أثار خطاب المشير عبد الفتاح السيسي، مساء الأحد، ردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك عقب تصريحاته عن
تسريبات الخليج، والضربات المسلحة المصرية في ليبيا.
خائن وفاشل وضحل
عبر "تويتر" غرد وزير الاستثمار السابق يحيى حامد، قائلاً: "لن تهدأ ثورتنا حتى القصاص من هذا اللص الخائن السيسي وعصابته، فاشل وضحل ولا يتبعه إلا أمثاله أو مجموعة من المنتفعين الذين يريدون استعباد الشعب".
وقال الحقوقي عمرو عبد الهادي: "هو السيسي طالع يكلم مصر، والخليج زي ذوي الاحتياجات الخاصة، الغلط مش عليك إنما الغلط على الأخوة الخليجيين، اللي اشتروا لك الكرسي وعملوك بني آدم"، وتابع "كلمة السيسي هي نصيحة مباشرة من الإمارات ومحمد دحلان، حتى تستطيع تسويقه وإمداده بالمال مرة أخرى من المملكة العربية السعودية".
لماذا الصمت عن التسريبات؟
وعلق أيمن نور رئيس حزب غد الثورة: "السيسي تجاهل أسئلة بلا جواب فالناس في زمن الاستبداد لا يجرؤون على السؤال، مثلاً لماذا الصمت عن التسريبات؟، لماذا لا يخرج أصحابها بأصواتهم لنعرف الحقيقة"، وأضاف: "حديث السيسي مباشرة للناس إيجابي، لو تحلى بالصدق والموضوعية، ففي عصور الحرية لا ألغاز لا أسئلة بغير جواب، نعم شيماء تهمنا، لكن ماذا عن ألف شيماء؟".
المنقلب ينسى نفسه
وعبر "فيس بوك" قال أستاذ العلوم السياسية سيف الدين عبد الفتاح: "صدر البيان من الدول الغربية ليتحدث عن حل سياسي، وليس عسكرياً في ليبيا، وعن توحيد الصفوف داخل ليبيا لمواجهة الإرهاب، وبدا الأمر في تصنيف جماعات بالإرهاب وفق رؤية السيسي الذي أراد أن يجعل من انقلاب حفتر ممثلاً للشرعية في ليبيا، ولعمري فإن هذا المنقلب ينسى نفسه ويتغافل عن فعله ويتحدث عن الشرعية، فلنتصور إذاً أن هادم الشرعية في بلده يدافع عن شرعية في بلد أخرى مدعياً، هذا الأمر إنما يشير إلى شرعنة الانقلابات في المنطقة في إطار من حلف الثورة المضادة، الذي تجمع إقليمياً في محاولة منه لضرب تلك الثورات في مقتل، ومحاصرتها وخنقها لتقف حائلاً أمام حالة ثورية ومطلبية للتغيير من جانب الشعوب لتحرير الأوطان من مستبديها، مثلت هذه الحركة فضيحة سياسية ودبلوماسية حينما تعتمد خطاباً يعبر عن ازدواجية مقيتة تجمع بين "الانقلاب على الشرعية" وبين "الدفاع عن الشرعية"، وبدت المطالبات المصرية في تنازل وتضاؤل المرة تلو المرة، حتى إن الأمر وصل بعد ذلك إلى بيان رئاسي من مجلس الأمن، قامت الأردن بدورها في تعطيله رغم موافقة المجموعة العربية والدول الغربية عليه، وتقدمت به بريطانيا للتأكيد على مسار الحل السياسي".
كذاب قاتل.. لا يعرف الصدق له طريقاً
في تدوينة له قال الباحث والمحلل السياسي جمال نصار: "حينما تابعت حديث السيسي، بالرغم من كل البروباجندا التي أعدوها له، أقول هذا رجل كذاب قاتل، لا يعرف الصدق له طريقاً، ما يقول شيئاً إلا ويفعل عكسه".
وعلقت الصحفية ناديا أبو المجد: "هل أقنعت كلمة السيسي المسجلة والمقطعة بعناية أياً من معارضيه، أو ممن انفضوا من حوله ماعدا شعبه المغيب والمتيم به مهما فعل؟ لا أعتقد".
وقال نائب رئيس اتحاد طلاب مصر أحمد البقري: "السيسي: عايز احتضن الشباب ....حد يقوله الشباب الآن يا إما في السجون أو القبور".
السيسي تعرض للتوبيخ واللوم
عبر "تويتر" أيضاً تزايدت تغريدات النشطاء، فقال الخطاري "السيسي: لا أنكر وجود أبرياء في السجون لكن هذا بسبب حالة الإرهاب !! يعترف باعتقال أبرياء وربما إعدام أبرياء ويجد حمقى يبررون له".
وعلق محمد سرحان من غزة: "السيسي مهزوز جداً بسبب التسريبات وفقد كثيراً من شعبيته وهزيمته في
سيناء".
غاوي نظريات المؤامرة
أما محمد مصطفى "ملخص
خطاب السيسي، داعش يعني عندها مخرجين و بيعرفوا يصوروا! طب إحنا بردو بنعرف نصور حتى شوفوا تغيير الكادرات و اللعب ف الزووم in و out".
كذلك عمرو الديب من كندا قال: "أهم مأخذ من خطاب السيسي إن الراجل غاوي نظريات المؤامرة .. هي ده العقليات اللي بتدير الدولة، في إطار تفسيره للوضع إنه الجيل الرابع من الحروب .. يا ترى السيسي شايف إن داعش مؤامرة أمريكية ولا إيرانية؟".
حدوتة قبل النوم
وعلق علي أحمد علي: "الخلاصة في حدوتة قبل النوم دي إن هدفين فقط كانوا وراء الظهور المفاجئ ده، أولاً: التأكيد للخارج على أن مصر لم ولن تقوم بأي عمل عسكري في ليبيا، وده بيأكد أنه تعرض للتوبيخ واللوم على ما أقدم عليه من ضربة جوية غير محسوبة لليبيا.
ثانياً، رسالة للخليج للتبرؤ من التسريبات، يعني من الآخر برنامج همسة عتاب ده لم يكن الغرض منه الرأي العام الداخلي بدليل إنه مالقاش حاجة يقولها للشعب سوى إنه يعيد تقريباً كل اللي قاله قبل مسرحية الانتخابات خاصة ما يتعلق بتمكين الشباب من عربيات الخضار".
ماهية حروب الجيل الرابع
من اللافت للنظر عبر مواقع التواصل ما ردده النشطاء من تساؤلات حول مصطلح "حروب الجيل الرابع" التي ذكرها المشير عبدالفتاح السيسي خلال حديثه عن التسريبات.
وعن حروب الجيل الرابع، وهي الحرب الجديدة حسب تعريف أول من أطلقها في محاضرة علنية، هو البروفيسور الأمريكي "ماكس مايوراينگ" في معهد الأمن القومي الإسرائيلي، حيث عرفها بنقاط مختصرة كالآتي: الحرب بالإكراه، إفشال الدولة، زعزعة استقرار الدولة، ثم فرض واقع جديد يراعي المصالح الأمريكية.
حرب أمريكية صرفة
وقد اتفق الخبراء العسكريون بأن حرب الجيل الرابع هي حرب أمريكية صرفة طورت من الجيش الأمريكي وعرفوها بـ"الحرب اللا متماثلة" (بالإنجليزية: Asymmetric Warfare)، حيث وجد الجيش الأمريكي نفسه يحارب لا دولة بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، بمعنى آخر محاربة تنظيمات منتشرة حول العالم وهذه التنظيمات محترفة، وتملك إمكانيات ممتازة ولها خلايا خفية تنشط لضرب مصالح الدول الأخرى الحيوية ؛كالمرافق الاقتصادية وخطوط المواصلات لمحاولة إضعافها أمام الرأي العام الداخلي، بحجة إرغامها على الانسحاب من التدخل في مناطق نفوذها ومثال على هذه التنظيمات: القاعدة، حزب الله .. إلخ .
العمليات الاستخبارية
وتستخدم فيها وسائل الإعلام الجديد والتقليدي ومنظمات المجتمع المدني والمعارضة، والعمليات الاستخبارية والنفوذ الأمريكي في أي بلد لخدمة مصالح الولايات المتحدة الأمريكية وسياسات البنتاغون.
وتتكون عناصر حرب الجيل الرابع من الإرهاب، قاعدة إرهابية غير وطنية أو متعددة الجنسيات، حرب نفسية متطورة للغاية من خلال الإعلام والتلاعب النفسي، تستخدم كل الضغوط المتاحة -السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية- استخدام تكتيكات حروب العصابات والتمرد.