انتخب اليوم الأحد، الشيخ عبد اللطيف دريان مفتيا جديدا للجمهورية في
لبنان، أعلى مرجعية لدى المسلمين
السنة، بنيله غالبية أصوات "مجلس الانتخاب الاسلامي" المؤلف من اكثر من مئة شخصية سنية.
ودريان هو رئيس المحاكم الشرعية العليا السنية، وسيخلف
المفتي الشيخ محمد رشيد قباني الذي تنتهي ولايته في 15 ايلول/سبتمبر. وشهد العامان الاخيران من الولاية خلافات سياسية وأخرى مرتبطة بقضايا فساد، إضافة إلى تبانيات حول النزاع في سوريا، والذي يقسم لبنان بين متعاطفين مع المعارضة ابرزهم "تيار المستقبل"، وموالين للنظام ابرزهم حزب الله الشيعي.
وأعلن رئيس الحكومة تمام سلام بصفته رئيسا لمجلس الانتخاب الذي يضم أبرز الشخصيات السنية، فوز دريان إثر نيله 74 صوتا من اصل 93 شخصا شاركوا في الاقتراع، بينهم رؤساء حكومات سابقون وزراء ونواب.
ونال منافس دريان، الشيخ احمد الكردي، تسعة اصوات، في حين وضعت ثماني اوراق بيضاء، والغيت ورقتان، بحسب سلام.
ويعد دريان (61 عاما) مقربا من "تيار المستقبل" الذي يرأسه سعد
الحريري، رئيس الحكومة السابق وأبرز الزعماء السنة في لبنان. الا أن انتخاب دريان هو ثمرة توافق بين قوى سنية فاعلة، لا سيما "تيار المستقبل"والمفتي الحالي الشيخ قباني، وذلك اثر مفاوضات قادتها مصر بمتابعة من المملكة العربية السعودية وسوريا، بحسب ما افاد مدير الاوقاف الاسلامية الشيخ هشام خليفة وكالة فرانس برس امس السبت.
وبدأ الخلاف في دار الفتوى اساسا بين قباني و"تيار المستقبل" على الموقف من النزاع السوري، لكن ما لبثت ان وقفت غالبية الشخصيات السياسية البارزة ضد المفتي، "لصعوبة تغطية تجاوزاته المالية ومحاولاته للبقاء على راس دار الفتوى"، بحسب اعضاء في المجلس الشرعي.
وإثر انتهاء ولاية المجلس في كانون الاول/ديسمبر، قررت غالبية الاعضاء تمديدها. الا ان قباني رفض الخطوة واعلن في نيسان/ابريل انتخاب 15 عضوا بالتزكية، ما أدى الى نشوء مجلسين.
وبحسب المسؤول في دار الفتوى، تشمل بنود التسوية "مصالحة" قباني و"المستقبل"، ووقف السجالات بينهما، و"بحث الملف المالي (في دار الفتوى) في قنواته القضائية"، وتأليف لجان "متخصصة" للبحث في تعديل قوانين دار الفتوى وصلاحيات المفتي.
وانتخب قباني مفتيا للجمهورية في العام 1996، علما انه شغل منصب قائمقام مفتي الجمهورية منذ العام 1989. وتنتهي ولاية قباني في 15 ايلول/سبتمبر، مع بلوغه السن القانونية للمنصب (73 عاما).