سمحت
تركيا التي تطبق مبدأ
العلمانية، بارتداء
الحجاب في مدارسها الثانوية بعد الجامعات والإدارات العامة والجمعية الوطنية. ويتهم علمانيون الحكومة التي تدير البلاد منذ 12 عاما بمحاولة "أسلمة" البلاد.
في مقابلة تلفزيونية مع شبكة التلفزيون الخاصة "أن تي في"، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن "الجميع يستطيعون العيش كما يحلو لهم (...) قررنا التقدم على طريق أكثر ليبرالية في التعليم بشأن مشكلة تثير قلقا منذ فترة طويلة".
فبعد الجامعات والإدارات العامة والجمعية الوطنية، سمح بارتداء الحجاب في
المدارس الثانوية التي تديرها منذ 12 عاما حكومة إسلامية محافظة يتهمها معارضوها بتهديد النظام العلماني.
وأضاف أن حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الإسلامي وسع الحريات في كل المجالات، وهذا الإجراء يندرج في هذا الإطار.
وقال داود أوغلو: "عندما ألغينا حظر ارتداء الحجاب في الوظيفة العامة (في 2013) لم يحدث أي نزاع".
وتابع بأن "من يريد ارتداء الحجاب يستطيع ارتداءه ومن لا يريد لا يرتديه"، نافيا أي رغبة في التدخل في "أسلوب حياة" الأتراك.
وقبل ساعات من ذلك، وعند الخروج من جلسة مجلس الوزراء أعلن الناطق باسم الحكومة التركية بولند أرينج، إلغاء القانون الذي حظر ارتداء الحجاب في المدارس.
وسبق أن سمحت السلطة بارتداء الحجاب في المدارس الدينية، حيث يمكن للفتيات ارتداء الحجاب اعتبارا من سن 12 عاما بعد المدرسة الابتدائية.
وأصبح بإمكان كل الطالبات ارتداء الحجاب اعتبارا من السنة الأولى في المدرسة الثانوية.
والثلاثاء دافع وزير التعليم الوطني نابي أفجي عن هذا التعديل، قائلا: "كل مبادرة في سبيل الحريات هي أمر جيد". وقال إن قرار الحكومة يلبي "المطالب العديدة من أهالي الطالبات" مؤكدا أن الإجراء الجديد لا يطبق على المدارس الابتدائية.
وتعترض المعارضة العلمانية في البرلمان بشدة على السماح بارتداء الحجاب في المدارس، معتبرة أن ذلك سيضر بالعلمانية التي أرساها مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.
وقال كمال كيليشداروغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري إن "الحجاب ليس له مكان في المدارس".
واعترضت عدة نقابات للمعلمين على الإجراء.
وبحسب استطلاعات الرأي فإن حوالي ثلثي النساء التركيات محجبات في تركيا، الدولة المسلمة، ذات الواجهة العلمانية.
ومنذ وصوله إلى الحكم في 2002 لم يتوقف حزب العدالة والتنمية عن المطالبة بالسماح بارتداء الحجاب الذي سمح به على التوالي في الجامعات والإدارات الرسمية والبرلمان.
يذكر أن غالبية زوجات وبنات القادة الأتراك يرتدين الحجاب.
وتتهم الأوساط العلمانية في البلاد حزب العدالة والتنمية الذي كان يرأسه حتى فترة خلت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي انتخب في هذا المنصب في آب/ أغسطس، بالسعي إلى أسلمة البلاد. وفي صيف 2013 شهدت تركيا حركة تظاهرات غير مسبوقة للتنديد بالنزعة "الإسلامية" لدى النظام.
وسبق أن اعتمدت السلطات إجراءات تفرض قيودا على بيع واستهلاك الكحول المحرم لدى الإسلام، وعارضت الاختلاط في أماكن سكن الطلاب في الجامعات.
والأسبوع الماضي طلبت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان من أنقرة إصلاح نظام التعليم الديني الإلزامي في المدارس الذي يركز خصوصا على السنة الذين يشكلون غالبية في تركيا.
ورفض داود أوغلو الانتقادات الأوروبية معتبرا أن هذه الدروس تمنع "التطرف" في تركيا في إشارة إلى تصاعد موجة الإسلام المتطرف في الدولتين المجاورتين، العراق وسوريا، اللذين يواجهان تمدّد جهاديي "تنظيم الدولة".