قرر من يعرفون بضحايا الإكراه البدني في السجون الموريتانية الدخول في
إضراب شامل عن الطعام، خصوصا في سجون العاصمة نواكشوط التي تعتبر الأكثر اكتظاظا من بين السجون الموريتانية.
وقال مصدر أمني رفيع لـ"عربي21"، إن السجناء قرروا فعلا الدخول في إضراب عن الطعام، وإن حالة من الارتباك تسود أغلب سجون العاصمة نواكشوط.
وأضاف أن "السجناء هددوا منذ أيام بالدخول في إضراب عن الطعام إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم على الفور، ومن بين تلك المطالب تحسين ظروفهم المعيشية".
وقال المصدر الأمني الذي تحدث لـ"عربي21" إن إدارة السجون الموريتانية لم تتخذ بعد قرارا بهذا الخصوص، مؤكدا أن الوضع بحاجة لحلول سريعة.
وقد بعث عدد من
ضحايا الإكراه البدني في السجون الموريتانية ببيان لـ"عربي21" طالبوا فيه بإلغاء الإكراه البدني، واعتبروه "ظلما صارخا وانتهاكا لكرامة الإنسان، ويعتبر في مآلاته نوعا من أنواع الاسترقاق المرفوض ولا ضرورة له في واقع الأمر".
وعبر عدد من أهالي ضحايا الإكراه البدني في تصريحات منفصلة لـ"عربي21" عن انزعاجهم الشديد من ممارسات الإكراه البدني بحق أبنائهم، محذرين من أن استمرار استخدام الإكراه البدني في السجون الموريتانية ستكون له انعكاسات خطيرة.
وتحدث الأهالي عن استمرار
التعذيب خارج القانون في السجون الموريتانية، مطالبين بفتح تحقيق شامل بهذا الخصوص. ويقول عدد من السجناء، إن التعذيب في السجون الموريتانية يتم عادة في الليل ويستخدم فيها الحرق والصعق بالصدمات الكهربائية والعنف الجنسي وخلع الشعر، فضلا عن ربط يدي الشخص المعتقل وقدميه معاً وتعليقه بسلاسل من حديد بينما يخضع للضرب والتعذيب.
ووثقت بعض المنظمات الحقوقية قبل عامين حالات تعذيب مقلقة في السجون الموريتانية، من بينها حالة أدت إلى وفاة رجل بعد تعذيبه في سجن دار النعيم في كانون الأول/ ديسمبر 2012. وقال بعض السجناء إن الحراس كانوا يضربونهم بأسلاك كهربائية بعد نثر الملح على أجسادهم، كما أنهم يقومون بحرقهم بسكاكين ساخنة.
وتعهدت وزارة العدل الموريتانية أكثر من مرة بمراجعة أوضاع السجون لتفادي تكرار عمليات التعذيب، غير أن المنظمات الحقوقية ما زالت تتحدث عن ظروف سيئة يعيشها السجناء وعن حالات تعذيب مروعة.