اندلعت معارك عنيفة بين مقاتلين قبليين ومسلحي جماعة أنصار الله، المعروفة إعلاميا بجماعة
الحوثي، في منطقة أرحب شمال العاصمة
اليمنية صنعاء السبت، أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى قبليين وإصابة عدد آخر، بينما قتل أكثر من 20 حوثيا يحتفظ
القبائل بسبع جثث منهم، وتدمير دبابة تابعة للحوثيين، وفق مصادر قبلية.
يأتي ذلك فيما هاجم مسلحون قبليون نقطة تفتيش أقامها الحوثيون في شارع رئيسي بمديرية أرحب، أدت الى مقتل جميع مسلحي الحوثي المتواجدين في النقطة، مسببة توسع المعارك بين الطرفين في مختلف قرى المنطقة.
وقال مصدر محلي إن "شيوخ قبيلة أرحب قرروا عدم مواجهة الحوثيين، والانسحاب من جبهات القتال بعد تدخل وساطة قبلية، لإيقاف القتال بين الطرفين، مقابل السماح بمرور المسلحين الحوثيين في قرى المنطقة، دون أي اعتراض من رجال القبائل، بشرط عدم تمركز أتباع الحوثي، أو قيامهم بأي أعمال عدائية ضد أبناء القبيلة".
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أنه "بعد انسحاب رجال القبائل من عدد من المواقع التي كانوا يتمركزون فيها، نكث الحوثيون بالاتفاق، وقاموا باستقدام مئات المسلحين على متن العديد من الدبابات والعربات المدرعة، ليتمكنوا من السيطرة على بعض قرى منطقة أرحب شمالي العاصمة، بعد انسحاب رجال القبائل من كافة جبهات القتال بموجب الاتفاق القبلي الذي جرى بوساطة قبلية".
وأشار المصدر إلى أن "مسلحي الحوثي فجروا منزل مسؤول أمن المديرية عبدالخالق الجندبي، واقتحموا منزلي الداعية الإسلامي البازر عبدالمجيد الزنداني، وعضو البرلمان اليمني الشيخ منصور الحنق، كما سيطروا على دارين لتعليم القرآن الكريم، إحداهما في قرية الدرب، إحدى قرى أرحب"، منوها إلى أنهم يقومون بزرع الألغام في الدراين، وكذلك في منزلي الزنداني والحنق لتفجيرهما.
واتهم المصدر قوات الحرس الجمهوري، الاحتياط حاليا، المتمركزة في معسكري "الصمع والفريجة" والموالية لنجل الرئيس السابق أحمد علي، الذي يشغل حاليا سفير اليمن لدى دولة الامارات، بمساندة جماعة الحوثي بالعتاد والجنود، والذي مكنّها من السيطرة على المنطقة، بعد خرقها لاتفاق رعته وساطة قبلية.
تحرك ضد "التكفيريين"
من جهته، قال الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام إن "هذا التحرك من قبلهم يأتي في إطار مواجهة التحدي الأمني، الذي كشفت عنه اللجنة الأمنية العليا في وقت سابق، عبر تقارير كثيرة عن وجود خلايا منظمة تتبع عناصر ما يسمى بتنظيم القاعدة، تنطلق وتتحرك من منطقة أرحب باتجاه العاصمة صنعاء، لممارسة عملية الاختطافات وتنفيذ عدد من الاغتيالات والتفجيرات".
وأضاف عبد السلام في منشور له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن افتعال المشكلة في أرحب جاء بعد تحركات واسعة لمن وصفهم بالـ"تكفيريين"، الذين "قاموا بنصب نقاط تفتيش، وممارسة الاعتداءات بهدف خلق واقع أمني غير مستقر في صنعاء واليمن بشكل عام، ولهذا كان التحرك الحاسم أمرا مطلوبا من الجميع"، موضحا أنهم "وجدوا عددا من معامل التفجير وتجهيز السيارات المفخخة والعبوات الناسفة"، على حد قوله.
وسيطر مسلحو جماعة الحوثي على مديرية أرحب القبلية شمال صنعاء، الذي سبق أن خاض مقاتلوها مواجهات عنيفة ضد مسلحي الجماعة خلال الأشهر الماضية، أدت الى تراجع مقاتلي القبائل عن المواجهة.
وتُعدّ قبيلة أرحب من القبائل اليمنية ذات الغالبية السنية، التي أعلنت مساندتها لثورة 11 شباط/ فبراير التي أطاحت بالرئيس السابق
علي عبد الله صالح من الحكم، كما أنها خاضت معارك عنيفة مع قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح في العام ذاته، أسفرت عن سقوط نحو 200 من رجال القبائل وإصابة عشرات آخرين.
ومنذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في 21 من أيلول/ سبتمبر الماضي، يقوم مسلحوهم بشن هجمات ضد المناطق التابعة لقبائل السنة في وسط وشمال البلاد، تساندهم قوات عسكرية موالية للرئيس السابق علي صالح بحسب اتهامات قبلية لها .