هاجم المسؤول الشرعي في "جبهة
النصرة لأهل الشام" أبو ماريا القحطاني إعلان تنظيم "
داعش"
الخلافة من خلال تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" منتقدا انشغاله بإعلان ما أسماها "الخلافة الوهمية"، في الوقت الذي تقصف فيه
غزة.
وقال القحطاني في تغريدة له إن "عصابة البغدادي لم تخدم (رئيس النظام السوري بشار) الأسد فحسب، بل خدمت اليهود بحربها على المجاهدين.. وها هي غزة تقصف والخلافة الوهمية تعلن.. ونقول لأهلنا في غزة صبرا صبرا".
وأوضح القحطاني -الذي يعتبر الثاني في هرمية جبهة النصرة- أنه "لا أعجب مما يجري من تهور الدواعش بإعلانهم خلافتهم الوهمية، وهي بمنزلة الحرب على المسلمين، وكذلك لا أعجب من جرم اليهود الذي سينهي كيانهم"، على حد قوله.
وفي تغريدة أخرى قال أمير "النصرة" في المنطقة الشرقية إن "سياسة الصمت والغموض وعدم الوضوح ليس من هدي السلف، ومن نذر نفسه لله لا يهمّه كلام الناس، والحق أحق أن يتبع"، ما يوضح تهكمه من تجاهل "داعش" ما يحصل في غزة من اعتداء إسرائيلي، ووضوح موقف جبهة "النصرة" من ذلك.
فيما أوضح القحطاني أن "ما يقوم به اليهود من قصف لغزة وغيرها سيعجل بخراب معقلهم الذي دافع عنه الطغاة عقود من الزمن، فقربت الوعود يا يهود".
وانتقد "ترك الغلاة يفسدون في الأرض"، ويقصد بذلك تنظيم "داعش"، مضيفا في تغريدة له على "تويتر" أن ذلك "يدل على هشاشة ووهن من حولهم من الناس، ودين الله لا ينصر بالوهن والضعف بل بحاجة لأهل الهمم والبيان والصدع".
والقحطاني هو المسؤول الشرعي في "جبهة النصرة لأهل الشام" الممثل الوحيد لتنظيم "القاعدة" في
سوريا، وهو أمير ما يعرف بالمنطقة الشرقية، ويعتبر الرجل الثاني في هرم التنظيم الذي يقاتل إلى جانب المعارضة قوات النظام السوري وحلفاءه.
ويعود خلاف جبهة النصرة وتنظيم "داعش" إلى 9 نيسان/ أبريل 2013، حين ظهر تسجيل صوتي منسوب لأبو بكر البغدادي يعلن فيه أن جبهة "النصرة" في سوريا هي امتداد لدولة العراق الإسلامية، وأعلن فيه إلغاء اسمي "جبهة النصرة" و"دولة العراق الإسلامية" تحت اسم واحد وهو "الدولة الإسلامية في العراق والشام".
وقابلت جبهة النصرة إعلان البغدادي بالرفض وبدأت الخلافات والمعارك بين التنظيمين بعد أن اتهمت الجماعات المعارضة الأخرى بما فيها "النصرة" تنظيم الدولة بمحاولة الانفراد بالسيطرة والنفوذ والتشدد في تطبيق الشريعة، وتنفيذ إعدامات عشوائية، خاصة أن هذا التنظيم اعترض علنا على طلب زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بالتركيز على العراق وترك سوريا لـ"جبهة النصرة".