لم يبق في كيبوتز كفار عزة المحاذي لقطاع غزة، سوى عدد قليل من الإسرائيليين، بعدما دفع الخوف الذي تثيره الانفاق التي حفرتها حركة حماس بمعظم سكانه إلى الهرب.
فمن أصل 750 شخصا هم سكان الكيبوتز الواقع مقابل مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمال قطاع غزة لم يبق سوى 100، إذ تم إجلاء كل الأطفال البالغ عددهم 250 في إجراء وقائي.
يقول الناطق باسم كفار عزة، نوعام ستال: "معظم الناس الذين يعيشون في هذه المنطقة لا يدركون قوة وسرعة هذا التهديد. أعتقد أن هناك خيبة أمل، وربما حتى أزمة ثقة، مع كل من الجيش والقيادات السياسية، الذين لا يخبروننا الحقيقة".
ويقول أحد سكان كفار عزة دودي دورون: "أعتقد أنه في السنوات الأخيرة، منذ أول عملية، الوضع بالتأكيد أصبح غير سارّ. إنها المرة الأولى التي تقتل قذيفة هاون عضوا في الكيبوتز. لقد أدركنا أن الوضع خطير فعلا".
وخلال جولة في الكيبوتز تتكشف الأضرار التي نجمت عن قذائف الهاون الأخيرة التي سقط أكثر من عشر منها في القرية، حيث بدت المنازل خالية بينما دمرت قذيفة جزئيا جدار دار للحضانة.
ويسود صمت في القرية لا يقطعه سوى دوي القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، والصواريخ التي تطلق باتجاه الدولة العبرية.
وكانت إسرائيل شنت عملية "الجرف الصامد" في الثامن من تموز/ يوليو الماضي لوقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة وتدمير الأنفاق التي حفرتها حركة حماس التي يمكن أن يتسلل منها مقاتلوها إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، الأمر الذي يهدد بلدات مثل كفار عزة.