قال رئيس حزب التقدمي الاشتراكي والزعيم الدرزي الأبرز في
لبنان النائب وليد
جنبلاط الثلاثاء، إنه لا يعترف بأن تنظيم "جبهة
النصرة" "
إرهابي بل هم مواطنون سوريون".
وفي مقابلة تلفزيونية، أوضح جنبلاط أن تنظيم "جبهة النصرة" والجيش السوري الحر "ليسا أعداء"، داعيا إلى "التأقلم مع الوضع الجديد في سوريا".
وقال: "لا أعترف أن النصرة إرهابية، بل هم مواطنون سوريون".
ورأى جنبلاط أن "نظام الحكم في سوريا لا يستطيع أن يستمر"، مضيفا أنه "في حال لم نصل لحل سياسي فسوريا ستصبح أشلاء".
ودعا ما يسمى بـ"أصدقاء سوريا" إلى أن "يتفقوا على وحدتها، بعد أن أخذها (رئيس النظام السوري بشار) الأسد إلى نقطة اللارجوع".
ورأى أنه "لا يمكن استبعاد أي مكون من مكونات المعارضة السورية"، داعيا إياها إلى "وضع خارطة طريق لسوريا".
وتابع أن "تنظيم داعش موجود ولا يمكن استبعاده"، معتبرا أن "داعش ظاهرة تملأ فراغا نتيجة عقود من الديكتاتورية العربية".
ولفت إلى أن "الأسد يحكم على خراب ولن يستطيع أن يستمر، وهو عرّض حتى مناصريه للهلاك".
وأعرب جنبلاط عن عدم ثقته بما يقوم التحالف الدولي بشأن داعش، داعيا إلى حماية لبنان من "ارتدادات الحرب السورية"، معتبرا أن عدم إقامة المخيمات للنازحين السوريين "خطأ".
وفي 2 آب/ أغسطس الماضي، اندلعت معارك ضارية في بلدة عرسال اللبنانية ومحيطها بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة قادمة من سوريا أسماهم الجيش في بيان له بـ"الإرهابيين والتكفيريين"، على خلفية توقيف الجيش اللبناني عماد أحمد الجمعة، قائد لواء "فجر الإسلام" السوري.
واستمرت المعارك خمسة أيام؛ حيث أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين، بالإضافة إلى خطف أكثر من 20 منهم، كما قُتل وجُرح العشرات من سكان بلدة عرسال سواء من المدنيين أو اللاجئين السوريين.
ولم تكن "جبهة النصرة"، التي تشكل فرع تنظيم القاعدة في سوريا، معروفة قبل بدء الاحتجاجات في سوريا ضد نظام بشار الأسد في آذار/ مارس 2011، لكنها برزت كقوة قتالية ميدانية مع تبنيها تفجيرات استهدفت مراكز عسكرية وأمنية للنظام في الشهور الأولى للاحتجاجات.
وفي سياق متصل تساءل جنبلاط: "ما المشكلة في إقامة مخيمات للاجئين السوريين تحت إجراءات أمنية".
وكان وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس قال في 12 أيلول/ سبتمبر إن بلاده ستقوم بإنشاء مخيمات لللاجئين السوريين في المنطقة الفاصلة مع سوريا "كمرحلة تجريبية أولى"، مشيرا إلى أنه في حال نجحت هذه الخطوة سيتم توسيعها "وتقليد تركيا في هذا المجال".
يذكر أن أعداد اللاجئين السوريين بحسب إحصاءات مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فاق المليون ومئتي ألف ، ورجّحت المفوضية أن يتجاوز عددهم المليون ونصف المليون في نهاية العام الحالي.
وهو ما دفع بالوزير درباس إلى دق ناقوس الخطر مرارا، والتحذير من تداعيات هذه الأزمة ما لم يسارع لبنان إلى إقامة مخيمات لهؤلاء في مناطق آمنة على الحدود من جهة لبنان، أو من الجهة السورية بحماية أمنية من الأمم المتحدة.
وشدد جنبلاط على أنه "لا للتنسيق مع جيش يقتل شعبه كالجيش السوري"، مشيرا إلى أنه "لا يسيطر على منطقة القلمون".
واعتبر جنبلاط أن حزب الله الذي يقاتل إلى جانب قوات النظام السوري منذ مطلع العام 2013 "لا يستطيع الانسحاب من سوريا لأن ذلك يتطلب تسوية إقليمية بين إيران والسعودية".
وعن المساعدات الإيرانية للجيش اللبناني، قال جنبلاط أنه "لا يمكن أن نقبل الهبة الإيرانية للجيش اللبناني"، معتبرا أنها "ستدخلنا في عقبات نحن بغنى عنها".
وتابع جنبلاط: "أنصح وزير الدفاع اللبناني سمير مقبل أن لا يذهب إلى طهران لبحث هذا الملف"، لافتا إلى أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري "يقوم بكل جهده في مسألة الهبة السعودية للجيش اللبناني".
وكان الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني قال في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي إن بلاده قررت تقديم هبة عبارة عن تجهيزات "تساعد" الجيش اللبناني في المواجهة "ضد الإرهاب التكفيري المتطرف".
يذكر أن الحريري، أعلن الشهر الماضي عن مساعدة من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز بقيمة مليار دولار أميركي لتمويل عمليات شراء "فورية" لمعدات وذخائر للجيش دعما لحربه على الإرهاب.
وكانت السعودية أعلنت في كانون الثاني/ يناير 2014 دعم الجيش بثلاثة مليارات أخرى لشراء أسلحة للجيش عبر فرنسا.