مدير أمن لبنان: مقاتلون سنة يسعون للسيطرة على حدودنا
بيروت - عربي2103-Jan-1502:50 PM
0
شارك
عباس إبراهيم بين أفراد الأمن العام اللبناني - أرشيفية
يستكشف مدير عام الأمن العام اللبناني أسرار الجرد البقاعي وتحركات مسلحيه في شرق البلاد قائلا إن "مقاتلين متشددين سنة يسعون للسيطرة على قرى لبنانية محاذية للحدود مع سوريا لتأمين ظهورهم لكن القوى الأمنية على أهبة الاستعداد".
وقال اللواء عباس إبراهيم مشيرا إلى الدولة الإسلامية "داعش تحاول السيطرة على منطقة القلمون لكي لا يكون هناك تعددية عسكرية في المنطقة. وفي الفترة الأخيرة رأينا الكثير من المبايعات لداعش في منطقة القلمون منهم من بايع عن قناعة ومنهم من بايع عن خوف للحفاظ على وجوده وحياته".
وأكد أن "داعش لا تريد أن تسيطر على القلمون لأنها تريد فقط السيطرة إنما هي تريد تأمين ظهرها في المنطقة من خلال التقدم والسيطرة على قرى لبنانية على تماس مع منطقة القلمون."
لكنه أضاف أن "القوى العسكرية والأمنية على جهوزية تامة وتتابع الأمور في كل تفاصيلها في إطار خطوة لمواجهة هذا الاحتمال."
وقال إن هذا الوضع الراهن سيبقى قائما ومستمرا خلال المرحلة المقبلة مشيرا إلى أنه خلال فترة الأعياد عادة ما تتزايد المخاطر بإحتمال وقوع هجمات لأن الخصم يفترض أن القوى العسكرية تكون في حالة إسترخاء لكن القوى الأمنية اللبنانية على أهبة الاستعداد.
وينظر اللواء عباس ابراهيم أبعد من الحدود ويقرأ طالع العابرين ويكاد يعدهم فردا فردا قائلا "مقاتلو داعش في القلمون يبلغ تعدادهم نحو ألف مقاتل وهم في تزايد نتيجة المبايعات التي تتم."
وأضاف "في الفترة الأخيرة بايعهم حوالي 700 مقاتل جدد وبالتالي أصبح عندهم أكثر من ألف مقاتل وهم يشكلون الآن نحو 70 بالمئة من باقي القوى العسكرية في منطقة القلمون."
وفي القرى الواقعة قرب الحدود السورية ينظر بعض الاهالي بعين القلق للحرب الأهلية الدائرة على الطرف الثاني من الحدود ويقولون إنهم مستعدون للدفاع عن مدنهم وقراهم بالسلاح إذا تعرضوا لهجمات من قبل المسلحين.
على الطرف الآخر من سلسلة الجبال يقاتل مسلحون الجيش السوري. وهم لا يبتعدون سوى عدة كيلومترات عن جزء من لبنان يضم خليطا من الطوائف.
وأثار الصراع السوري أسوأ حالة من عدم الاستقرار في لبنان منذ الحرب الاهلية حيث شهدت مدينة طرابلس الساحلية جولات عدة من القتال منذ اندلاع الحرب السورية عام 2011. كما استولى عدد من المسلحين السنة المتشددين لفترة وجيزة الصيف الماضي على بلدة عرسال الواقعة على الحدود مع سوريا وأسروا 29 جنديا واعدموا أربعة منهم.
ومن منزله على تلة جنوبية في كوثرية السياد قال إبراهيم ردا على سؤال عن إحتمال وقوع تفجيرات جديدة في مناطق حزب الله ذات الأغلبية الشيعية إن "المخاطر لا تزال موجودة ولو لم يكن هناك مخاطر لما كان هناك إنتشار عسكري حول الضاحية. المخاطر موجودة والاستهداف موجود والتهديد موجود ويكاد يكون شبه يومي وبالعلن."
وكان لبنان شهد العام الماضي سلسلة تفجيرات إستهدفت في معظمها مناطق يقطنها شيعة وتشكل معقلا لحزب الله الذي أرسل مقاتليه الى سوريا دعما للرئيس السوري بشار الاسد. وساهمت الإجراءات الأمنية التي قام بها الجيش والأجهزة الأمنية في التخفيف من هذه التفجيرات.
وقال ابراهيم "حصل الكثير من التوقيفات والشبكات نتيجة التنسيق بيننا جميعا وعلى رأس هذه المؤسسات الجيش وأحبطنا الكثير من العمليات وأوقفنا الكثير من السيارات التي كانت معدة للتفجير ولكن لم نعلن عنها كي لا نثير الذعر في البلد وأوقفنا الكثير من الإرهابيين."
وأضاف "لدى القوى الامنية الكثير من الموقوفين وعمليات التوقيفات متواصلة وفي كل الاجهزة. لن تتوقف الإجراءات. الذين يتم توقيفهم هم نتيجة معلومات ومتابعات دقيقة وأهميتهم متفاوتة وكلهم مهمين."
وكان إبراهيم نجا من محاولة إغتيال بعد أن فجر إنتحاري نفسه العام الماضي عند نقطة تفتيش تابعة لقوى الأمن الداخلي في سهل البقاع بالقرب من سوريا.
ويعول كثيرا على الحوار الذي بدأ الشهر الماضي بين حزب الله الشيعي وتيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء السني السابق سعد الحريري قائلا "الحوار بين حزب الله والمستقبل نفس التشنج المذهبي في البلد والتشنج يتراجع وبالتالي فان البيئة الحاضنة او المنسجمة مع الارهاب هي بيئة غير موجودة في لبنان كما باقي البلدان واذا ما اراد البعض ان يظهر تطرفه يذهبون للقتال اما في سوريا او في العراق.
"السنة في لبنان بشكل عام هم سنة معتدلون والطوائف اللبنانية هي طوائف متعايشة رغم كل ما يقال عن تطرف ديني في البلاد. لا يوجد تطرف ولا في مذهب ولا في طائفة في لبنان. فمثلا لا يمكن ان يحصل في لبنان كما يحصل في العراق او في سوريا من تطرف."
وأحدث الحوار السني الشيعي بعد نحو أربع سنوات من الصدام قدرا من الانفراج في بلد طائفي تعمقت فيه الانقسامات بسبب الحرب السورية وكثيرا ما اعتمد على القوى الإقليمية لتسوية الخلافات بين الأطراف المتنافسة.
وبرز اسم اللواء كرجل أمني مصنوع من حلقة تفاوض بعدما عمل للإفراج عن المخطوفين اللبنانيين في أعزاز السورية وبذل جهودا للإفراج عن13 راهبة وثلاث فتيات برفقتهن احتجزتهن المجموعات المتشددة في سوريا لأشهر قبل اطلاق سراحهن بالاضافة الى امساكه بملف مطرانيين خطفا في سوريا عام 2013.