اعتبر المرشح للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في
تونس، محمد المنصف
المرزوقي، أن انتخاب منافسه الباجي قائد
السبسي سيعيد تونس إلى "نقطة الصفر".
وقال المرزوقي وهو الرئيس المؤقت الحالي لتونس، الجمعة، إنه "لا يبتغي الكرسي" من وراء ترشحه، مشدداً على أنه لجأ إلى هذه الخطوة على خلفيه "إحساسه بعودة النظام السابق".
وأضاف المرزوقي إن انتخاب السبسي "سيعيد البلاد إلى نقطة الصفر، وعبره سيعود النظام القديم، وبالتالي تفقد تونس ما حققته من مكاسب طيلة الثلاث سنوات التي تلت الثورة أهمها الحرية".
واستطرد المرزوقي في اجتماع شعبي له في محافظة باجة (شمال غرب)، "هذه المعركة الانتخابية هي معركة مصيرية ومفصلية في تاريخ البلاد؛ إما أن نتقدم وإما أن نرجع إلى نقطه الصفر".
وأردف بقوله إن "النظام القديم رجع بقوه ولم يفهم الدرس والتصويت له في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية عملية انتحارية''، معتبراً أن "مصلحة تونس تكمن في الرهان على الناس الشرفاء، الذين ناضلوا وهاجروا من أجل أبنائها".
وتابع "الوضع الذي وصلت له تونس مسؤولية نظام حكم طيلة أكثر من 50 عاماً، همش خلالها العديد من جهات البلاد خاصة مناطق الشمال الغربي"، مؤكداً أن "هذه المناطق رغم كونها محسوبة على النظام القديم، فإنها ستحسب من جديد على الديمقراطية والثورة والمستقبل".
وجدد المرزوقي في كلمته استعداده العمل مع حكومة ''ندائية'' (نسبة لحزب
نداء تونس الفائز بالترتيب الأول في الانتخابات البرلمانية السابقة)، شريطة أن تلتزم بالحرية وحقوق الإنسان ولا تستبد على الناس"، داعياً في السياق ذاته إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات القادمة.
ورأى المرزوقي أنه طيلة الثلاث سنوات الماضية أصبح شعب تونس شعباً حراً، وهو ما لم يتحقق طيلة الخمسين عاماً الماضية، وهو الذي يمكن فقدانه في المرحلة المقبلة، حسب قوله.
وبشأن الملف الاقتصادي قال المرزوقي إن "الحاجيات أكثر بكثير من الإمكانيات المتاحة"، مضيفاً "على الجميع أن يعرف أن تونس تقترض من أجل الإيفاء بالتزاماتها، وذلك نتيجة توقف المكينة الاقتصادية".
ويتهم معارضو السبسي بأنه يضم قيادات من نظام زين العابدين بن علي السابق في صفوف حزبه "نداء تونس"، الذي تصدر الانتخابات البرلمانية الأخيرة. ولكن السبسي يرفض هذه الاتهامات ويقول إن مسؤولي النظام السابق في حزبه أياديهم نظيفة، ولم تتعلق بهم تهم فساد ولا يحق إقصاء إلا من يدينه القضاء.
ويقدم السبسي نفسه على أنه رجل دولة لديه ما يكفي من الخبرة لإصلاح المشاكل ووقف الاضطراب وإنهاء الانتقال الديمقراطي.
وانطلقت الثلاثاء الماضي، الحملة الانتخابية في تونس وفي الخارج، للدورة الثانية للانتخابات الرئاسية وتستمر حتى 19 من الشهر الجاري، على أن تُجرى يوم 21 كانون الأول/ ديسمبر الجاري داخل تونس، وأيام 19 و20 و21 من الشهر نفسه خارجها.
ويتنافس في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية كل من مرشح حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي الحاصل على 39,46%، في الجولة الأولى ومحمد المنصف المرزوقي (الرئيس الحالي/ مستقل) الحاصل على 33,43%.