إيقاف مجلات أعادت نشر الرسوم المسيئة للرسول بالمغرب

شرع مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، في منع الجرائد والمجلات التي تعيد نشر رسوم مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية المسيئة للإسلام ورموزه، من النشر داخل المغرب، بعد قيام عدد من المنشورات الأجنبية بإعادة نشر رسومات مجلة "شارلي إيبدو"، عقب تعرض الجريدة الفرنسية لاعتداء مسلح أودى بحياة حوالي عشرة صحافيين الأربعاء الماضي.

وأوقفت السلطات المغربية، المختصة بمنح الترخيص للصحف الأجنبية بالنشر داخل المغرب، عددا من الصحف أغلبها فرنسية، قامت بإعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وفرضت منعها من الوصول إلى الأكشاك المغربية خلال الأيام الماضية.

واعتبر مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة، أن "وزارة الاتصال هي من قامت باتخاذ قرار المنع، تماشيا مع توجهات الحكومة المغربية، التي أعربت عن تضامنها مع الضحايا ورفضت الإرهاب، وفي نفس الوقت شددت على احترام القانون وعدم الإساءة للرموز الدينية والوطنية المغربية".

وكشف مصطفى الخلفي، في تصريح لـ"عربي21"، "أن قرار منع الجرائد والمجلات الأجنبية التي تعيد نشر رسوم "شارلي إيبدو" اتخذ الخميس وجرى تطبيقه في حق عدد من المطبوعات الأجنبية، حيث تم منعها من النشر داخل المغرب".

ورفض مصطفى الخلفي، الكشف عن العدد الحقيقي للجرائد والمجلات التي طالها قرار المنع، مؤكدا أنه "عدد كبير"، وأصر الوزير على عدم تحديد الرقم من خلال قوله: "لا لا يهم الرقم بالضبط... لكن المهم أنه عدد كبير من الجرائد".

ومنع المغرب يومي الجمعة والسبت، دخول نسخ من العددين الأخيرين من يومية "لوموند"، إضافة إلى كل من صحف "ليزيكو" و"ليبراسيون" و"لومانيتي"، إضافة إلى مجلة "لوبوان"، فيما يشبه التطبيق الفوري لقرار الحكومة الرافض لنشر رسومات مجلة "شارلي إيبدو"،  رافضا إعادة النشر تحت غطاء التضامن. 

وأشار الوزير الخلفي، إلى "أن قرار المنع جاء وفق توجه واحد، وجاء بالتوازي مع ما عبرت عنه وزارة الخارجية والتعاون التي أعلنت مشاركة وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار في مسيرة رفض الإرهاب يوم الأحد، مع التشديد على رفض استغلال المسيرة لنشر الرسومات المسيئة إلى الرموز الدينية الإسلامية".

وسجل الخلفي، أن "نشر الرسوم المسيئة إلى الرموز الدينية الإسلامية، في هذه الحالة، لا يتعلّق بتضامن، بل بـ"استفزاز" لمشاعر المسلمين،  مضيفا أن قرار إعادة النشر لا علاقة له بحرية الصحافة، ولا يشكل أي مسّ بها، وهو قرار معتاد غالبا ما نتخذه في مثل هذه الحالات، خاصة أننا اليوم أمام عملية استفزاز".

وأضاف الوزير، أن هذا الإجراء عادي دأبت السلطات على اتخاذه كلما تعلّق الأمر بمضامين مخالفة للقوانين المغربية أو مسيئة، وتفعيل للمادة 29 من قانون الصحافة والنشر".

وتنص  المادة 29 من قانون الصحافة والنشر على أنه "يمكن أن يمنع وزير الاتصال بموجب مقرر معلل أن تدخل إلى المغرب الجرائد أو النشرات الدورية أو غير الدورية المطبوعة خارج المغرب التي تتضمن مسا بالدين الإسلامي أو بالنظام الملكي أو الوحدة الترابية أو تتضمن ما يخل بالاحترام الواجب للملك أو بالنظام العام".

وكانت مجلة "شارلي إيبدو" قد تعرضت لهجوم مسلح الأربعاء، أسفر عن مقتل 12 شخصا ،بينهم أغلب عناصر طاقم تحرير المجلة، بينهم خمسة من رسامي الكاريكاتور، من طرف شخصين كما أظهرتهما أشرطة الفيديو، تمكنت الشرطة الفرنسية من القضاء عليهما فيما بعد، باعتبارهما مشتبها بتنفيذهما لمجزرة "شارلي إيبدو".

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، وصف الحادث بـ"المدان والمرفوض"، داعياً إلى "عدم وقوع خلط بين الإسلام والإرهاب"، ومواجهة "أي خطر جديد يعطي وقوداً لتنامي مشاعر العداء ضد المسلمين" في الدول الأوروبية على خلفية التطورات الأخيرة.

هذا وبعث العاهل المغربي، الملك محمد السادس، برقية تعزية للرئيس الفرنسي، فرانسوا اولاند، على خلفية الهجوم على الصحيفة، واصفاً الهجوم بـ"الإرهابي والجبان"، معبراً عن "عميق حزنه" وعن تعازيه لأسر الضحايا والشعب الفرنسي، وتمنياته بالشفاء للمصابين.

إلى ذلك نظم عشرات الصحفيين والنشطاء الحقوقيين المغاربة والأجانب، وقفة مساء الجمعة، أمام مقر وكالة الأنباء الفرنسية، بالعاصمة المغربية الرباط، للتنديد بالهجوم الإرهابي الذي تعرضت له مقر جريدة شارلي ابدو الفرنسية، الأربعاء الماضي، الذي أسفر عن 12 قتيلاً، وحمل المحتجون الشموع حداداً على أرواح الضحايا وصوراً تتضمن شعار: "كلنا شارلي"، في إشارة للتضامن مع رسامي الكاريكاتور في الصحيفة الساخرة، الذين قتلوا في الهجوم.