بصعوبة بالغة؛ استطاع (م. ج) أن ينجو من الاعتقال في قسم شرطة الحمدانية بحلب، بعد أن قصد هذا القسم لتسجيل شكاية على من قام بسرقة محتويات سيارته، بعد تحطيم نوافذها.
يقول (م. ج) لـ"عربي21": "بعد تعرض سيارتي للسرقة، اتجهت إلى مركز
الشرطة، وحين حدثت شرطيا عن
السرقة، رد بسخرية: (شو بعملك؟)، وهنا لم أتمالك أعصابي، ورددت عليه بالقول: من هو القادر على استرجاع سيارتي إذن؟ هل هم
الشبيحة؟ وعندها أمر الشرطي باعتقالي".
وأضاف: "رجوته كثيرًا حتى يعفو عني لكنه كان يرد بقوله إن الشبيحة هم من يدافع عنك، ويسهر على أمنك. وعندما زدت من رجائي له ورددت أكثر من مرة بأنني متنازل عن شكواي؛ قال لي هو غاضب: اذهب يا حيوان!".
وبحسب (م. ج) الذي يقطن الحي الأول في منطقة الحمدانية؛ فقد سُجلت في الآونة الأخيرة بالحي، عشرات الحالات لسرقة محتويات السيارات الخاصة، من مسجلات وإطارات وبطاريات، وغيرها من القطع التي يسهل حملها، موضحًا أن السرقات تتم بعد منتصف الليل، تزامنًا مع انقطاع التيار الكهربائي، حيث يمتنع الأهالي عن التجول الذي يظل حكرًا على "الشبيحة".
وقال شهود عيان لـ"عربي21"، إن عناصر تابعة للجان الشعبية التي يدعونها بـ"الشبيحة" هي المتورطة بعمليات السطو، مشيرين إلى أنهم تمكنوا من رصد السيارات التي يستقلونها أثناء سطوهم.
وأضافوا أن سيارات اللصوص لا تحمل "لائحة مرور"، موضحين أن هذا "دليل صريح على تبعيتهم لجهات تشبيحية"، على حد تعبيرهم.
من جهته؛ قال مصدر محلي فضّل عدم الكشف عن اسمه، إن عمليات
النهب تتعدى السيارات لتمتد إلى البيوت عند خلوها من أصحابها، مبينًا أن ذلك أرغم كثيرين من قاطني الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام، على استرضاء عناصر الحواجز القريبة من بيوتهم، عبر تقديم الأطعمة والمشروبات الساخنة إليهم، بهدف إبعاد خطرهم عن منازلهم أثناء فترة غيابهم عنها.
وأضاف المصدر أن حواجز قوات النظام المنتشرة بين الأحياء
الحلبية، أصبحت باعث خوف رئيس لدى الأهالي، بعد تكرار حوادث الاعتقال التي تقوم بها هذه الحواجز، واصفًا إياها بأنها "تدار بقانون المزاجية للعنصر المشرف عليها".
ويعزو مراقبون الفلتان الأمني في مناطق سيطرة النظام، إلى تعدد الجهات والجماعات الموكلة بحماية المدينة من قبل النظام، وغياب المركزية والجهة الأمنية الموحدة، تماشيًا مع التراخي والتساهل الذي يبديه النظام تجاه العناصر المتعاونة معه، تشجيعًا للشبان الذين ما زالوا على الحياد، لينضموا إلى تلك العناصر.