قال مساعدون إن المرشحين المتنافسين في
انتخابات الرئاسة الأفغانية التي شهدت نزاعا مريرا سيوقعان على اتفاق لتشكيل
حكومة وحدة اليوم الأحد، ما يمكن أن يخفف من التوترات التي استمرت لمدة أشهر وزعزعت استقرار أفغانستان في الوقت الذي تنسحب فيه القوات الأجنبية من البلاد.
وسيتزامن حفل التوقيع في قصر الرئاسة بكابول الذي ما زال يشغله الرئيس المنتهية ولايته حامد
كرزاي على الرغم من عملية انتخابية بدأت في إبريل/ نيسان مع الإعلان المزمع للنتائج النهائية.
ويأتي هذا الإعلان بعد فرز دقيق راقبته الأمم المتحدة لكل الأصوات التي تم الإدلاء بها وعددها ثمانية ملايين صوت في جولة إعادة جرت في يونيو/ حزيران، وشكك فيها كل من المرشحين الرئيسيين أشرف عبد الغني المسؤول السابق بالبنك الدولي وعبد الله عبد الله وزير الخارجية الأفغاني السابق.
وقال مساعدو عبد الغني وعبد الله إن الرجلين وقعا على اتفاق لاقتسام
السلطة أمس السبت. وفي إطار هذا الاتفاق من المرجح أن يصبح عبد الغني وزير المالية السابق الرئيس الجديد وعبد الله رئيس الوزراء بصلاحيات موسعة جديدة، على الرغم من أن موعد سريان هذه الخطوات ما زال غير واضح تماما.
ونظر داعمو أفغانستان الأجانب للانتخابات على أنها أول انتقال ديمقراطي للسلطة في البلاد، إلا أن النزاع بين المرشحين ألقى بظلاله على انتقال سلس للسلطة من كرازي الذي حكم أفغانستان منذ الإطاحة بحكم حركة طالبان عام 2001.
وشجع الغموض حركة طالبان على شن المزيد من الهجمات في أنحاء أفغانستان، في الوقت الذي تستعد فيه قوات الأمن الأفغانية التي جرى تدريبها حديثا لقتال المتشددين بمفردها بعد انسحاب القوات الأجنبية.
والتقى وفدا عبد الغني وعبد الله في وقت متأخر من مساء أمس السبت مع ممثلين من الأمم المتحدة في محاولة للانتهاء من اتفاق لاقتسام السلطة، قبل إعلان نتيجة مراجعة الأصوات في الانتخابات الرئاسية الأفغانية.
ونقطة الخلاف الأخيرة كانت كيفية إعلان النتيجة النهائية للانتخابات. وقال مساعدون ومسؤولون إن عبد الله أصر على ألا تعلن النسبة الرسمية للتصويت، أو أن يجري تعديلها لمنحه المزيد من الأصوات. ويعتقد بشكل كبير أن النتيجة توضح تراجع عبد الله وراء عبد الغني.
ولم يتضح كيف جرى حل هذا الخلاف في نهاية الأمر، إلا أن كل الأطراف التي شاركت في المحادثات في وقت متأخر من مساء أمس السبت قالت إنه جرى التوصل لاتفاق.
وقال فيض الله زكي المتحدث باسم عبد الغني "اتفق الجانبان بنسبة مئة في المئة على كل شيء. جرى التوقيع بالأحرف الأولى على كل شيء وليست هناك نقاط اختلاف".
وأكد مجيب رحيمي المتحدث باسم عبد الله أيضا التوصل لاتفاق، إلا أنه لم يذكر أي تفاصيل.
وقال أيمل فيضي المتحدث باسم كرزاي إنه سيجري التوقيع رسميا على الاتفاق في القصر الرئاسي اليوم الأحد.
وكانت النتائج الأولية التي ظهرت في يوليو/ تموز أوضحت تقدم عبد الغني بنسبة 56% في جولة الإعادة التي جرت في 14 يونيو/ حزيران ما أدى إلى اندلاع احتجاجات في الشوارع نظمها أنصار عبد الله، الذي تحدث عن تزوير كبير، وقال إنه الفائز الحقيقي.
ومراجعة الأصوات كان جزءا من اتفاق توسط فيه في يوليو/ تموز وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في محاولة لتفادي غرق البلاد في أعمال عنف.
وتعهد كل من عبد الله وعبد الغني باحترام نتيجة المراجعة، وتشكيل حكومة وحدة على أن يشغل الفائز منصب الرئيس وأن يشغل المرشح الآخر منصب رئيس الوزراء، أو يختار من يشغل هذا المنصب على أن يتمتع بصلاحيات موسعة.
وكان الخلاف حول حجم الصلاحيات التي يتمتع بها رئيس الوزراء نقطة خلاف رئيسية في اتفاق تقاسم السلطة.
وأوضحت مسودة الاتفاق التي اطلعت عليها رويترز أن رئيس الوزراء سيتمتع بسلطة اختيار عدد من الحقائب الوزارية الرئيسية.
وتدعو المسودة أيضا أن تدعو حكومة الوحدة المجلس الأعلى للقبائل (لويا جيركا) للمساعدة في إصلاح القانون الانتخابي، والحيلولة دون وقوع أزمات في المستقبل.