أغلقت
ليبيا المجال الجوي عبر كامل أراضيها، واستثنت المنطقة الشرقية نهارا، وذلك بسبب صعوبة مراقبة حركة
الملاحة الجوية.
وقال مدير مصلحة الطيران المدني(حكومية) في ليبيا، نصر الدين شايب العين، في إتصال هاتفي مع وكالة الأناضول إن الأجواء الليبية مغلقة، بسبب عدم قدرة السلطات على إدارة عملية التحكم والمراقبة للملاحة الجوية بشكل سليم، نتيجة عدم تمكنها من نقل نشاط غرفة مراقبة الملاحة الجوية بمطار
طرابلس، إلي مقر آخر تم تجهيزه في منطقة الظهرة بطرابلس.
واندلع يوم الأحد الماضي، قتالا في محيط مطار طرابلس، بين غرفة عمليات ثوار ليبيا وقوات يقودها ثوار سابقين من مدينة مصراتة من جهة، وكتائب القعقاع والصواعق والمدني من جهة أخرى، للسيطرة على مطار طرابلس الدولي.
وأفادت تقارير، الاثنين، بسقوط ما لا يقل عن 9 قتلى في الاشتباكات، بحسب وزارة الصحة الليبية، وهو ما تسبب في إغلاق المطار وتقليص الأمم المتحدة لعدد موظفيها في ليبيا.
وبدأ المراقبون الجويون في غربي ليبيا إضرابا عن العمل احتجاجا على
قصف المطار الرئيسي في العاصمة طرابلس وتوقف الرحلات الجوية، وقال طارق أروى، متحدث باسم وزارة النقل الليبية، في تصريحات صحفية اليوم: "رفض المراقبون الجويون في طرابلس الذهاب للعمل في برج المراقبة بالمطار، والذي يتولى تنظيم حركة الملاحة الجوية في غربي ليبيا بالكامل".
ونجحت قوات درع ليبيا في السيطرة على الثكنات العسكرية ومطار طرابلس الدولي بعد انسحاب مسلحي "القعقاع" و"الصواعق"، بحسب مصادر أمنية.
وأضاف العين أنه تم السماح بالحركة في المجال الجوي، بالمنطقة الشرقية في أوقات النهار فقط، لعدم تمكن سلطات المراقبة الجوية الليبية، من متابعة الحركة ليلاً هناك.
وأوضح العين أن غرفة المراقبة الجوية، التي تم إنشاؤها في منطقة الظهرة، لم تجهز فنيا بالشكل المناسب، من أجهزة رادار، واتصالات ملاحية، ولذلك تم إلغاء فكرة نقل حركة المراقبة الجوية إليها، لغياب جانب السلامة، وخوفا من تعريض حياة ركاب الطائرات للخطر.
وكانت مصلحة الطيران المدني ومصلحة المطارات الليبية، قد اتفقتا على تأسيس غرفة ملاحة مركزية في منطقة الظهرة بطرابلس، بدلاً من غرفة الملاحة بمطار طرابلس، للمساهمة في تسيير رحلات جوية في مطار معيتيقة، ومصراتة (غربى ليبيا)، ولكن المحاولة باءت بالفشل.
وقال العين إن هناك محاولات تجرى من أجل الدخول إلي مطار طرابلس، لإعادة تشغيل غرفة الملاحة الجوية، في حالة التوصل إلي اتفاق هدنة بين الأطراف المتصارعة، في العاصمة الليبية.
وقال الدكتور محمد بيت المال، المدير العام لمصلحة المطارات، إن مطار طرابلس يمكن تشغيله في حال توقف النزاع المسلح ما بين ثلاثة أيام إلي أسبوع، نظرا لأن حجم الأضرار التي أصابت منشآت المطار حتى مساء أمس الأربعاء بسيطة، مشيرا إلى أن الأضرار الضخمة بالمطار، لحقت بالطائرات التابعة لعدد من شركات الطيران، جراء تعرضها لعمليات اطلاق نار.
وقال المسؤول الليبي في تصريحات للأناضول إن خسائر مطار طرابلس تنحصر في تحطم زجاج برج المراقبة، ونفى ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول تدمير برج المراقبة بالكامل، مُشيراً إلى أن البرج به أضرار بسيطة، فضلا عن حاجة إنارة المهبط إلى عملية صيانة، نتيجة سقوط بعض الكابلات الكهربائية عليه، بالإضافة الي بعض الأضرار الطفيفة التي لحقت بمبنى مصلحة الجمارك، مؤكدا على عدم تأثر بضائع الموردين.
وأضاف أن مطار طرابلس لا يمكن إعادة تشغليه، إلا في حالة ضمان عدم تواجد أى قوات عسكرية في دائرة قطرها 20 كيلومتر، حول المطار لضمان سلامة المطار والطائرات المقلعة والهابطة، على السواء .
ولفت إلى أن مطار سبها (700 كيلو متر جنوب طرابلس) مغلق مند خمسة أشهر، لتكرار اشتباكات مسلحة حول بوابة أمنية، على بعد 17كيلو من المطار بين وقت وآخر، وكذلك الحال في مطار بنينا.
وأوضح بيت المال أن الخطة الموضوعة حاليا، من قبل السلطات الليبية تقضى بتشغيل مطارى مصراتة، ومعتيقة للرحلات الدولية، وذلك رغم ان معدل المسافرين بكلا المطارين، لا يتخطى المليون شخص سنويا، في حين يصل عدد المسافرين عبر مطار طرابلس إلى 3 مليون مسافر سنويا .
وقال المسؤول الليبي "هذه الخطة ستخفف الضغط قليلا، على مطار طرابلس لحين تشغيله".
وقال إن هناك نية لتشغيل مطار زوارة (غربى ليبيا)، وتخصيصه للرحلات الداخلية، فقط لأنه مطار غير مصنف دولياً.
يذكر أن ليبيا تضم 17 مطار مدنى، منها 10 مطارات دولية والباقي مخصصة للرحلات الداخلية، وتجد حاليا 3 مطارات دولية مغلقة هي بنينا، وسبها، وطرابلس.
وقال الطاهر الميرغني، مدير الادارة التجارية لشركة الخطوط الليبية للأناضول، إن الطائرات المتضررة في مطار طرابلس، تبلغ 6 طائرات، من بينها ثلاثة طائرات من طراز ايرباص 330.
وأضاف الميرغنى أن القيمة الاجمالية للخسائر التي نتجت عن الأضرار، التى تعرضت لها الطائرات، لا يمكن تقديرها حاليا، قبل حضور مندوب شركة ايرباص الفرنسية لمعاينة الطائرات.
وقال الميرغنى إن بعض هذه الطائرات تحتاج إلى صيانة شاملة، في حين يحتاج بعضها إلى استبدال أحد الأجنحة، وبعضها الآخر يعانى من مشكلة تتعلق بالإطارات.
يذكر أن علي العيان، مدير عام الشركة الليبية الأفريقية للطيران القابضة، قال في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء إن 13 طائرة تابعة للخطوط الأفريقية كانت متواجدة بمطار طرابلس الدولى تضررت من الاشتباكات التى وقعت فى محيط المطار جراء إصابتها بأعيرة نارية وشظايا.
وأضاف العيان خلال مؤتمر صحفي عقده بالعاصمة طرابلس، أن الخطوط الجوية الليبية لديها 7 طائرات أخرى، تعرضت لإصابات وأعيرة نارية، نتيجة الاشتباكات.