تُحقق السلطات البريطانية، في أسباب التحاق مواطنيها بتنظيم "الدول الإسلامية" (داعش)، عقب نشر الأخير مقطع فيديو يظهر عملية ذبح صحفي أميركي على يد أحد عناصر التنظيم الذي يُرجح أن يكون
بريطانيا.
وكانت لندن قد أكدت في وقت سابق، أن بعض مواطنيها توجهوا إلى العراق وسوريا، والتحقوا بالتنظيم، حيث تتوقع بلوغ أعداد مواطنيها الذين يقاتلون في صفوف
الجماعات المتشددة، في كل من سوريا والعراق ما بين 500 و750 مواطنا.
وقررت الحكومة البريطانية، اتخاذ تدابير لمنع عودة مواطنيها الذين اشتركوا بالقتال في سوريا والعراق، من خلال مصادرة جوازات سفرهم. وتواصل المملكة المتحدة التعاون بشكل وثيق مع العديد من البلدان بما فيها تركيا، من أجل مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأعلنت بريطانيا مؤخرا أنها ستطلب قوائم أسماء المسافرين من شركات الطيران، التي تهبط في المملكة خلال الأسبوع الجاري، وفي حال لم تتعاون تلك الشركات معها فإنها لن تسمح بهبوط طائراتها في بريطانيا.
وفي معرض تقييمه لأسباب انضمام مواطني المملكة المتحدة إلى الجماعات المتشددة، أفاد رئيس "اتحاد مسلمي بريطانيا" عمر الحمدون، بأن بعض الأشخاص انضموا إلى تلك الجماعات، بسبب "الظلم" الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط منذ سنوات طويلة.
وأشار الحمدون، إلى أن الناس يشاهدون أحداث سوريا في نشرات الأخبار، ويرون بكاء النساء والأطفال الذين يطلبون المساعدة، وهو ما يرسخ شعورا وجدانيا بالظلم، لافتا إلى أن أغلب هؤلاء الشبان عاطفيون للغاية، وبدلا من أن يفكروا بعقلانية، يندفعون للتفكير بعمل شيء ما.
وكان علماء دين مسلمين في بريطانيا، أصدروا فتوى تحرم على مسلمي البلاد القتال في سوريا والعراق، ووصفوا داعمي
تنظيم الدولة الإسلامية بـ"الكفار"، كما أنهم وجهوا نداء لمسلمي بريطانيا بالوقوف ضد "الأيديولوجية السامة" للتنظيم.
وكان رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" وصف في وقت سابق الأربعاء، عملية قتل الصحفي الأمريكي "ستيفن
سوتلوف"، على يد أحد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية"، بأنها "جريمة وحشية وضيعة إذا تأكدت صحتها"، مؤكدا "أن التنظيم لا يمثل أي دين من الأديان، فهم يهددون السوريين والبريطانيين والأمريكيين والعراقيين دون أي تفرقة، فهم لا يفرقون بين المسلمين والمسيحيين واليهود. كل الأديان عندهم سواء".
وظهر في مقطع الفيديو، الصحفي الأميركي جاثيا على الأرض، ويقف بجانبه شخص ملثم، هدد قبل أن يذبح "سوتلوف" بقتل صحفي بريطاني يدعى "ديفيد هاينز"، إذا لم تتوقف المملكة المتحدة عن التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
ويبلغ الصحفي القتيل (31) عاما، وهو من ولاية "فلوريدا" الأميركية، كان قد تم اختطافه في شهر آب/ أغسطس من العام الماضي، أثناء تواجده في سوريا لتغطية الاشتباكات بها.
وتجدر الإشارة إلى أن "سوتلوف"، كان قد ظهر في نهاية مقطع الفيديو، الذي نشر في وقت سابق الشهر الماضي، وتضمن مشاهد من عملية ذبح الصحفي الأميركي "جيمس
فولي" الذي كان مختطفا لدى "الدولة الإسلامية"، وهدد القاتل الذي كان يتحدث بلكنة بريطانية، بقتل "سوتولف" إذا لم توقف الولايات المتحدة الأميركية غاراتها على مواقع التنظيم.