كشفت أبحاث سويسرية أن هناك
خلايا توجد فى
الأنف البشرية، تتسم بكونها جيدة بصفة خاصة، فى إعادة إنماء
الغضاريف فى أجزاء أخرى من الجسم، مثل إصلاح غضاريف مفاصل الرُكبة بعد حوادث الإصابات الرياضية.
وأوضح الباحثون فى جامعة "بازل" السويسرية، فى دراستهم التى نشروا تفاصيلها الأربعاء في مجلة "العلم لطبّ الترجمة"، الصادرة عن "الجمعية الأمريكية لتقدّم العلوم"، أن الخلايا الغضروفية الأنفية من المحتمل أن تفيد فى مجالات أخرى مثل جراحات التجميل.
ويقوم الأطباء عادة بإصلاح الغضاريف عن طريق إنماء الخلايا الغضروفية فى المختبر، ومن ثم زرعها فى المفاصل أثناء الجراحة، ورغم أن هذه التقنية تستخدم منذ عقود، إلا إن نتائجها وخاصة فيما يتعلق باستبدال الغضاريف فى المفاصل، لا يمكن التنبؤ بها دائما، وفق مراسل الأناضول.
لكن الباحثين كشفوا من خلال دراستهم الحديثة، أن بعض الخلايا الغضروفية الموجودة فى الأنف تتفوق على أى خلايا أخرى فى إعادة نمو الغضاريف.
الباحثوا أشاروا إلى أن الخلايا الغضروفية الأنفية، ولكونها قريبة للغاية من الخلايا التى تنمو فى الدماغ، تحتفظ بقدرة أعلى على التكاثر، مع الحفاظ على خصائص التجدد الذاتي.
وللوصول إلى نتائج البحث، استخلص الباحثون خلايا غضروفية من الأنف، وتم إنمائها فى المختبر، وزراعتها فى الماعز المصابة بعيوب فى غضاريف
الركبة.
واختار الباحثون حيوانات الماعز لإجراء التجارب، لأن تشريح مفاصلها يشبه مثيله لدى البشر، كما أن السماكة النسبية لغضاريف الماعز، قريبة من سماكة الغضاريف البشرية.
وأظهرت التجارب أن الخلايا الغضروفية الأنفية يمكنها البقاء حية فى بيئة المفاصل، ومن ثم المشاركة فى عمليات الإصلاح بداخلها، كما يمكن إعادة برمجتها لتصبح متوافقة مع الخلايا الغضروفية المفصلية.
ووجد الباحثون أنه بعد 6 أشهر من إجراء العملية، استطاعت الخلايا الغضروفية الأنفية أن تصلح عيوب غضاريف الرُكبة فى تلك الحيوانات تماما.