يعاني سكان أهالي مدينة
البونمر الواقعة شرق من مدينة هيت في
الأنبار من خلو الأسواق من المواد الغذائية الرئيسية كالسكر والطحين، بالاضافة الى خلو الأسواق من الخضراوات في معظم مناطق المدنية بسبب
الحصار الخانق المفروض عليها منذ خمسة عشر يوما، وقطع قوات الامن
العراقية لاهم الطرق المؤدية الى قرية بعد تفجير الجسر الرابط مع مدينة هيت.
وقال علي الدليمي أحد سكان قرية البونمر المحاصرة لـ"عربي 21"، إن أسواق المدينة منذ اكثر من شهر تقريبا تشكو نقصا حادا في أغلب المؤن الأسياسية، مضيفا أن اغلب الاسواق والمحالات التجارية اصبحت شبه خالية مع ارتفاع اسعار المواد الاغذائية، حيث وصل سعر كيس الطين الواحد الى 50 دولار امريكي اي مايعادل 60 الف دينار عراقي، ما يجبر الاهالي على ترك منازلهم، والبحث عن مناطق اخرى يتوفر فيها الغذاء والماء والكهرباء والامان.
وكان تنظيم الدولة المعروف إعلاميا بـ"داعش" تمكن قبل عدة أسابيع من بسط سيطرته بشكل كامل على قرى البو نمر بعد مواجهات عنيفة دارت رحاها مع قوات الامن العراقية تساندها الصحوات، ما أدى إلى تفجير الجسر الرابط بين مدينة هيت، وشل الحركة الاقتصادية وتوقف معظم الاسواق التجارية عن العمل، كون هذا الجسر يعد الشريان الرئيس الذي يغذي المنطقة بمعظم الحاجات الضرورية.
بدوره، يقول حامد حميد النمراوي أحد وجهاء المنطقة: "بعد سيطرة تنظيم الدولة على مناطق البونمر، وقطع اهم الطرق فيها ومحاصرتها من ثلاثة جهات اصبحت المنطقة شبه معزولة عن مناطق ومدن الانبار الاخرى كهيت وحديثة والبغدادي، هذه المناطق التي تعتبر رئة البونمر من ناحية التسوق والحركة".
ويضيف "منذ أكثر من خمسة عشر يوما، أنا وعائلي 10 محاصرين، ولانجد مانكله بسبب نفاذ المؤنه التي كان بحوزتنا نذهب الى الاسوق يوميا، لكننا نجدها خالية على عروشها، واغلب المحال التجارية مغلقة، والتجار يغلب عليهم الخوف ويتجنبون المخاطرة بحياتهم لان غاليبة الطرق المحيطة بمناطق البونمر غير امنه، وقسم معطل بسبب الاشباكات المستمرة".
وفي ذات السياق، حذر أعضاء من مجلس محافظة الانبار في وقت سابق ان استمرار هذا الحصار المفروض على مناطق وقرى مهمة في الانبار مثل البو نمر وهيث وحدثية والبغدادي، وعدم دخول اي مساعدات اغاثية لمئات العائلات هناك ينذر بحدوث كارثة انسانية، باعتبارها مناطق منكوبه لما تشهده من حصار وتضيق ومواجهات عسكرية منذ اكثر من خمسة عشر يوما.
ويزيد من التضييق انقطاع التيار الكهربائي، وعدم وصول المشتقات النفطية إلى المنطقة، وانقطاع سبل الحياة الضرورية من طعام وقوت يومي، مع تواصل الانهيارات الامنية التي تمنع المنظمات الانسانية والتجار من الاقتراب والدخول الى هذه المناطق واغاثة الاهالي.
يشار إلى أن محافظة الانبار والتي تبعد عن العاصمة بغداد بحدود 110 كيلو متر، تشهد تقدما ملحوظا وسيطرة للتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" على اغلب مدنها واحيائها محاصرتها، التي دفعت العديد من الاهالي الى النزوح بسبب نشوب العمليات العسكرية والقصف الجوي الحربي المتواصل، الذي تشنه طائرات التحالف الدولي.