أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية "
BBC"
حجب موقعها باللغة الإنجليزية في كافة أنحاء
الصين. بعد نشره فيديو يبدو فيه عناصر من شرطة هونج كونج يضربون متظاهرا من مطالبي الديموقراطية، فيما تشدد بكين رقابتها على وسائل الإعلام والإنترنت.
وقال مدير الخدمة العالمية، بيتر هوروكس: "يبدو أن ذلك يأتي في إطار عملية رقابة متعمدة"، مضيفا أن "قدمنا شكوى بشأن ذلك للسلطات الصينية".
وأكد هوروكس أن "نقدم خدمة إخبارية نزيهة وموثوق بها لملايين الأشخاص حول العالم، ومحاولات التعتيم عليها تبرز مدى أهمية إيصال معلوماتنا الدقيقة إليهم".
وفى تغريدة على موقع "توتير" علق مدير مكتب آسيا فى المجموعة البريطانية، جو فلوتو، من مقره في بكين: "إننا نعاني من تشديد الرقابة في الصين اليوم".
وأضاف أن السلطات الصينية اعتادت "فرض شاشة سوداء (على قناة تلفزيون) البي بي سي العالمية عند بثها تقارير حول هونغ كونج".
والموقع الإنجليزي لـ"BBC" متاح في الصين منذ ألومبياد بكين عام 2008، رغم التعتيم على كافة خدمات "بي بي سي" الأخرى، ومنها الخدمة الإخبارية باللغة الصينية.
ويعاني تليفزيون الخدمة العالمية لـ"BBC" مثل كثير من القنوات الدولية الأخرى، من انقطاع متكرر في البث خاصة خلال تغطيات الأخبار المتعلقة بالصين.
وكانت المرة الأخيرة التي تعرضت لها الخدمة الإنجليزية للحجب في الصين أثناء تغطية أخبار هروب الناشط الصيني الضرير، شين غوانغشينغ، من الإقامة الجبرية في نيسان/ إبريل 2012.
وفيما تفرض بكين رقابة صارمة على الإنترنت، يتعذر تصفح عدد من وسائل الإعلام الأجنبية وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي مثل "تويتر" و"فيسبوك"، ومنذ انطلاق التظاهرات المطالبة بالديموقراطية في هونج كونج، منصة تبادل الصور "انستاجرام"، وحجبت مواقع صحيفة "نيويورك تايمز"، ووكالة "بلومبرغ" في 2012 بعد تحقيقهما في ثروات رئيس الوزراء السابق، وين جياباو، والرئيس الحالي، تشي جينبينج.
وفي السياق ذاته، أمرت شرطة هونج كونج بفتح تحقيق حول حادثة تعرض أحد المحتجين المطالبين بالديمقراطية للضرب من قبل رجال الشرطة مع تعليق مهام شرطيين، وذلك بعد يومين من إزالة متاريس أقامها متظاهرون من موقعين أساسيين للاحتجاجات.
فيما أعلن وزير الأمن في هونج كونج، الأربعاء، أنه تم تعليق مهام شرطيين يشتبه بأنهم ارتكبوا أعمال عنف بحق متظاهر من المطالبين بالديمقراطية في هونج كونج، بعد بث شريط فيديو يظهرهم وهم يقومون بضرب رجل ممدد على الأرض.
ويرجح أن الصور التي بثها التلفزيون المحلي "تي في بي" صورت ليل الثلاثاء، خلال صدامات بين شرطيين ومتظاهرين كانوا يضعون حواجز جديدة.
ويظهر الشريط ستة من رجال الشرطة باللباس المدني يقومون بجر متظاهر أوثقت يداه في زاوية متنزه قريب من مقر السلطة في حي أدميرالتي، أحد أهم مراكز التظاهر منذ أكثر من أسبوعين، وكيف أن الرجل أرغم على التمدد أرضا، ليقوم عنصر شرطة بضربه وثلاثة آخرون بركله. وبحسب التلفزيون فإن
الاعتداء استمر أربع دقائق.
ووعدت شرطة هونج كونج بفتح تحقيق "مستقل"، فيما قال الحزب المدني، إحدى القوى المطالبة بالديمقراطية في هونج كونج، إن الضحية هو كين تسانج أحد عناصر الحزب.
وقالت النائبة عن هذه الحركة، كلاوديا مو، إن "الفريق القانوني للحزب المدني يدير الوضع".
ويأتي ذلك بعد أن أقدم مئات من رجال الشرطة مزودين بمطارق ومناشير كهربائية، الثلاثاء، على إزالة متاريس من مواقع أغلقها المتظاهرون منذ أسبوعين.
وتحت أنظار الصحافيين، بدأ عناصر الشرطة بتدمير الألواح الفولاذية والبلاستيكية والخشبية في اثنين من المواقع الرئيسية للمتظاهرين في حي ادميرالتي قرب مقر الحكومة وكوزواي باي الحي التجاري الفخم الذي يقصده السياح من الصين.
فيما اعتقلت شرطة هونج كونج 45 من المحتجين المطالبين بالديمقراطية في الساعات الأولى من الأربعاء واستخدمت رذاذ الفلفل ضد أولئك الذين قاوموها أثناء قيامها بإعادة فتح طريق رئيسية في المركز المالي الآسيوي أغلقها المحتجون بكتل خرسانية.
وهذه هي أشد عملية للشرطة ضد المحتجين -وغالبيتهم طلاب- في أكثر من أسبوع، وجاءت بعد أن تدفق المتظاهرون إلى نفق في طريق من أربع حارات في وقت متأخر الثلاثاء، مرددين هتافات تطالب بحق الاقتراع العام في المدينة التي تسيطر عليها حكومة الصين.
ويطالب المحتجون بنظام ديمقراطي كامل للمستعمرة البريطانية السابقة في أعقاب قيود وضعتها الصين على الانتخابات القادمة في المدينة التي ستجرى في 2017، ويطالبون أيضا رئيس السلطة التنفيذية في هونج كونج بالتنحي. لكن حملتهم -وهي الآن في أسبوعها الثالث- أحدثت فوضى مرورية وانحسر التأييد العام عنها.