أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون
كيري الاثنين أن "العالم لن يسمح بأن "ترهبه" وحشية
تنظيم الدولة" الذي أعلن قتل الأمريكي
بيتر كاسيغ.
وخلال كلمة ألقاها الوزير الأمريكي في مؤتمر لمجلة الشؤون الخارجية المعنية بالسياسة الدولية للولايات المتحدة من العاصمة الأمريكية واشنطن، دعا كيري شركاء الولايات المتحدة إلى تكثيف الحرب على جنود التنظيم الذين باتوا يسيطرون على مناطق كبيرة في
العراق وسوريا، ويتعرضون لقصف واشنطن وحلفائها.
واعتبر كيري أن "هذا النزاع معركة بين الحضارة والوحشية. إذا لم ننجح في الانتصار على تنظيم الدولة، فلن يكون هناك مستقبل للشرق الأوسط"، ودافع عن الغارات الجوية التي تستهدف يوميا مواقع التنظيم وقواعده في العراق وسوريا.
وأضاف كيري غداة نشر فيديو أظهر قطع رأس الرهينة الأمريكي بيتر كاسيغ و18 جنديا
سوريا "فلتكن الأمور واضحة: لا نشعر بالترهيب وأنتم لا تشعرون بالترهيب، ولا يشعر أصدقاؤنا وشركاؤنا بالترهيب". موضحا بأنه في حال لم ننجح في احتواء هذا التنظيم فقد يصبح "ملتقى كل المهمشين من كافة القارات، وقد يدفعون بالبعض إلى أن يحذو حذوهم، وإلى تنفيذ عمليات انتحارية في دول أخرى".
كيري أوضح بأن الولايات المتحدة "لا تبحث عن أعداء في الشرق الأوسط، لكن قد يأتي أعداء إلينا كما هو الحال اليوم".
وقال إن "الولايات المتحدة الأمريكية تتدخل في منطقة الشرق الأوسط لأن لها مصالح في المنطقة"، دون مزيد من التفاصيل حول تلك المصالح.
وأضاف "علينا أن نشارك بعمق في هذه المنطقة (منطقة الشرق الأوسط)، لأنها في صلب أمننا الوطني واقتصادنا وهو كينونتنا".
وتابع بالقول: "نحن بكل فخر ودون أسف متصلون بإسرائيل، والعديد من البلدان العربية التي عملنا بتقارب معها لعدة عقود، هذه الروابط هي في الحقيقة ما يجعلنا في أمان أكبر، وقادرين على الاستجابة بشكل أكبر لمخاطر أمنية كالإرهاب، والعدوان وازدياد الجريمة المنظمة".
كيري أوضح أن "(رئيس النظام السوري بشار) الأسد وداعش بحاجة إلى بعضهما" وأنه "برغم أنهما يظهران العداء لبعضهما البعض فإن وجودهما ضروري لبقائهما"، وذلك في معرض دفاعه عن سياسة بلاده في سوريا.
وأضاف: "أعلم أن هناك اعتقادًا لدى البعض بأن الغارات الجوية ضد داعش في سوريا سيكون لها تأثير معكوس عن طريق مساعدة ديكتاتور البلاد (في إشارة لبشار الأسد) لأمد طويل، والذي سبّب قمعه وقسوته أسوأ كارثة إنسانية في هذا القرن".
إلا أنه وصف هذا المعتقد بأنه "قراءة خاطئة" للأحداث، بقوله: "نظام الأسد وداعش يعتمدان على بعضهما البعض، وهو ما جعل الأسد يقصف مناطق تسيطر عليها المعارضة المعتدلة دون هوادة، ولكنه يفعل لا شيء تقريباً لإيقاف تقدم داعش".
وأكد على أن كلا الطرفين يقدمان نفسيهما على أساس أنهما بديل للآخر بينما أن العلاقة التي تجمعهما "تضامنية"، وأن النتيجة هي أن كلاهما يصبح "أقوى" بوجود الآخر.
يأتي ذلك في وقت يشن فيه تحالف غربي – عربي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، غارات جوية على مواقع للتنظيم، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في حزيران/ يونيو الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة".