كيهان: بعد العراق وسوريا حان وقت الجيش اللبناني

قالت صحيفة كيهان الإيرانية التابعة للمرشد الإيراني خامنئي، تعليقا على زيارة الأدميرال علي شمخاني أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني إلى بيروت: "إن هذه الزيارة تعتبر ذات طابع سياسي وعسكري، تصب في مصلحة الجهود الإيرانية لتعزيز محور التحالف الإيراني بالمنطقة".

وأضافت الصحيفة أن الزيارة تهدف لدعم الجيش اللبناني الذي يعتبر على رأس الأولويات الإيرانية، وذلك لإيجاد توازنات إقليمية.
 
وقالت كيهان: "إن الزيارة المفاجئة والخاطفة للأدميرال شمخاني إلى بيروت، كانت لافتة من وجهة نظر المراقبين والمتابعين للشأن اللبناني ـ الإيراني، خاصة وأنه حمل معه هبة عسكرية للجيش اللبناني على أن تترجم على الأرض عمليا خلال الزيارة المقبلة لوزير الدفاع اللبناني السيد سمير مقبل إلى طهران".

وشددت الصحيفة على أن هذه الهبة ليست مثل الوعود التي تعلنها الدول الغربية في مجال السلاح، التي لا يعرف مصيرها كما حدث للأسلحة الفرنسية والأميركية التي دفع ثمنها مسبقا لبنان، ولم يستلم الجيش اللبناني منها شيئا.

 وأكدت كيهان أنه "بعد دولتي سوريا والعراق، جاء دور لبنان الرسمي، لتضطلع إيران بدورها للتحالف مع الجيش اللبناني في إطار التعاون الدفاعي لتأمين احتياجاته من تجهيزات عسكرية ورفع لقدراته من أجل مواجهة القوى التكفيرية السورية واللبنانية التي تريد تدمير لبنان وزرع بذور الفتن والحرب الطائفية فيه"، على حد تعبيرها .
 
وأشارت إلى أنه لو استمعت القوى الدولية والإقليمية لنصائح طهران ودمشق وحزب الله في بدايات الأزمة السورية، وذلك بعدم النفخ في نار الإرهاب، لأنه خطر لا يعرف الحدود وليس له مذهب أو دين أو وطن، لما انتشر اليوم بهذا الشكل المروع والمهدد لجميع دول العالم.

 وحول التدخل العسكري الإيراني في العراق وسورية، ذكرت الصحيفة أن طهران التي انطلقت مبكرا لكشفها حقيقة هذه الفئات "الضالة التكفيرية"، التي تخرجت من مدارس أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية، نزلت مباشرة إلى ساحة المواجهة عمليا عبر تقديمها المشورة والمساعدة العسكرية للجيش السوري، والجيش العراقي لمواجهة التنظيمات الإرهابية هناك، وفق قولها.

 ودعت كيهان الدول العربية المشاركة بالتحالف الدولي لمحاربة داعش في سورية والعراق، إلى الالتحاق بالتحالف الإيراني السوري، معتبرة أن من يدعي حقا محاربة داعش فليلتحق بائتلاف إيران الذي سبق الجميع ويضم العراق وسوريا وقوى المقاومة لمحاربة داعش، لا أن يلتحق بمن هو في صفوف من تورط بدعم داعش وتأسيسها.
  
ويرى مراقبون للشأن الإيراني ـ اللبناني، بأن صراعاً سعودياً إيرانياً جديدا سوف يظهر حول دعم الجيش اللبناني، وذلك في محاولة لكسب ولاء وقياداته لصالح التيارات والأحزاب اللبنانية المرتبطة بمصالح هذه الدولتين.

 ويقولون إن إيران تحاول استغلال الظروف الأمنية الحساسة التي تشهدها الساحة اللبنانية بسبب امتداد الأزمة السورية إلى العمق اللبناني لكسب ولاء الجيش اللبناني من خلال تقديم هبات عسكرية ظاهرية ليكون الجيش اللبناني تابع لمشروع حزب الله في لبنان تماماً .