فيما يعكس عمق التحولات التي يشهدها الواقع السياسي الداخلي
الإسرائيلي، تعاظمت الدعوات المنادية بالتخلص من رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو وإخراجه من دائرة التأثير السياسي.
واعتبر عشرات الكتاب والصحافيين الإسرائيليين الذين نشرت مقالاتهم خلال الأيام الثلاثة الماضية أن التخلص من نتنياهو بات "أمر الساعة" بسبب الأضرار الهائلة التي جلبها على إسرائيل من خلال سياساته و"قصر نظره".
وكان من اللافت انضمام نخب يمينية إلى صف المطالبين بالتخلص من نتنياهو، حيث أوضح شالوم يرشالمي، المعلق السياسي في صحيفة "ميكور ريشون" اليمينية أن نتنياهو في سعيه للبقاء في ديوان رئيس الوزراء مستعد أن يضحي بأمن "إسرائيل" ومستقبلها.
وفي مقال نشره موقع الصحيفة أمس، حذر يروشالمي من أنه لا يمكن الاعتماد على نتنياهو في إدارة شؤون الدولة والمجتمع وأنه يتوجب البحث عن قائد آخر.
من ناحيته، أكد الخبير القانوني زئيف شترنهال أن "إسرائيل" تندفع بقوة نحو كارثة في حال ظل نتنياهو على رأس الحكم فيها.
وفي مقال نشرته صحيفة "هارتس"، نوه شترنهال إلى أن هناك ما يدعو إلى التحرك "لإنقاذ السفينة من الغرق"، مشيراً إلى أن "القبطان لا يعرف إلا الخسارة".
وقال الصحافي ومقدم البرامج الشهير يعكوف إحمئير إنه لم يحدث في تاريخ "إسرائيل" أن اتجه رئيس حكومة لمعركة انتخابية وهو يعاني من عزلة كما يعاني نتنياهو حالياً.
وأضاف إحمئير في مقال نشرته صحيفة "معاريف" بالأمس أن الساسة يتعاملون مع نتنياهو "كشخص مصاب بالجذام، يحذر الجميع من الاقتراب به".
ومما يعكس عمق رفض النخب الإسرائيلية لحكم بيبي، فقد أطلق عدد كبير من الصحافيين الصهاينة هشتاغ على موقع التواصل "تويتر" باسم "أيام بيبي"، للتذكير بمساوئ حكم نتنياهو.
وفي هذه الأثناء، ذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أن بعض قيادات اليمين دعت وزير الداخلية السابق جدعون ساعر، الذي استقال من منصبه قبل شهر للعودة للحلبة السياسية والتنافس على زعامة
الليكود، في ظل استطلاعات الرأي العام التي تؤكد أن الجمهور الإسرائيلي يفضله على نتنياهو.
ونوهت المصادر إلى أن فرص استجابة ساعر لهذه الدعوات ضئيلة جداً، حيث أنه يتجه الآن للعمل في القطاع الخاص.
وفي المقابل، يرى مراقبون إسرائيليون أنه على الرغم من تراجع شعبية نتنياهو بشكل كبير وعلى الرغم من رفض المزيد من النخب السياسية التعامل معه إلا أنه لا يوجد بديل عنه.
وأشارت الصحافية مُزال موعالم إلى حقيقة أن أي مرشح لرئاسة الحكومة يجب أن ينتمي لليمين، على اعتبار أن استطلاعات الرأي العام تتوقع حصول اليمين على أكثر من 70 مقعداً من أصل 120.
وفي مقال تحليلي نشره موقع "يسرائيل بلاس"، نوهت موعالم إلى أنه نظراً لتضاؤل فرص استجابة ساعر للمطالبات بترشحه لزعامة الليكود، ولأن الشخص الأكثر شعبية في اليمين هو زعيم حزب البيت اليهودي نفتالي بنيت، الذي يعتبر متطرفاً جداً من ناحية سياسية، فإنه لم يبق إلا نتنياهو، على اعتبار أن فرص اختيار سياسي من اليسار أو الوسط أمر مستبعد.