الأسد يهزأ بأوباما وخطه الأحمر من جديد، فلا يمكن عد ضرب بلدة عثمان بالكيماوي إلا رسالة ساخرة في الوقت الذي يعلن فيه عن الانتهاء من تدمير مخزون الكيماوي السوري، لقد أخرج ورقة الكيماوي من جديد ليلعب بها ماداً لسانه للعالم، هل يمكن اتهام المعارضة؟!
لا يمكن ذلك فدبة النملة لا تخفى على المخابرات الأمريكية، ومع ذلك يفعلها الأسد، ما يثير التساؤل: هل يمكن أن نقول إن الأسد قد ربح المعركة في مواجهة أكبر قوة على الأرض؟ وهل مازال قادراً على حماية أمن المنطقة ؟ هل يمكن الوثوق به كحليف لإسرائيل بعد أن قال خطابه بإخراج ورقة الكيماوي من كُمّه من جديد: عرشي أو لا أحد , لو اقتربتم لن أترك على الأرض ديّاراً؟!
كيف يمكن السيطرة على الوحش الذي خلقه الأسد لتمزيق الثورة وإرهاب الرعية (داعش) بعد أن خرج عن السيطرة، وأصبح يسعى خبط عشواء لا عقيدة ولا أخلاق ولا إنسانية كمصاص الدماء يقتل ليعيش، وقد كبر وكبر حتى أصبح يهدد أوروبا وأمريكا وكل من يقف في وجهه.
بعد هذا من الحكمة أن يراجع
أوباما استراتيجيته غير الحكيمة التي جعلت من أصغر رئيس حاكم في المنطقة أسداً هصوراً يتربع في كناسه على عرش الغابة، وتأتيه الفرائس من أقصاها، بينما رضي لنفسه أن يكون ثعلباً يحتال ليبقى، ويكذب ليداري ضعفه وسوأته ويلبس القناع كي لا تعرفه الشعوب التي وجدت فيه زعيم الديمقراطية في بلد العدل والحريات، زعيم أقوى دولة على سطح البسيطة، وهو ليس سوى دمية تحركها أيد باتت معروفة.
إن من يكذب يكون خائفاً أو خجولاً، فمم يخاف أوباما؟ ومم يخجل؟
هل يخجل من ضعفه لأنه هدد ( الكيماوي خط أحمر) وقد داس الأسد الخط الأحمر قائلا: أرني ماذا تفعل ؟
فكان كل ما فعله أن أخذ من يده كميات من الأسلحة الكيماوية، قائلا: لا تلعب بالكيماوي غلط. اقتل بما شئت واعتقل من شئت أما الكيماوي- قلنا لك- "خط أحمر لا تخجلنا".
وقد هرع المختصون المدنيون والعسكريون والخبراء الأمريكيون إلى إتلاف ما سلمهم إياه على متن سفينة "كايب راي" في البحر المتوسط.
وهلل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بانتهاء عملية تدمير كل العناصر التي تدخل في صناعة الأسلحة الكيميائية والتي سلمتها
سوريا، مؤكدا في الوقت نفسه أن بلاده ستراقب مدى التزام دمشق ببقية تعهداتها المتعلقة بهذا الملف.
وافتخر في بيان له صادر عن البيت الأبيض الأمريكي، مساء الاثنين 19 آب: "اليوم نسجل إنجازاً مهماً في جهودنا المتواصلة لدحر انتشار أسلحة الدمار الشامل بتدمير مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية المعلن عنها".
كما أشاد في بيانه بالخبراء العسكريين والمدنيين الأمريكيين لكونهم "قد استطاعوا إنهاء العمل على متن السفينة الأمريكية قبل أسابيع من انتهاء المدة المحددة".
وأثنى على دور منظمة حظر الأسلحة الكيماوية التي قال إن جهودها هي التي "قادت إلى التخلص من الأسلحة الكيماوية للنظام السوري وساهمت بتعزيز هدفنا الجماعي المتمثل بضمان عدم تمكين نظام بشار الأسد من استخدام ترسانته الكيماوية ضد الشعب السوري".
وشدد أن "هذه الخطوة ستبعث برسالة واضحة أن استخدام هذه الأسلحة البغيضة سيكون له عواقب ولن يتساهل المجتمع الدولي معها".
وسارعت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون فأعلنت فرِحة " أن كل العناصر التي تدخل في صناعة الأسلحة الكيميائية السورية تم "إتلافها" ونقل راديو (سوا) الأمريكي يوم الثلاثاء 19 آب، عن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل تأكيده "إتلاف كل العناصر الكيمياوية الأكثر خطورة في المخزون السوري في البحر"، مؤكدا أنها كانت تستخدم في تصنيع غازات السارين والخردل.
لم تدم زهوة انتصار أوباما طويلاً ,فما كاد ينتهي من تبجحه حتى أُعلن عن ضرب بلدة عتمان بالكيماوي ثم جوبر, فاللاعب الحاوي ما زال يحتفظ بورقة الكيماوي بكامل قوتها فقد قال خبير سوري في الفيزياء النووية، في تصريحات سابقة لمراسل "الأناضول"، إن نظام بشار الأسد يستخدم غاز الكلور السام في قصف المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة في الوقت التي قام بتسليم ترسانته من الأسلحة الكيميائية باليد الأخرى.
وأضاف الخبير الذي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية كونه مازال مقيماً في الداخل السوري، إن "غاز الكلور السام الذي قصفت به قوات النظام عدة مناطق في سوريا مؤخراً، لا يدخل ضمن الأسلحة الكيميائية التي قام النظام بتسليمها، إلا أنه يحقق الغرض الذي تحققه تلك الأسلحة".
وأوضح أن النظام اتّبع استخدام هذا الغاز (الكلور) كـسلاح مخفف عن الأسلحة الكيميائية، كما أن المجتمع الدولي لم يلتفت إليه بعد"، مشيراً إلى أنه يفي أيضاً بالغرض في إحراز تقدم لقوات النظام في مناطق خارجة عن سيطرتها أو مستعصية عليها بإحراز نوع من البلبلة والفوضى في صفوف قوات المعارضة.
وأوضح أن غاز الكلور السام سهل التصنيع والتعبئة في صواريخ وقنابل بدائية مثل "البراميل المتفجرة"، كما أن عدد ضحاياه أقل من التي يخلفها استخدام الأسلحة الكيميائية، وأيضاً التحقق من استخدامه أصعب من التحقق من استخدام الكيماوي كونه يتحول إلى صيغة غازية وتتغير خواصه الفيزيائية بعد تعرضه للحرارة و الاحتراق.
إن غض النظر عن إهمال قتل البشر واعتقال الأبرياء وتهجير الملايين, لن يخدم الاستقرار والأمن على الأرض التي باتت تغلي في كل مكان ,بعد سيادة شريعة الغاب وتنصيب الأسد ملك الغابة, وبذلك تكون أهم إنجازات أوباما تشريع قتل الأكثرية لحماية الأقلية وليّ القوانين ليصبح العدل ظلماً والمقاومة إرهاباً, وفي هذا لا يكون قد حقق لأمريكا سوى المزيد من البغض والعداء والرغبة في ضرب مصالحها, وجلب الإرهاب إلى أراضيها .
وبدلاً من كونه زعيم أقوى دولة أصبح ثعلباً في غابة الأسد لذا نذكر المثل العربي
" على نفسها جنت براقش"