2014.. عام حافل بإنجازات طبية عدة، توقف عندها العلماء، كثيرًا، بعدما لاقت صدى واسعًا على مستوى العالم؛ لأنها أعطت أملا للملايين حول العالم ممن يعانون من أمراض قاتلة عجز أماما
الطب طويلا مثل أمراض القلب والسرطان والزهايمر والالتهاب الكبدي الوبائي "سي".
ونرصد في هذا التقرير أبرز 8 إنجازات طبية شهدها هذا العام، وتوقف عندها العلماء طويلا:
1- عقاقير فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي "سي":
في ديسمبر / كانون الأول 2014، اعتمدت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) عقارا جديدا يسمى "فييكيرا" (Viekira) لعلاج المرضى الذين يعانون من النوع الأول لفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي المزمن "سي"، بما في ذلك المرضى الذين يعانون من تليف الكبد، وهو مرحلة متأخرة للإصابة بالفيروس.
وقالت الهيئة، في بيان، إن الدواء الجديد خضع لستة تجارب سريرية، أجريت على 2308 مرضى مصابين بالتهاب الكبد الوبائي "سي"، وكان من بينهم مرضى مصابون بتليف الكبد، على مدى 24 أسبوعًا. وأظهرت النتائج أن جميع المرضى الذى تلقوا العلاج لمدة 12 أسبوعا استجابوا للعلاج بدرجات شفاء تراوحت بين 91 إلى 100%.
وفى أكتوبر / تشرين الأول 2014، اعتمدت "FDA" عقارا يسمى "هارفونى" (Harvoni)، لعلاج المرض ذاته، وهو أول عقار فى صورة أقراص يمزج بين عقارى (ledipasvir) و(sofosbuvir) اللذين تنتجهما شركة "جلياد"، مالكة الحق الحصرى لعقار "سوفالدى" تصل نسبة شفائه إلى 99%، ويقضى على المرض خلال 3 أشهر.
والتهاب الكبد الوبائي "سي" هو مرض فيروسي يمكن أن يؤدي إلى تراجع وظائف الكبد أو الفشل الكبدي، وقد ينتهي المطاف مع بعض المرضى إلى الإصابة بتليف الكبد.
ووفقا لآخر إحصائية صادرة عن منظمة الصحة العالمية فى 2013، فإن 150 مليون مريض جديد يصابون بعدوى الفيروس سنويًا على مستوى العالم، ويكونون عرضة لخطر الإصابة بتليّف أو سرطان الكبد، ويموت سنويًا أكثر من 350 ألف مريض آخرين جراء الإصابة بأمراض الكبد الناجمة عن هذا الالتهاب.
2- زراعة أول مهبل مصنع معمليا:
في إبريل / نيسان 2014، نجح أطباء أمريكيون في زراعة مهبل مصنع معمليا في أجساد أربع سيدات.
وتم استخدام عينات من الأنسجة والمواد القابلة للتشكيل حيويّا لينمو المهبل بالشكل والحجم المناسب لكل امرأة، ويتماشى مع أنواع الأنسجة، وسجلت الحالات كلها درجات طبيعية من "الرغبة والنشوة"، والعلاقة الجنسية دون ألم.
وعانت كل واحدة من النساء الأربع من عدم اكتمال نمو المهبل، عندما كن لم يزلن أجنة في أرحام أمهاتهن، وتعرف هذه الحالة طبيا باسم "عدم تشكل الرحم".
ويقول خبراء الطب إن الدراسة تقدم مثالاً جديدًا على قوة الطب الترميمي.
3-
زراعة عين إلكترونية تعيد الرؤية للمكفوفين:
في سبتمبر / أيلول 2014، نجح مجموعة من الأطباء الأمريكيين في مستشفى "ويلز" للعيون، في إجراء أول عملية جراحية متطورة لزراعة عين إلكترونية لامرأة أمريكية مكفوفة.
والمريضة التى عاد لها نور عينيها بعد سنوات طويلة هي فران فولتون (66 عاماً)، وهى واحدة من 21 شخصا كانوا ينتظرون إجراء هذه الجراحة.
وولدت فولتون، وهى تعانى من التهاب الشبكية الصباغى (RP)، تسبب في ضعف الرؤية مع مرور الوقت، وهى حالة وراثية، كما أن اثنين من أبنائها البالغين أصيبا بهذا المرض، لكن حياتها تغيرت وتجدد لديها الأمل بعد أن سمعت عن إمكانية إجراء مثل هذه الجراحة لإعادة بصرها.
وبالفعل تمكن الجراحون من زراعة العين الإلكترونية لفولتون، واستمرت هذه الجراحة أربع ساعات، حيث تم توصيل الأجهزة داخل عينها بكاميرا موصلة إلى زوج من النظارات الشمسية، وكاميرا فيديو ترسل إشارات الصورة لاسلكياً إلى العين المزروعة المسؤولة عن الرؤية.
وقالت فولتون إن أملها تحقق، وأنه لن يكون هناك أي عائق يمنعها عن رؤية أبنائها، وأن ترى للحياة بنظرة جديدة.
4 - زراعة "قلب ميت":
في أكتوبر / تشرين الأول 2014، حقق أطباء أستراليون إنجازا طبيا هو الأول من نوعه في تاريخ الطب بعد نجاحهم في زرع ثلاثة قلوب ميتة إثر إنعاشها لتوقفها عن النبض، ما يزيد عدد الأعضاء المتوفرة للزراعة.
وفي السابق، كانت تأتي تبرعات القلب من أشخاص بالغين تأكدت وفاتهم دماغيا، في حين تستمر قلوبهم في النبض بصورة سليمة، لكن الفريق من مستشفى سانت فينسنت في مدينة سيدني الأسترالية استطاع إحياء قلب كان قد توقف عن النبض لمدة 20 دقيقة ثم زرعه في جسد مريض بنجاح.
وعادة ما تؤخذ القلوب النابضة من المتوفين دماغيا وتحفظ لمدة 4 ساعات قبل زرعها في أجساد المرضى.
والقلب هو العضو الوحيد بالجسد الذي لا يمكن زرعه بعد التوقف عن العمل، لكن الأطباء الأستراليين اعتمدوا على تقنية جديدة لإنعاش القلب من خلال جهاز أطلقوا عليه اسم "القلب في صندوق" حيث يُدفأ القلب ثم يُستعاد النبض ويُحفظ في سائل إنعاش يساعد على تقليل تلف عضلة القلب.
وتوقع فريق البحث أن ينقذ جهاز "القلب في صندوق" حياة المزيد من المرضى، ويزيد الأعضاء المتوفرة للزرع بنسبة 30%.
5 - يد اصطناعية بحاسة اللمس:
فى فبراير / شباط 2014، كان العالم على موعد مع ابتكار جديد في عالم طب الأعصاب، وهو تطوير أول يد اصطناعية يمكنها أن توفر لمبتوري الأيدي حاسة اللمس مجدداً، حيث استطاع علماء سويسريون زرع أقطاب كهربائية في أعصاب ذراع رجل دنماركي فقد يده، ووصلها بيده الصناعية.
وبفضل هذه اليد الصناعية، تمكن الدنماركي "سورينسن" من الإحساس بملمس الأغراض التي يمسكها لأول مرة، بعد أن بترت يده الطبيعية جراء حادث تعرض له أثناء التعامل مع الألعاب النارية قبل عشر سنوات، إذ تمكن بعد تجربة في روما من تحديد الفرق بين الأسطح الملساء والأسطح الخشنة وهو معصوب العينين.
6- شفاء أول مريضة من السرطان بلقاح للحصبة:
توصل باحثون أمريكيون في مايو / أيار 2014، إلى طريقة جديدة للقضاء على مرض السرطان باستخدام جرعات هائلة من لقاح الحصبة.
وكشف باحثون في عيادة "مايو" الطبية في الولايات المتحدة عمّا أسموه "دراسة تاريخية"، برهنت أن جرعة هائلة من لقاح الحصبة بما يساوي كمية كافية لتطعيم 10 ملايين شخص، ساعدت امرأة في ولاية مينيسوتا الأمريكية على التخلّص من مرض سرطان.
7- زراعة أول جمجمة مطبوعة بتقنية الـ"3D":
حتما ستغير الطابعات الثلاثية الأبعاد حياتنا في العقود المقبلة، فقد نفّذ فريق من الجراحين الهولنديين، فى مارس / آذار 2014، عملية زراعة جمجمة تمت طباعتها على طابعة ثلاثية الأبعاد بنجاح لمريضة تبلغ من العمر 22 عاما.
هذه العملية استمرت 23 ساعة متواصلة، حيث كانت جمجمة هذه المريضة سميكة، لدرجة أنها أصبحت تضغط على دماغها، فقام فريق من الأطباء من جامعة أوترخت الهولندية بعمل جمجمة بلاستيكية مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد، تحل محل جمجمتها الأصلية.
وقال طبيب الأعصاب "بن فيرويج"، الذي قام بالعملية مع مجموعة من زملاءه الأطباء، إن'' استخدام الطابعة ثلاثية الابعاد مكننا من تحقيق حلم زراعة جمجمة بنفس حجم الطبيعية بالضبط، وهذا ليس فقط له فوائد جمالية فحسب بل يسمح للمريضة باستعادة وظيفة الدماغ بطريقة أسرع من عملية الزراعة التقليدية''.
8- اكتشاف نظام (GPS) داخل المخ: فى أكتوبر / تشرين الأول 2014، فاز الباحث البريطاني - الأمريكي، "جون أوكيف" والزوجان النرويجيان "ماي بريت موزر" و"ادفارد اي موزر" بجائزة نوبل للطب للعام 2014، لاكتشافهم "نظام تحديد المواقع" (GPS) داخلي في الدماغ يسمح بتوجيه الإنسان داخل محيطه.
وقالت جمعية نوبل في معهد "كارولينسكا" بالسويد إن هذه الاكتشافات "حلت مشكلة شغلت الفلاسفة والعلماء لقرون"، وأظهرت "كيف يرسم المخ خريطة للفضاء المحيط بنا وكيف نشق طريقنا عبر بيئة مركبة، وكيف نخزن هذه المعلومات بطريقة نتمكن من خلالها فورا بإيجاد طريقنا في المرة الثانية التي نسلك فيها هذا الطريق".
ومن المرجح أن يكون لهذا الاكتشاف أثر كبير على طب الأعصاب، ولا سيما على صعيد مرض الزهايمر، حيث تتعرض داوئر الدماغ للضرر في مراحل مبكرة من المرض.