عندما استعادت القوات الأوكرانية
السيطرة على أراض في شرق أوكرانيا مطلع يوليو تموز سافر الزعيم الإنفصالي ألكسندر بوروداي وهو روسي الجنسية إلى موسكو لإجراء مشاورات سياسية.
وبعد محادثات وصفها بأنها ناجحة مع أشخاص مجهولين عاد بوروداي إلى معقل المتمردين في دونيتسك لتقديم شخصية كبيرة جديدة في الجمهورية التي أعلنها من جانب واحد في شرق أوكرانيا وهو رفيق محنك له في الحركة الانفصالية الموالية لروسيا في مولدوفا وخاض حربا بين
روسيا وجورجيا.
وعين بوروداي رفيقه فلاديمير أنتيوفييف في منصب نائب رئيس الوزراء في العاشر من يوليو تموز لينضم إلى عدد من الروس الذين تولوا
المناصب في تمرد
الانفصاليين في المناطق الأوكرانية الشرقية.
وإلى جانب بوروداي وقائد المتمردين ايجور ستريلكوف يؤكد وصول انتيوفييف على تغير في قيادة الحركة الانفصالية ويقول مسؤولون غربيون إنه يسلط الضوء على ضلوع روسيا في الصراع لكن الكرملين ينفي أي دور له.
وقال جيوفري بيات السفير الأمريكي في كييف "حدث تغيير كبير في قيادة جمهورية دونيتسك الشعبية خلال الأسابيع المنصرمة وهو ما يعطي بالتأكيد الانطباع بسيطرة روسية أكبر بكثير على المواقع القيادية."
وأضاف "هؤلاء الأفراد على اتصال دوري بالسلطات في روسيا."
وتمت تنحية قادة المتمردين الأوكرانيين جانبا مما سبب صدوعا بين الانفصاليين القلقين على نحو متزايد منذ اسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية فوق أراض يسيطرون عليها قبل أسبوع.
وحل أنتيوفييف محل ألكسندر خوداكوفسكي وهو من مواليد دونيتسك في منصب أكبر مسؤول أمني في جمهورية دونيتسك الشعبية. وأقيل دينيس بوشيلين وهو ابن آخر من أبناء دونيتسك من منصب رئيس الجمهورية.
ولا يزال خوداكوفسكي قائدا كبيرا لكنه أصبح يتبع نهجا أكثر استقلالية وقال لرويترز إن الانفصاليين يملكون نظام الصواريخ المضادة للطائرات الذي تقول واشنطن إنه أسقط الطائرة الماليزية وتسبب في مقتل 298 شخصا. لكن بوروداي نفى الأمر.
وقال مسؤول أوكراني في ميناء ماريوبول الجنوبي المطل على بحر آزوف والذي استعادت كييف السيطرة عليه الشهر الماضي إن الروس يحكمون قبضتهم على الحركة الانفصالية برمتها ويهمشون أو يقصون أبناء شرق أوكرانيا.
*أنتيوفييف أو شيفتسوف
دأب أنتيوفييف –ويعرف أيضا باسم فاديم شيفتسوف- على دعم حركات انفصالية موالية لروسيا في الاتحاد السوفييتي السابق ونقل النظام الصارم والإصرار إلى حركة الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
ومن مكتبه الجديد بمقر الانفصاليين في دونيتسك قال أنتيوفييف المولود في سيبيريا إنه جاء إلى أوكرانيا لأن الروس يقتلون على يد قوات ترسلها كييف.
وقال في مقابلة وخلفه صورة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين "أعلم ماذا يعني القتال من أجل حقوق الناس.. أعرف المناطق الساخنة."
وردا على سؤال عن وجود انقسامات في صفوف المتمردين قال "أنا السلطة. ليست لدي مشاكل.. إذا لم يفهموا ذلك فهذه مشكلتهم. أتقن جعل (الناس) تفهم."
واكتسب أنتيوفييف سمعة مخيفة بعدما خاض القتال في ترانسنيستريا التي انفصلت عن مولدوفا عام 1990 حيث تولى منصب رئيس عمليات الأمن لمدة 20 عاما.
وتوقع اوازو نانتوي وهو خبير سياسي من مولدوفا في شؤون ترانسنيستريا أن يهدف أنتيوفييف إلى زعزعة الاستقرار بشكل أكبر في دونيتسك وعرقلة جهود كييف لاستعادة السيطرة عليها.
وقال "ليس رومانتيكيا جاء لاطلاق بعض الأعيرة النارية. يعلم ما هي المهام. مثلما فعل في ترانسنيستريا. يعرف أنتيوفييف كيف يدير مثل هذه المواقف وكيف يقمع المعارضة.. ويخلق جوا من الخوف يؤيد الناس في ظله أي تصرف للانفصاليين."
*أصدقاء بوروداي
تقول واشنطن إن احكام الروس السيطرة على المناصب العليا للانفصاليين يقابله زيادة في عدد الأسلحة الثقيلة التي تنقل عبر الحدود الروسية مع أوكرانيا ردا على تقدم الجيش الأوكراني على الأرض.
ورغم اصرار بوروداي على أن أسلحة الانفصاليين مصدرها مستودعات داهموها بعد السيطرة على أراض فإنه اعترف بأن "متطوعين" من روسيا لا يزالون يعززون صفوف المتمردين.
ويصف بوروداي وجود المتطوعين الروس في منطقة دونيتسك التي تعرف باسم دونباس بأنه دليل على دعم الأمة الروسية لقضية الانفصاليين.
وقال في مؤتمر صحفي بدونيتسك في وقت سابق هذا الشهر "ثار شعب دونباس بنفسه. من الطبيعي والعادي أن ينتهي الحال بأن نفود هذه الحركة بسبب كفاءة معينة وبسبب قدراتنا."
وأضاف بينما وقف إلى جواره ستريلكوف وأنتيوفييف "سيكون هناك المزيد والمزيد من القادمين من موسكو في جمهورية دونيتسك الشعبية."
وينفي بوروداي تماما عمله مع أجهزة الأمن الروسية لكنه يعترف بأنه يعرف الكثير من العاملين فيها بحكم عمله السابق "كخبير سياسي محترف".
ويقول ستريلكوف إنه كان برتبة كولونيل في جهاز الأمن الروسي (اف.اس.بي) لكنه استقال في مارس اذار وإنه اكتسبت خبرة قتالية في ترانسنيستريا وفي حرب البوسنة والشيشان.
وترك ستريلكوف منزله في إحدى ضواحي موسكو في فبراير شباط وسافر إلى القرم حيث احتل البرلمان الاقليمي برفقة مقاتلين آخرين بعد وقت قصير من ضم روسيا للمنطقة.
وقال إن بعض الناس ممن عرفوه في القرم طلبوا منه المجيء إلى شرق أوكرانيا.