بررت جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في بلاد الشام، السبت، احتجازها لعناصر من قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام "أندوف" في الجولان السوري، بدور الأمم المتحدة القاصر في إيقاف مجازر النظام تجاه الشعب السوري وفرض عقوبات على الجبهة وإدراجها على لائحة الإرهاب.
وفي بيان منسوب لمؤسسة "المنارة البيضاء" الإعلامية التابعة لها، أعلنت الجبهة أنها احتجزت 45 عنصرا من قوات "أندوف" بسبب "تظاهر منظمة الأمم المتحدة بالوقوف مع أهل الشام في ثورتهم ونضالهم ضد النظام النصيري المجرم (نظام بشار الأسد)، ورغم ذلك لم ينل أهل الشام منها إلا التصريحات المجردة والكلمات الجوفاء".
ورأى البيان أن الشعب السوري أو كما أسماه "أهل الشام"، لم يصدر قرار واحد ذو جدوى بوقف الجرائم المرتكبة من قبل النظام النصيري الإجرامي بحقهم "خلال أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام على اندلاع الأزمة في سوريا".
وأوضح البيان أن "اتخاذ الأمم المتحدة وبالإجماع عدة قرارات تجاه المجاهدين الذين قاموا بدفع هذا العدو عن أهل السنة بأرواحهم وأموالهم وكل ما يملكون"، هو ثاني أسباب احتجاز الجنود الأممين.
وأضاف أن الأمم المتحدة "تارة تفرض على جبهة النصرة العقوبات، وتارة تضعها على قائمة الإرهاب، وقامت أخيرًا بإدراجها تحت الفصل السابع الذي يعد خطوة عملية للتدخل المباشر وإجهاض جهاد أهل الشام، وبدأت تحضيراتهم العملية وتحالفاتهم الدولية لضرب المجاهدين".
وتبنى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بالإجماع تحت الفصل السابع، الأسبوع الماضي، مشروع قرار يستهدف قطع الإمدادات البشرية والمالية عن تنظيمي "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة"، ونزع سلاحهما ووضع حد لتدفق مقاتلين أجانب إليهما.
وذكر البيان أنه "ردا على كل ما سبق من جرائم وتواطؤ للأمم المتحدة بحق الشام وأهله، قامت جبهة النصرة باحتجاز 45 من قوات مراقبة فض الاشتباك UNDOF التابعة للأمم المتحدة، تلك القوات التي فُرضت على أهل الشام منذ عام 1974 لضمان أمن وحماية حدود الكيان الصهيوني المغتصِب لديار المسلمين".
ورأى أن تلك القوات "تجاهلت تمامًا دماء المسلمين التي تراق يوميًّا على الجانب الآخر من الحدود (بين الجزء السوري من الجولان والآخر الذي تحتله إسرائيل منذ عام 1967)، بل وتواطأت مع الجيش النصيري وسهَّلت له الحركة والتنقل لضرب المسلمين المستضعفين عبر ما يسمونه بـ"المنطقة العازلة".. ولعدة مرات".
وأكدت جبهة النصرة أن المحتجزين لديها "في مكان آمن، وفي حالة صحية جيدة، ويقدَّم لهم ما يحتاجونه من طعام وعلاج، فديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على الإحسان لمن بأيدينا من الأسرى"، حسب تعبير البيان.
ولم يذكر البيان شروطا للإفراج عن المحتجزين أو أسباب الاستمرار في احتجازهم.
وأرفق بالبيان صورة، يظهر فيها المحتجزون الـ45 وهم مصطفون أمام حائط في مكان غير معلوم ويظهر وراءهم علم لجبهة النصرة، وفي صورة أخرى تظهر بطاقات المحتجزين الخاصة بعضويتهم في قوات "أندوف".
وسيطر مقاتلون من جبهة النصرة وفصائل إسلامية أخرى ومن الجيش السوري الحر، الأربعاء الماضي، على معبر القنيطرة الحدودي مع هضبة الجولان السورية الذي تحتل "إسرائيل" أجزاء منه، وكذلك سيطرت على مناطق محيطة بالمعبر، بعد طرد قوات النظام منه.
وكانت الأمم المتحدة أكدت، الأربعاء، احتجاز 43 جنديا أمميا من قبل مجموعة مسلحة في المنطقة الفاصلة بمرتفعات الجولان، وتقييد حركة 81 جنديا أممين آخرين في قريتي رويحينة وبريقة، وذلك حسب بيانات صادرة عن مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وسمح الجيش الإسرائيلي، السبت، لعشرات من عناصر قوات حفظ السلام المتواجدين على الجانب السوري من هضبة الجولان بالدخول إلى الجزء الذي تحتله "إسرائيل" من الهضبة هربا من هجمات شنتها جبهة "النصرة" على مواقعهم، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.
على صعيد متصل، قال قيادي في جبهة "
النصرة" في القلمون إن الجبهة "لن تفرج في الوقت الحالي عن أي عسكري أسير لديها من الطائفة المسيحية".
واستنكر القيادي الذي فضل عدم ذكر اسمه، المعلومات التي يتم تداولها بشأن إطلاق سراح "أي مسيحي من الأسرى".
وقال ردا على سؤال بهذا الخصوص: "لقد أحرقوا راية لا إله إلا الله وتريدنا أن نخرجهم؟!"، في إشارة إلى قيام شبان لبنانيين مسيحيين في وقت سابق اليوم بإحراق راية سوداء مكتوب عليها "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، استنكارا لقيام تنظيم "الدولة الإسلامية" بذبح عسكري لبناني وخطف آخرين مع جبهة النصرة منذ معارك عرسال في 2 آب/ أغسطس الجاري.
وقال مصدر قيادي في تنظيم جبهة النصرة إن الجبهة أفرجت، مساء السبت، عن الأسرى السنة من العسكريين اللبنانيين الأسرى لديها، وهم 5 عسكريين، من أصل 18 أسيرا.
وأضاف المصدر أن الجبهة سلمت الأسرى الخمسة لأحد وجهاء بلدة عرسال الحدودية مع
سوريا وسيتم إطلاق سراحهم صباح الأحد.
وأوضح أن "العسكريين الخمسة الذين أفرجت عنهم النصرة هم: أحمد غية، إبراهيم شعبان، صالح البرادعي، محمد القادري، وائل درويش"، مشيرا إلى أن الشيخ مصطفى الحجيري، المعروف بلقب "أبو طاقية"، تسلمهم.
وأضاف أن "الأسرى المفرج عنهم سيبيتون ليلتهم في أحد جوامع البلدة، بينما سيتم إطلاق سراحهم صباح الأحد".
وردا على سؤال حول حصول الجبهة على أي مقابل للإفراج عن هؤلاء، قال إن الإفراج عنهم، وهم جميعا من الطائفة السنية، يعود "لأن حربنا ليست مع السنة".
ولم يعط القيادي في "جبهة النصرة" مزيدا من التفاصيل حول ملابسات الإفراج عن العسكريين الخمسة.