شهدت مدن برازيلية خلال الأسبوع الأخير من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، نشاطا دعويا متنوعا للجالية الإسلامية، تنوع بين العمل الخيري، ودورات العلوم الشرعية، وتنظيم فاعليات ضد التطرف
الديني والمذهبي، بحسب خالد رزق تقي الدين رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في
البرازيل (منظمة غير حكومية).
وقال تقي الدين في تصريحات لوكالة الأناضول عبر الهاتف، إن "الهدف من هذه الفاعليات هو إبراز صورة الإسلام ورحمته التي يجب أن تعم بظلالها كل البشرية".
وأضاف: "نظمنا السبت يوما خيريا مفتوحا في حي سانتا كاتارينا بمدينة سان باولو (جنوب)، باعتباره أحد أكبر الأماكن التي يسكنها عائلات برازيلية من محدودي الدخل".
وأشار إلى أن اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، قام بالتعاون مع "الهلال الأحمر الإماراتي" و"سفارة دولة الإمارات" في البرازيل، بتقديم الخدمات للمواطنين تحت شعار "الصحة.. المواطنة.. الألعاب.. الثقافة".
وقال: "قدمنا 4 آلاف طقم من الملابس للأطفال، إضافة للخيام التي انتشرت على جانبي شوارع الحي لتقديم الخدمات الطبية كفحوص الدم والسرطان وتليف الكبد والسكر والكولسترول، وفحص النظر، والعلاج الطبيعي، وألعاب للأطفال، وحلاقين لقص الشعر، إضافة لخيام التعريف بالإسلام والثقافة الإسلامية والتي قامت بتوزيع آلاف الكتب عن الإسلام باللغة البرتغالية.
أما يوم الإثنين الماضي، بحسب تقي الدين، فقد نظم الآلاف، مسيرة ضد التطرف الديني، شارك فيها مسلمون ومسيحيون ولا دينيون، على شاطئ "كوبا كابانا" بمدينة ريو دي جانيرو (شرق) رغم المطر الشديد.
وقال تقي الدين إن "هذه المسيرة سنوية والقصد منها محاربة التطرف الديني والتمييز العنصري بسبب الدين، وقد حرصنا كمسلمين على بيان أهمية قيم التسامح والتعايش السلمي في البرازيل، واعتبارها مثالا عالميا، وخصوصا مع ما يمر به العالم اليوم من حروب بسبب التعصب الديني أو المذهبي".
وأشار تقي الدين إلى أن اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل، نظم الأسبوع الماضي أيضا، دورة للعلوم الشرعية في مدينة "ريو دي جانيرو" (شرق).
وأضاف أنه "حضر الدورة 50 من المسلمين الجدد وأبناء المسلمين في المدينة، حيث تم إلقاء المحاضرات في مقر الجمعية ومسجد النور بحي "تيجوكا" وسط المدينة، وتضمنت كل ما يهم المسلم معرفته حول المرض والموت والأحكام الشرعية التي تتصل بها.
وتابع تقي الدين: "شهدت الدورة اعتناق أخت برازيلية (لم يحدد اسمها) للدين الإسلامي".
من جانبه، قال محمد حسين الزغبي رئيس اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل إن الاتحاد مستمر في العمل على إنجاز مشروعه الكبير للتعريف بالإسلام داخل البرازيل والعناية بالمسلمين الجدد من خلال الدورات المختلفة ورحلات الحج والعمرة وتوزيع الكتاب الإسلامي.
وأوضح أن "الهدف من هذه الفاعليات هو خدمة الأحياء الفقيرة من خلال توفير مجموعة من الخدمات خلال يوم واحد".
ولفت إلى أهمية مشاركة المسلمين في إرساء قيم الإسلام العظيمة وسماحته ودعوته لاحترام الإنسان بغض النظر عن لونه أو جنسه أو دينه.
و"اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل" منظمة غير حكومية، تأسست في عام 1979، بهدف تنظيم عمل المؤسسات الإسلامية وقيادتها لخدمة الجالية المسلمة والعمل على نشر الصورة الصحيحة عن الإسلام.
ويبلغ عدد المسلمين في البرازيل نحو 1.5 مليون نسمة (من إجمالي عدد سكان البرازيل 199 مليون نسمة بحسب إحصاء 2012)، ينتشرون في أغلب الولايات، ويمثلهم 80 مؤسسة ومركزا إسلاميا، ويمتلكون أكثر من 120 مسجدا ومصلى يعمل بها 60 شيخا وداعية.