قال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت الجمعة، إن قوات أسترالية خاصة سيجري نشرها في العراق للمساعدة في قتال متشددي الدولة الإسلامية، وإن مقاتلات أسترالية ستشارك أيضا في الضربات الجوية التي يشنها ائتلاف تقوده الولايات المتحدة.
وأضاف أبوت في مؤتمر صحفي أذيع تلفزيونيا أن الجنود الأستراليين سيقدمون "المشورة والمساعدة" لدعم الجيش العراقي في قتاله ضد الجماعة الإسلامية المتطرفة.
وتقصف الولايات المتحدة مواقع لتنظيم الدولة (داعش) وجماعات متشددة أخرى في سوريا منذ حوالي أسبوعين، بمساعدة من حلفاء عرب، وتوجه أيضا ضربات إلى أهداف في العراق منذ آب/ أغسطس.
وفي الشهر الماضي أرسل أبوت طائرات و600 عسكري إلى دولة الإمارات العربية، استعدادا للانضمام إلى الائتلاف. وقال منذ ذلك الحين إن من المرجح أن تنضم طائرات أسترالية إلى الضربات الجوية ضد تنظيم الدولة.
وفي حين أعلن عن مشاركة مقاتلات أسترالية إلا إنه من غير المتوقع أن يشارك جنود أستراليون في مهام قتالية في العراق.
وقال أبوت إن "مجلس الوزراء أجاز اليوم ضربات جوية أسترالية في العراق بطلب من الحكومة العراقية، ولدعم الحكومة العراقية. وأيضا بحسب وثيقة قانونية نهائية سمحت الحكومة بنشر قوات خاصة أسترالية في العراق لتقديم المشورة والمساعدة للقوات العراقية".
واقتصر دور الطائرات الأسترالية حتى الآن على المساعدة الإنسانية وتسليم أسلحة إلى قوات تدعمها الحكومة العراقية.
وقال أبوت إن تنظيم الدولة يشكل تهديدا خطيرا لكل من أستراليا والعالم، وإن كانبيرا لا يمكنها أن تتحمل تبعة التنصل من مسؤوليتها للمساهمة عسكريا في "إضعاف" قدرات الجماعة.
وقال إن "الأمريكيين لديهم بالتأكيد قوات خاصة كبيرة على الأرض بالفعل. ما أفهمه هو أن هناك قوات خاصة بريطانية وكندية بالفعل داخل العراق.. ولذا فإننا سوف نعمل على نطاق أصغر بكثير ولكن بطريقة مماثلة تماما للقوات الخاصة الأمريكية".
وتتألف المفرزة الأسترالية في دولة الإمارات من ثماني مقاتلات سوبر هورنت وطائرة للمراقبة والإنذار المبكر وطائرة للتزويد بالوقود في الجو، إضافة إلى 400 فرد من سلاح الجو و200 جندي من القوات الخاصة.
برلمانا تركيا والدنمارك يجيزان التدخل العسكري
وفي الأيام السابقة، تعهد الجيش التركي بالدفاع عن جنوده في جيب ضريح سليمان شاه في الأراضي السورية، ووافق البرلمان التركي على اقتراح يجيز للحكومة القيام بتوغلات عسكرية عبر الحدود في سوريا والعراق لقتال "داعش". كما أن الاقتراح يسمح كذلك بنشر جنود أجانب في تركيا واستخدام قواعدها العسكرية للغرض نفسه.
وفي سياق متصل، وافق البرلمان الدنماركي أيضا، بأغلبية ساحقة (94 نائبا مقابل 9 نواب) على إرسال سبع طائرات مقاتلة طراز "إف-16" للمشاركة في الهجمات الجوية ضد تنظيم داعش في العراق.
وكان الجنرال الأمريكي المتقاعد جون آلن الذي يتولى منذ منتصف أيلول/ سبتمبر، تنسيق تحرك التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، قد شدّد من ناحية أخرى على أن تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة سيكون عملية بعيدة الأمد، ويستغرق سنوات.
السيستاني يدعو الحشد الشعبي لحماية مقدسات شيعية بصلاح الدين
وفي أثناء ذلك، دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي
السيستاني، عناصر الحشد الشعبي (ميليشيات شيعية موالية للحكومة) إلى حماية مرقد ديني شيعي في محافظة صلاح الدين شمال البلاد من هجمات لـ"المجاميع الإرهابية"، على حد تعبيره.
وقال عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة التي ألقاها نيابة عن السيستاني في مسجد الحسين بن علي في محافظة كربلاء (وسط البلاد): "ندعو مقاتلي الحشد الشعبي إلى اتخاذ المزيد من الحرص واليقظة خاصة في حماية الأماكن المقدسة"، مشيرا إلى أن "المجاميع الإرهابية"، التي لم يسمّ أيا منها، حاولت اجتياح منطقة بلد التي يوجد فيها مرقد الإمام "محمد الهادي".
وتابع الكربلائي بأن "تلك المجاميع الإرهابية تحاول إشعال نار الفتنة بين طائفتين (في إشارة الى السنة والشيعة) من خلال استهداف الأماكن المقدسة".
وطالب ممثل المرجع الشيعي الحكومة العراقية بصرف رواتب عناصر الحشد الشعبي وإيلاء المزيد من الاهتمام بهم، كما أنه طالب بعدم بقاء وزارتي الداخلية والدفاع شاغرتين مدة أطول.
وأدت الحكومة العراقية الجديدة برئاسة حيدر العبادي اليمين الدستورية أمام مجلس النواب (البرلمان) في 9 أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد نيلها الثقة من قبل المجلس، رغم بقاء وزارتي الدفاع والداخلية شاغرتين، وسط ترحيب إقليمي ودولي.
وبحسب مصادر دينية شيعية فإن مرقد "محمد الهادي" في بلد جنوبي مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، ينسب إلى ابن "الإمام الهادي"، أحد أئمّة الشيعة المسلمين.
ومنذ حزيران/ يونيو الماضي، يشن تنظيم
داعش هجمات مكثفة على مدينة بلد ذات الغالبية الشيعية جنوبي صلاح الدين، وكثف من تلك الهجمات خلال الأسبوع الماضي.
وتنشر وكالات أنباء أن تنظيم الدولة (داعش) عادة ما بهدم الأضرحة والمزارات في المناطق التي يسيطر عليها، لأنه يعدّها أماكن يتم فيها تقديس أشخاص وعبادة غير الله، وكذلك يفعل بـ"الحسينيات" كونها أماكن عبادة الشيعة الذين يخالفون التنظيم في المذهب.
ويوجه التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بمشاركة دول أوروبية وعربية، ضربات جوية لمواقع "داعش" في سوريا والعراق في إطار الحرب على التنظيم ومحاولة تحجيم تقدمه في مناطق أوسع في الدولتين.