كشف الرئيس
التونسي السابق محمد منصف
المرزوقي، الأربعاء، على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، عن ميثاق حركته الجديدة "
حراك شعب المواطنين"، التي أعلن عن تأسيسها أواخر شهر كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، عقب خسارته في الانتخابات الرئاسية أمام الباجي قايد
السبسي.
وقال المرزوقي إنّ 20 آذار/ مارس المقبل، الذي يصادف ذكرى العيد الوطني، سيكون تاريخ عقد
المؤتمر التأسيسي لـ"حراك شعب المواطنين"، مضيفا أن حركته "ستكون أكبر حركة سياسية تقود مستقبل تونس"، على حد وصفه.
منعطف تاريخي
جاء في بيان المرزوقي أنّ "ثورة 17 كانون الأول/ ديسمبر المجيدة شكّلت منعطفا في تاريخنا المعاصر، حيث أعادت للشعب دوره في صياغة مستقبله، وفتحت آفاقا واعدة لبناء الدولة الديمقراطية والمجتمع التعددي المتسامح، والاقتصاد الوطني الكفيل بتوزيع أكثر عدلا للخيرات الوطنية".
وعدّ "المرزوقي" في بيانه التعثّر في تونس "مرحلة من مسار طويل فيه المدّ والجزر، ويتطلب منا الكثير من الصبر والثبات والعودة لساحة النضال، بعزيمة لا تفتر حتى نكون بحق أوفياء لدماء الشهداء، وحتى نستطيع بالفعل تحقيق ما قامت من أجله الثورة".
استقلالية القرار الوطني
وقال المرزوقي في بيانه: "انطلاقا من المبادئ والقيم التي ناضلنا دوما من أجلها، فإننا نتنادى نحن التونسيون أيا كانت توجهاتنا العقائدية، للعمل بكل الوسائل السلمية في إطار حراك شعب المواطنين، من أجل الدفاع عن استقلالية القرار الوطني والوحدة الوطنية، باعتبارهما مكسبين أساسين لا حق لأحد في التفريط فيهما أو تهديدهما".
وشدّد المرزوقي على أهمّية "العمل على ابتداع منوال تنموي جديد، يقوم على اقتصاد تضامني منتج يؤسس لتنمية محلية مستدامة وشاملة، قوامها الثقافة والحوكمة الرشيدة، هدفه الأول محاربة الفقر، وتنمية الجهات المحرومة، ومقاومة الفساد، وفرض العدالة الجبائية، والحفاظ على البيئة والثروة الوطنية".
مشروع ثقافي وطني
ومن الأهداف التي تعرّض لها البيان "بلورة مشروع ثقافي وطني في مجالات التربية والتعليم، يعيد للمدرسة دورها في بناء العقول المبدعة والمهارات المنتجة، وللقيم مكانتَها، ويكون أساس قيم المواطنة من قبول بالتعددية واحترام حقوق الآخرين والتسامح والاعتدال، ويوائم بين قيم الهوية العربية الإسلامية ومكتسبات الحداثة والقيم الكونية بعيدا عن الانغلاق والانبتات، وينتصر لقضايا التحرر وحقّ الشعوب في تقرير مصيرها وفي مقدّمتها الشعب الفلسطيني المقاوم".
ودعا المرزوقي في بيانه الشباب إلى المشاركة في تأسيس هذا "الحراك"، وقال إنّ "المطلوب في هذه المرحلة بالغة الخطورة في تطور مسارنا نحو الغد الأفضل، تضافر كل الجهود وكل الإبداعات لتأسيس إطار مرن ومتماسك، يؤلف بين السياسي والمجتمعي والثقافي بروح جديدة تقطع مع التنظيمات الهرمية والمنغلقة على نفسها".
وتولّى منصف المرزوقي رئاسة تونس في كانون الأول/ ديسمبر 2011، بعد انتخابه من قبل نوّاب المجلس الوطني التأسيسي، وقاد تونس خلال المرحلة الانتقالية التي توّجت بانتخابات برلمانية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ورئاسية في 21 كانون الأوّل/ ديسمبر العام الماضي، فاز فيها الرئيس الحالي السبسي، الذي كان يرأس حزب "نداء تونس".