تواجه شركة جلاكسو سميثكلاين، أكبر شركة للأدوية في بريطانيا، مزاعم جديدة بتقديم
رشاوى لأطباء ومسؤولين في
سورية لزيادة مبيعاتها من
الأدوية، وذلك في أعقاب اتهامات بالفساد مؤخرا تتعلق بأدويتها الاستهلاكية التي تباع بدون وصفات طبية في البلاد.
وجاءت أحدث مزاعم في رسالة بالبريد الالكتروني أرسلها مجهول إلى كبار المديرين بالشركة في الأسبوع الماضي واطلعت عليها رويترز.
وقالت جلاكسو سميثكلاين - وهي واحدة من عدد قليل من شركات الأدوية الكبرى التي لا تزال تورد أدوية إلى سورية - يوم الاثنين؛ إنها ستحقق في المزاعم الجديدة المتعلقة بموظفيها والموزعين المحليين. وأضافت الشركة أنها جمدت العلاقات مع الموزعين السوريين انتظارا لنتائج التحقيق.
وجاءت المزاعم الجديدة في أعقاب سلسلة من المزاعم المماثلة ضد الشركة في الصين والعراق والأردن ولبنان وبولندا.
وكانت رويترز قد نشرت الشهر الماضي تقريرا بشأن مزاعم
فساد تتعلق بأنشطة الأدوية الاستهلاكية للشركة في سورية، والتي تشمل العقاقير المسكنة للآلام ومنتجات العناية بالفم. وأغلقت الأنشطة الاستهلاكية للشركة في سورية في 2012 نظرا لتصاعد الحرب في البلاد.
لكن أنشطة جلاكسو سميثكلاين المتعلقة بالأدوية التي تصرف بوصفات طبية لا تزال قائمة. وقالت الشركة إنها ملتزمة بتوريد أدوية آمنة وفعالة ولقاحات للمرضى الذين يحتاجونها.
وتشمل مزاعم الفساد الجديدة دفع رشى لزيادة مبيعات أدوية شتى، منها أدوية لعلاج السرطان ومنع تجلط الدم.
وقال متحدث باسم جلاكسو سميثكلاين: "جميع المزاعم الواردة في هذه الرسالة الالكترونية ستخضع لتحقيق واف عن طريق مصادر داخلية وخارجية في إطار تحقيقاتنا المستمرة في العمليات في سورية". وأضاف: "نحن ملتزمون بإتخاذ أي إجراءات تأديبية بناء على ما ستسفر عنه التحقيقات. جمدنا علاقاتنا مع موزعينا في الدولة (سورية) انتظارا لنتيجة التحقيق".
وتتضمن مزاعم الفساد في سورية مبالغ مالية صغيرة نسبيا تقدر بآلاف الدولارات مقارنة مع مزاعم برشى بمئات الملايين من الدولارات قدمتها جلاكسو سميثكلاين لأطباء ومسؤولين في الصين.
وأنشطة الشركة في سورية محدودة حيث لا تزيد المبيعات عن ستة ملايين جنيه استرليني (عشرة ملايين دولار) سنويا، مقارنة مع إيرادات لمجموعة جلاكسو سميثكلاين بلغت 26.5 مليار جنيه استرليني في 2013.
ورغم ذلك، فإن استمرار المزاعم يضر بسمعة الشركة، ويتركها أيضا عرضة لدعاوى قانونية وغرامات محتملة في بريطانيا حيث يوجد مقرها الرئيسي وفي الولايات المتحدة حيث أدرجت أسهمها.
وقالت الرسالة التي بعث بها شخص مطلع على عمليات الشركة في سورية في السادس من آب/ أغسطس إن الرشى المزعومة في أنشطتها الدوائية جاءت في صورة نقود ورحلات وعينات مجانية.
وجاء في الرسالة المطولة التي أرسلت للرئيس التنفيذي لجلاكسو سميثكلاين أندرو ويتي ورئيس لجنة فحص البيانات بالشركة جودي ليوينت: "جلاكسو سميثكلاين ضالعة في العديد من ممارسات الفساد والأنشطة غير القانونية تتصل بأنشطتها الدوائية في سورية".
وتضمنت الرسالة أسماء وتواريخ مدفوعات غير قانونية مزعومة من بينها حالة طبيب سوري تلقى عينات مجانية بقيمة تتراوح بين 200 و300 دولار شهريا، مقابل طلب أدوية جلاكسو سميثكلاين لمستشفاه ورفض أدوية الشركات المنافسة. واتهمت الرسالة أيضا الشركة برشوة مسؤولين في وزارة الصحة السورية.
وقال المتحدث باسم جلاكسو سميثكلاين: "لا نتسامح أبدا مع أي تصرف غير أخلاقي ونرحب بمن يتحدث إذا كانت لديه بواعث قلق حول سوء سلوك مزعوم".
وشكلت سلسلة التحقيقات حول مزاعم الرشى مزيدا من الضغوط على ويتي الذي يكافح لزيادة أرباح الشركة في مواجهة ضعف مبيعات أدوية أساسية.
وقال كاتب الرسالة الأخيرة، مثلما قال الشخص المجهول الذي أرسل المزاعم السابقة، إن المعلومات المتعلقة بالفساد المزعوم سيتم إرسالها إلى السلطات في الولايات المتحدة.
وتحقق وزارة العدل الأمريكية في احتمال انتهاك جلاكسو سميثكلاين لقانون مكافحة ممارسات الفساد الخارجية، بينما فتح مكتب مكافحة جرائم الاحتيال الخطيرة في بريطانيا تحقيقا رسميا في أنشطة الشركة الخارجية.
ويقدم برنامج أدخلته الحكومة الأمريكية مؤخرا حوافز مالية لمن يبلغ عن ممارسات فساد بالشركات، بما في ذلك انتهاك قانون مكافحة ممارسات الفساد الخارجية.