قال القائد العسكري في أحد الألوية المشاركة في معارك ريف حماة الملقب بـ"أبو حمزة"، إن سبب تراجع كتائب
المعارضة في الريف أمام
النظام هو نتيجة
استنزاف قواتهم وذخيرتهم أثناء الهجوم، وبأنهم وضعوا كل الثقل العسكري في الخطوط الأولى من المواجهة، وهذا يعني في حال سقوطها تتمكن القوات المهاجمة من التوسع إلى مناطق عديدة.
وأضاف "أبو حمزة" في حديث خاص لـ"عربي 21"، أن سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها ميليشيات النظام المقاتلة، أنهكت المقاتلين حيث سقط مئات القتلى والجرحى في صفوفهم، حيث شنت مقاتلات الميغ والمروحيات أكثر من 370 غارة جوية، بين صواريخ موجهة وأخرى عنقودية وبراميل متفجرة.
كما استهدفت راجمات الصواريخ المنطقة بآلاف الصواريخ، من قاعدة جبل زين العابدين المطل على مناطق الاشتباك، وبلدة قمحانة التي حولها النظام إلى قاعدة لانطلاق عملياته، بحسب القائد العسكري.
بدوره، أفاد الإعلامي العسكري أحمد الشريف ، الذي كان يغطي معارك المنطقة في حديث خاص، أن قوات النظام سيطرت بداية على قرية أرزة الموالية للنظام، وبلدة خطاب القريبة، ثم مدينتي حلفايا وطيبة الإمام، إثر انسحاب كتائب المعارضة من هذه المناطق.
وأضاف أن النظام الآن يحاول التقدم إلى مدينة مورك على الطريق الدولي، التي تسيطر عليها المعارضة منذ بداية العام الحالي، ومدينة اللطامنة ذات الأهمية العسكرية بالنسبة لكتائب المعارضة، والتي تفرض عليها سيطرتها منذ شهر نيسان من العام 2012.
وسرّب مصدر مقرب من قوات النظام، معلومات تفيد أن قيادة غرفة العمليات في معارك المنطقة، هي من الضباط
الإيرانيين ومن ميليشيا حزب الله اللبناني، موضحا أن الموازين انقلبت عندما استقدم النظام هذه القوة، التي يقودها العقيد "سهيل الحسن" من المعارك في محيط مدينة حلب و بحسب المصدر فإن "سهيل الحسن" هو مجرد واجهة لغرفة عمليات عسكرية يقودها ضباط روس وإيرانيون وميليشيا حزب الله اللبناني.
وقال المرصد "80 العسكري" التابع للجيش الحر في حديث خاص، إن "الحسن" سخّر جميع المطارات لخدمة المعركة، فتمكنوا من رصد الأوامر التي تطلقها غرفة العمليات لقيادة المطارات، ومعظم الطائرات كانت تقلع من مطار حماة العسكري، وأخرى من مطار حمص ومطار حميميم في ريف اللاذقية.
وبعد التقدم الكبير لكتائب المعارضة في ريف حماة الشمالي وسط البلاد، خلال معركة "بدر الشام الكبرى" التي انطلقت في يونيو الماضي، استقدم النظام قواته والميليشيات الأجنبية التي تقاتل بجانبه من معارك حلب إلى المنطقة، مستعيناً بغطاء جوي كثيف ليتمكن خلال الأيام السبعة الماضية من صد تقدمهم واستعادة المناطق التي كانت المعارضة سيطرت عليها.
وتشهد المناطق المتبقية التي تسيطر عليها المعارضة قصفاً غير مسبوق، حيث تنفذ الطائرات عشرات الطلعات الجوية يومياً، تستهدف كلاً من مدن مورك واللطامنة وكفرزيتا، الأمر الذي يؤدي لسقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريح.
في حين شنت قوات الأمن المدعومة بميليشيا الدفاع الوطني حملات دهم واعتقال وسرقة للمنازل في المدن التي سيطر النظام عليها.
ويقول الناشط الحقوقي محمد الأمين، إن الاعتقالات طالت أكثر من 80 مدنياً من مدينته طيبة الإمام وحدها، كما أفرغت الميليشيات المرافقة لقوات النظام محتويات أكثر من مئةٍ من منازل المدنيين، وأحرقت منازل أخرى، الأمر الذي تكرر في مدينة حلفايا والقرى الصغيرة التي سيطر عليها النظام.