أعلن الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض
معاذ الخطيب الخميس، عن تيار سياسي جديد تابع للمعارضة باسم "مجموعة
سوريا الوطن"، محددا منطلقاته تجاه أي مبادرات أو مؤتمرات تدعو لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا المندلعة منذ نحو أربعة أعوام.
وفي بيان حمل توقيعه تحت اسم "مجموعة سوريا الوطن"، قال الخطيب إن "المأساة التي صُبّت على شعبنا وسيول دمائه وصرخات حرائرنا في السجون تدعونا إلى إعلان منطلقاتنا تجاه أي مبادرات أو مؤتمرات، وعلى رأسها أنه لا حل في سوريا دون رحيل رأس النظام والمجموعة التي ساقت البلاد إلى المصير البائس الذي وصلته اليوم".
وأضاف أنه "لا بد من إجراءات جدية لأية مؤتمرات ترعاها جهات داعمة للنظام، لم يسمّها، وأولها إلزامه بإيقاف القصف الوحشي لشعبنا الذي يستهدف المشافي والمدارس والمدنيين والأماكن السكنية، ما هو من أكبر الجرائم في تاريخ الإنسانية".
وأشار البيان الموجه إلى "الشعب السوري"، إلى أن "التفاوض السياسي أحد الوسائل لحقن الدماء وإيقاف الخراب ومن مقدماته إطلاق سراح المعتقلين خصوصا النساء والأطفال"، مؤكدا أن "بيان جنيف يشكل الأرضية لكل عملية سياسية تؤدي إلى وضع انتقالي لإنقاذ سوريا".
ولفت إلى أنه "لا يمكن أن تكون الجهات المولودة من رحم النظام ممثلة لثورة شعبنا العظيم، دون أن يلمح لأي منها، وإن استقلال القرار السياسي السوري ووحدة البلاد أرضا وشعبا، ونيل الحرية، مطالب أساسية لا يمكن التفريط بها".
ويأتي بيان الخطيب في ظل الحديث عن مبادرة روسية تحضر موسكو لها، بعقد مباحثات بين أطياف المعارضة السورية في العاصمة الروسية نهاية كانون الثاني/ يناير المقبل، من الممكن أن تفضي إلى مفاوضات مباشرة مع النظام لإيجاد حل للأزمة السورية.
واقترح ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، الخميس الماضي، أن يلتقي ممثلون عن مختلف أوساط المعارضة السورية الداخلية والخارجية في موسكو نهاية كانون الثاني/ يناير المقبل، قبل لقائهم المحتمل مع ممثلين عن النظام السوري.
وكان الخطيب زار موسكو نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على رأس وفد معارض، بهدف بحث آفاق الحل السياسي للأزمة في البلاد المندلعة منذ نحو 4 أعوام، قابلتها موجة من ردود الأفعال السلبية في صفوف الائتلاف المعارض قبل أن تعلن موسكو عن مبادرتها وتوجه دعواتها للمعارضة والنظام.
وبعد زيارة موسكو بأسبوعين، أعلن الخطيب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن "تبلور تيار سياسي جديد في المعارضة سيعلن عنه في وقت قريب، وهو مستعد للجلوس مع النظام لإيجاد حل للأزمة في سوريا"، قبل أن يعلن، اليوم الخميس، عما يفترض أنه اسم ذلك التيار "مجموعة سوريا الوطن" دون أن يقدم تفاصيل عنه أو عن تكوينه وأعضائه، وعما إذا وجهت له دعوة رسمية لحضور لقاءات موسكو المرتقبة نهاية يناير.
ويعد الخطيب، المنتمي للتيار الإسلامي المعتدل، من أوائل من أطلق آراء ومبادرات لإجراء حوار مشروط مع النظام السوري قبل عامين، إلا إنها لاقت استهجانا واسعا من قبل أعضاء المعارضة السورية، وصلت إلى ممارسة ضغوط عليه دفعته للاستقالة من منصبة كرئيس للائتلاف في آذار/ مارس 2013.