انتقدت الخارجية الليبية، تصريح الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، عن مكان انعقاد مجلس
النواب الليبي الذي تشهد الساحة الليبية جدلا سياسيا وقانونيا بشأنه.
وبحسب بيان للخارجية الليبية صدر الأحد، "جاء في مقابلة صحفية بثتها قناة الجزيرة القطرية، للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تعرض فيها لموضوع مكان انعقاد جلسات مجلس البرلمان الليبي، حيث قال إنه أساسا لا يمكن القبول باجتماع البرلمان في طبرق"، مضيفا: "نحن في مواجهة وضع غير صحيح".
واعتبرت الخارجية هذا التصريح "تدخلا في الشأن الليبي"، مضيفة إن "أردوغان اتصل في وقت سابق برئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح قويدر، يوم 17 آب/أغسطس 2014، وهنأه بعقد جلسات مجلس النواب في طبرق".
وبحسب البيان فإنه "خلال الأسابيع الماضية اعترف المجتمع الدولي بشرعية مجلس النواب، مرحبًا بانعقاده في مدينة طبرق، والقرارات الهامة التي اتخذها، وهو ما انعكس في البيانات التي أصدرتها منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأفريقي ومجلس التعاون الخليجي، والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى بيانات الاعتراف والتأييد التي أصدرها شركاء وأصدقاء
ليبيا الدوليون في جميع أنحاء العالم" .
وافتتح مجلس النواب الليبي أولى جلساته في 4 آب/أغسطس الجاري بمدينة طبرق بحضور 158 نائبًا من أصل 188.
وأحدثت الجلسة خلافا سياسيا علي خلفية دعوة عدد من النواب إلى الالتزام بالإعلان الدستوري الذي أصدره المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت السابق) والذي ينص على أن بنغازي هي المقر الدائم للبرلمان، وهو الأمر الذي عارضه العدد الأكبر من النواب، حيث عقدوا الجلسة في طبرق، مدعومين بذلك بموافقة 158 نائبا، وهو النصاب القانوني لانعقاد المجلس.
وكان أعضاء آخرين من مجلس النواب الجديد وعلى رأسهم النواب المحسوبين على التيار الإسلامي عارضوا هذا الأمر رافضين الذهاب للاجتماع في مدينة طبرق، كونها من المدن الخاضعة لسيطرة اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر الذي يشن عملية عسكرية ضد كتائب إسلامية بعضها تابعة لرئاسة أركان الجيش، حسب تصريحات سابقة للنواب المتغيبين.
وبحسب خارطة الطريق التي طالب بها الليبيون، وأقرها المؤتمر الوطني العام قبل أشهر، أصبح مقر البرلمان الجديد في بنغازي بدلا من العاصمة طرابلس إلا أن الأوضاع الأمنية في بنغازي حالت دون عقد أولى جلسات البرلمان الجديد داخلها ما أضطر النواب لعقدها في طبرق، وهو ما اعتبره نواب "انقلابا على الثورة".
وبموازاة هذه الأزمة السياسية، تشهد ليبيا قتالا دموية بين كتائب تتصارع لبسط نفوذها في عدة مدن، ولا سيما بنغازي والعاصمة طرابلس؛ مما أدى إلى سقوط عشرات القتلة وخلف دمار واسعا.