يعاني مئات الأطباء العاملين في مستشفيات قطاع
غزة من عدم استلام رواتبهم ومستحقاتهم المالية منذ عدة شهور، فيما تعاني المستشفيات ذاتها من انقطاع متكرر ويومي للكهرباء بما يفسد أي إمكانية لعلاج المرضى، في الوقت الذي لا زالت فيه هذه المستشفيات تغص بالجرحى الذين خلفتهم الحرب الاسرائيلية المدمرة على القطاع.
ويواجه القطاع الصحي الفلسطيني كارثة محققة في غزة مع استمرار أوضاعه المأساوية الناتجة عن استمرار
الحصار الاسرائيلي المصري للقطاع، في الوقت الذي تبدو فيه حكومة التوافق غائبة عن هذه الأوضاع المأساوية مع استمرارها في التخلف عن دفع الرواتب والمستحقات المالية للأطباء والممرضين والموظفين العاملين في مستشفيات غزة.
وقالت جريدة "التايمز" البريطانية في تقرير لها إن الكهرباء تنقطع عن مستشفيات غزة أكثر من 12 ساعة يومياً، ومؤخراً أصبحت مولدات الكهرباء البديلة أيضاً التي تشغل الأجهزة الحيوية والحساسة تنقطع عن العمل بسبب عدم توافر الوقود الكافي لتشغيلها وبسبب الانقطاع اليومي الطويل للكهرباء عن المستشفيات.
وقال المدير في
مستشفى الشفاء بغزة علام أبو حمدة إن "الوضع خطير جداً"، مضيفاً في حديث لجريدة "التايمز" البريطانية إن أي انقطاع للكهرباء الان سوف يعرض حياة العديد من الأطفال والمواليد الجدد للخطر.
وتقول الصحيفة إن
الوضع الصحي في غزة مأساوي منذ ما قبل العدوان الاسرائيلي الذي استمر 51 يوماً على القطاع، حيث تعاني المستشفيات من تداعيات الحصار الاسرائيلي المستمر منذ ثمانية سنوات.
وأصبحت مستشفيات غزة بعد الحرب على حافة الهاوية، حيث يقول الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن أكثر من 120 نوعاً من الدواء أصبح مفقوداً في مستشفيات غزة، اضافة الى المئات من المواد الطبية اللازمة للمستشفيات والعيادات والتي لم تعد موجودة هي الأخرى، فضلاً عن أن غرف العمليات ووحدات العناية الحثيثة تواجه أزمة هي الأخرى قد تدفعها للتوقف عن العمل، وهو ما يمكن أن يؤدي الى وفاة أعداد كبيرة من المرضى الذين يحتاجون للعلاج.
وكان العدوان الاسرائيلي على غزة قد أدى الى استشهاد أكثر من 2200 فلسطيني واصابة أكثر من 12 ألف فلسطيني بجراح، فضلاً عن نحو نصف مليون فلسطيني تركوا منازلهم بسبب تضررها من القصف الوحشي العنيف الذي استهدفها.
وتستمر الأوضاع المأساوية في القطاع على الرغم من الزيارة الأولى التي قام بها رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله الى غزة وعقد أول اجتماع لحكومة التوافق الفلسطيني، وهي الحكومة التي يبدو أنها لا زالت غائبة حتى اللحظة عن الأزمات التي يعيشها سكان قطاع غزة.