السبسي يتلفظ ببذاءات تهز مشاعر التونسيين (فيديو)

قال المرشح الرئاسي التونسي الباجي القائد السبسي أمس السبت، لأحد الأشخاص في مؤتمر صحفي: "روح رهّز"..

ويمكن الوصول إلى معنى اللفظة "رهّز" على الرابط:
 https://www.maajim.com/dictionary/%D8%B1%D9%87%D8%B2

كان السبسي يستشهد في كلامه بآية قرآنية، لكنه ما لبث أن فاجأ الذوق العام للحضور بأن نطق بهاتين الكلمتين في وجه صحفي كان يسأله.

وعلى أثر ذلك اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي غضبا، حيث عدّ نشطاء "فيسبوك" ما قاله السبسي كلاما بذيئا، وفيه تفسيرات في اللغة العربية.

واستنكر الكثيرون ما أقدم عليه، وبخاصة أن هذه التلفظات تأتي بعد آخر ضجة أحدثها السبسي على المستوى الوطني، التي اتهم فيها كل من صوّت للمرزوقي بأنه "إرهابي، وتكفيري، وجهادي.." .

من ناحية أخرى، رأى البعض أن السبسي لا يحترم الصحفيين، ولا حتى المواطنين. ورأى البعض الآخر أن هذا دليل على تقدمه في السن، واتفقوا كلهم على تساؤل، هو: كيف سيحكم الباجي تونس وهو يتمسك بهذه الخطابات التي من شأنها أن تربك الصفو العام للبلاد؟

ولاحظ كثيرون من رواد "فيسبوك" التعتيم الإعلامي من بعض القنوات حول هذه المسألة التي من شأنها أن تزيد من مشاعر الاحتقان في البلاد، وقالوا إن في هذا التعتيم مقصود. 

ماذا لو قالها المرزوقي؟

وأكد ناشطون أنه لو كان المرشح الرئاسي المنصف المرزوقي هو الذي تلفظ بمثل هذا الكلام - وبخاصة لأحد الصحفيين - لرأيت التنديدات تنهال من قطاع كبير من السياسيين والإعلاميين والنشطاء وغيرهم. 

وخلصوا إلى أن هنالك عدم حيادية وموضوعية في بعض النقاشات .

ومن المفيد التذكير بأن الحرية من أكبر المكاسب التي تبنى تحت مظلتها الديمقراطيات الصلبة، ومن الأكيد أن الحرية إذا لم تكن مسؤولة، فإنها تقود إلى النقيض حتما، لكن المفيد أكثر والأهم أن نتساءل وبوضوح: ما الذي يهدّد الحريات تحديدا؟

حريّة الإعلام والتعبير والصحافة مكسب ثمين غنمه التونسيون بعد ربيع 17 كانون الأول/ ديمسبر و14 كانون الثاني/ يناير. و لكن المخاطر التي تهدّده كثيرة، من بينها على سبيل الذكر لا الحصر بعض ممارسات عدد من السياسيين الذين تمكنوا بشكل أو بآخر، من شراء ذمم عدد من الصحفيين، وربما استطاع بعضهم شراء مؤسسات إعلامية برمّتها ليسوموا العاملين فيها "كالعبيد"، أو أقل من ذلك فيما بعد. 

وما أتاه زعيم "نداء تونس" ومرشحها للدور الثاني من الرئاسية الباجي قايد السبسي له ما سبقه، فقد تهجم على الصحفيين عندما كان رئيس حكومة وتهجم حتى على جزء واسع من الشعب التونسي تجاوز المليون عددا.

وما صدر عن السبسي من عبارات بذيئة تجاه أحد الصحفيين، لو حدث أنه صدر عن غيره وتحديدا عن أحد أضلاع الترويكا السابقة أو منافسه في الدور الثاني من الرئاسية محمد المنصف المرزوقي، لهاجت الدنيا وماجت، وقامت ولم تقعد، وهي أساسا هائجة ضدّه بسبب وصفه لعدد من الصحفيين بـ"إعلام العار"، فما بالك بالتهجم عليهم بعبارة بذيئة؟

ألمانيا: نشطاء ينظمون وقفة احتجاجية ضد تصريحات السبسي

ونظم مجموعة من نشطاء المجتمع المدني بألمانيا يوم أمس السبت، بداية من السّاعة الواحدة بعد الظهر، وقفة احتجاجية أمام القنصليّة التونسيّة بمدينة بون، احتجاجا على تصريحات متكرّرة لبعض قيادي حزب حركة "نداء تونس". 

وقال المحتجون إن تصريحات الحركة دأبت وحثّت على الكراهيّة وزرع بذور الفتنة، كان آخر ذلك تصريح رئيس الحزب قائد السبسي لإحدى الإذاعات الفرنسيّة الذي وصف فيه الشعب التونسي بالإرهاب والتطرّف.

ورفع المتظاهرون شعارات تندّد بهذا السلوك المشين، كان من بينها: "توانسة كلنا إخوان من بنزت لبنقردان"، و"تونس تونس حرّة حرّة والتجمّع على برّة"، و"أوفياء أوفياء لدماء الشهداء".
 
وقاموا بتمرير عريضة للإمضاء، شدّدوا فيها على جملة من المطالب، من ذلك مطالبة الشعب التونسي بالدفاع عن وحدته، ومقاضاة كلّ الذين أساءوا إليه. 

ودعا محرّرو العريضة إلى مزيد من التوحّد واليقضة لمقاومة كلّ أشكال الغطرسة التي يبشّر بها حزب نداء تونس، والتصدّي لكلّ المحاولات الرّامية لإعادة النظام البائد.
 
وشاركت عائلة الشهيدة أحلام الدلهومي التي قتلت برصاص دورية أمنيّة بمدينة القصرين مطلع شهر آب/ أغسطس الماضي هذه الوقفة الاحتجاجيّة، مطالبة بدولة حرة وديمقراطيّة.

وانتهى اللقاء بترديد النشيد الوطني في حدود الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت ألمانيا .

يمكن مشاهدة تصريحات السبسي على فيديو الرابط الآتي:
https://www.facebook.com/hashtag/%D9%81%D8%A8%D8%AD%D9%8A%D8%AB_%D8%B1%D9%88%D8%AD_%D8%B1%D9%87%D9%91%D8%B2