن المدرسة العربية في الإعلام ليست سبّاقة في وضع الصور فهي تقلّد الصورة الغربية، وتستغل جسد وشكل المرأة وتعتبرها جزءًا من المُنتج بغض النظر عن قيمته وجودته.
وأضافت طهبوب لـ"
عربي21": "أصبحت هناك معايير معينة تعكسها صورة الإعلام عن الجمال عند المجتمع وعند المرأة نفسها، وإن كانت المرأة أقل من هذه المعايير فهي تشعر بالنقص".
وأشارت إلى أن تصحيح الصورة النمطية الموجودة يحتاج للسير عكس التيار الجارف، وهو شيء صعب ويحتاج لتكلفة عالية جدا.
ونوّهت إلى نقص البرامج الأسرية والتربوية الهادفة التي تعزز من دور المرأة وتعكس مشاكلها وهمومها وهي بحاجتها، وإلى أن الاستضافة تقتصر على الرجال غالبا، فهنا من يقلل من شأن المرأة ولا يتم إبرازها إلا بالصورة السيئة ضمن
الإعلانات والبرامج الأخرى.
الأم والإعلام
ولا نجد في الإعلام العربي صورة للمرأة المتوازنة القادرة على أن تكون أما حقيقية وصاحبة طموح وموقع لا يتناقض مع دورها كأم.
يقول المخرج الفلسطيني نورس أبو صالح إن هناك استخدامًا للمرأة متطورًا في أفلام الرعب، حيث إن "أفلام الرعب كانت تقتصر قديمًا على الوحش والرجل. والآن أصبح هناك تشويه كبير، فالمرأة الأم قد تكون وحشا وتفقد صفة الأمومة تجاه أبنائها، ويتم تبرير التصرف الوحشي هذا".
وأضاف أبو صالح لـ"
عربي21": "نلاحظ في معظم الإعلانات التجارية أن المرأة لا تتكلم وإنما فقط تُشاهَد، وإن تكلمت كصوت تعليق فإنه يجب كشفها في النهاية جسدا لربط الصوت بالجسد، وهذا لا يحدث في حالة الرجل، ما يؤكد القيمة الأساسية للمرأة في الإعلام الغربي وهي القيمة الجسدية".
وتابع المخرج بأن هناك أيضا استخدامًا لفتيات بين عمر النضوج وعمر الطفولة في موضوع الإعلانات، وهذا يغزو الطفولة وينتهكها ويحول هذه الفتاة في مرحلة مبكرة إلى سلعة.
تشويه صورة المرأة
من جهته يرى الكاتب الصحفي والباحث في الفكر الإسلامي بسام ناصر، أن "المستشرقين تدعمهم وسائل الإعلام الغربية يستغلون الممارسات السلبية الموروثة في المجتمعات العربية الإسلامية لتشويه الإسلام بنسبتها إليه، وهي ليست من الإسلام في شيء وتُناقض الصورة المشرقة التي رسمها الإسلام للمرأة".
وقال ناصر لـ"
عربي21" إن "العالم الغربي من ناحية أخرى يرصد ويتحدث ويستغل قضية المرأة وقضايا أخرى، ليزعم أن فهم المسلمين للإسلام مشوّه، مستخدما الأقلام العربية الليبرالية المأجورة في تدعيم مزاعمه".
وأفاد ناصر بأن "التفكير النمطي (الموروث) هو السائد في مجتمعاتنا الإسلامية، وهناك طائفة اعتادت على مهاجمة الآخرين الذين يواكبون مجريات التجديد في هذا العصر مع الحفاظ على الهوية الإسلامية، ويتهمونهم بالانحراف عن تعاليم الإسلام، وقد يصل الحد إلى تكفيرهم".
المرأة وتبني الصورة السلبية
وأفادت الدكتورة منال أبو الحسن، أستاذة الإعلام وعضو اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل، بأن "أحدث الدراسات الإعلامية أظهرت أن كلا من الفيديو كليب والإعلان يستغلان جسد الأنثى في الأعمال التجارية، وتسويق المنتجات والأسوأ من ذلك أن الفيديو كليب يستخدم هذه الأنوثة في نشر الرذيلة والفاحشة".
ولأن هذه الصور تبثها وسائل الإعلام العربية بشكل مكثف مستخدمة وقع الصورة المؤثر، فإن المرأة ذاتها تندفع إلى تبني الصورة السلبية والتماهي معها للظهور بمظهر المرأة "العصرية".
وهي صورة لا تعكس الجانب الحقيقي والواقعي لمشاكل المرأة وطموحاتها الحقيقية.
وأضافت أبو الحسن في تصريحات لمركز الإعلام العربي نشرت على شبكة "إسلام ويب": "يلاحظ أن كثيرا من الأعمال الدرامية تدعو المرأة إلى التمرد وتقلل من قيمة ربة البيت".