كشفت وزارة الداخلية
المغربية، عن تحول نوعي جديد في ممارسات الجهاديين المغاربة، من خلال تفكيك خلية تطلق على نفسها، قرر عناصرها الالتحاق بالجزائر للتدريب ضمن تنظيم "
جند الخلافة" الحديث النشأة، قبل العودة إلى المغرب لتنفيذ عمليات.
وأظهر بلاغ لوزارة الداخلية حصلت "عربي21" على نسخة منه، صباح الاثنين 29 أيلول/ سبتمبر الجاري، "تفكيك الخلية الإرهابية التي كانت تنشط بكل من الناظور ومليلية في استقطاب وتجنيد مقاتلين مغاربة قصد تعزيز "تنظيم الدولة"، وأن أفراد هذه الخلية كانوا قد أطلقوا على أنفسهم اسم "أنصار الدولة الإسلامية في المغرب الأقصى".
وأضافت الوثيقة، أن "أعضاء هذه الخلية قرروا الالتحاق بما يسمى "جند الخلافة" بالجزائر والذي أعلن مؤخرا ولاءه لتنظيم الدولة، بعد تبنيه إعدام الرهينة الفرنسي هرفي غوردل كرد فعل إزاء انضمام فرنسا للتحالف السالف الذكر".
وشدد محمد مصباح، الباحث في شؤون الإرهاب، على أن "إعلان تفكيك الخلية الأخيرة يبدو مسألة مستجدة تعكس تكيفا تكتيكيا لأتباع "
داعش" في المغرب مع المعطيات الميدانية.
وأفاد مصباح بأنه بناء على "المعطيات المتوفرة لحد الساعة، يبدو أن هناك ميزتين للخلية الجديدة: الأولى وجود عسكري إسباني سابق على رأس الخلية، ثم الرغبة في الالتحاق بالفرع المحلي لداعش بالجزائر (جند الخلافة)، كتكتيك مرحلي لتعويض العجز عن السفر لسوريا بعد تشديد السلطات الأمنية الرقابة على الحدود والمطارات".
وتابع مصباح في تصريح لـ"عربي21" بأن تفكيك الخلية الأخيرة في مليلية والناظور "أمر عادي في سياق غير عادي"، فقد كانت السلطات الأمنية تتوقع تنامي وتيرة التجنيد لتنظيم داعش بعد إعلان تأسيس "دولة الخلافة" بداية رمضان الماضي، وبداية قصف مواقع الجهاديين بالعراق وسوريا من طرف قوات التحالف الدولي، على حد قوله.
وأضاف الباحث في معهد برلين للشؤون الأمنية، أنها "ليست المرة الأولى التي يتم فيها تفكيك خلايا كانت تعتزم اللحاق بالتنظيمات المسلحة بسوريا والعراق".
وسجلت وزارة الداخلية المغربية، أن سبب تحويل الوجهة من سوريا والعراق إلى الجزائر يكمن في "تكثيف الضربات الجوية لقوات التحالف بالمنطقة السورية العراقية وما رافق ذلك من قيود أمنية حول المتطوعين للجهاد بهذه المنطقة".
وشدد بيان وزارة الداخلية، على أن عناصر هذه الخلية، كانوا قد عقدوا العزم في الآونة الأخيرة، على الالتحاق فرادى بصفوف "الدولة الإسلامية" بالمنطقة السورية العراقية، وذلك بعد أن كثفوا اتصالاتهم بالجهاديين المغاربة ضمن هذا التنظيم الإرهابي.
وتابع البلاغ بأن عناصر "داعش" المغاربة "يتوعدون بالعودة إلى المملكة للقيام بنفس الأعمال الوحشية والهمجية التي يرتكبونها في حق الجنود السوريين والعراقيين وكل من يقف في طريقهم".
وسجلت وزارة الداخلية المغربية، أنه سيتم تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجر تحت إشراف النيابة العامة المختصة، معتبرة أن البحث يفيد بأن أعضاء هذه الخلية كانوا يعتزمون نقل تجربة "تنظيم الدولة" بإشاعة جو من الرعب والهلع داخل المملكة، كما يبدو ذلك جليا من خلال تداولهم صورا فظيعة لجثث جنود سوريين وعراقيين مشنع بها من مقاتلي هذا التنظيم.
وفرض تنظيم "جند الخلافة" الجزائرية اسمه على ساحة الإعلام الدولي بعد إعلانه خطف المواطن الفرنسي "هرفي غوردل" الاثنين 22 أيلول/ سبتمبر، وإعدامه بعد 48 ساعة فقط، وقامت "جند الخلافة" بخطف مواطن فرنسي بعد أيام من إعلان مبايعتها لتنظيم "داعش".
وظهر تنظيم "جند الخلافة في أرض الجزائر" نهاية آب/ أغسطس، من خلال نشر بيان أعلن فيه مبايعته لأبي بكر البغدادي زعيم "تنظيم الدولة" وانشقاقه عن
تنظيم القاعدة وفرعها في الجزائر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "بعد انحراف منهجها".
وتقول مصادر إعلامية جزائرية، إن الجماعة، التي لا يتجاوز عدد عناصرها 15 مسلحا، تنشط في ما يعرف بـ"مثلث الموت"، رؤوسه ثلاثة مدن هي "تيزي وزو" و"بومرداس" و"البويرة"، المعقل الرئيس لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".
وتضيف المصادر، أن زعيم الجماعة يدعى "قوري عبد المالك" المدعو "خالد أبو سليمان"، البالغ من العمر 37 عاما، وهو مسؤول كتيبة "الهدى" سابقا، وينحدر من "بومرداس" بشمال الجزائر، و"أبو سليمان" كان معروفا من قبل الشرطة الجزائرية وسبق أن قضى خمس سنوات في السجن بتهم مرتبطة بالإرهاب قبل أن يلتحق بالجهاديين من جديد برفقة شقيقه.