يعد فيروس الإسهال الوبائي للخنازير أو (PEDv)، فيروساً مميتاً، حيث أنه يتسبب بنفوق أكثر من 100 ألف خنزير أسبوعياً منذ اكتشافه للمرة الأولى في ولاية ايوا في أيار 2013، ملحقاً بذلك أضراراً كبيرة في صناعة لحم الخنزير، فتبعاً لوزارة الزراعة في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد انخفضت نسبة ذبح
الخنازير في هذا العالم بحوالي 4.2%.
ولّدت أعداد وفيات الخنازير المتزايدة قلقاً متزايداً لدى علماء البيئة من آثار دفن الخنازير التي نفقت نتيجة لمرض (PEDv)، كون الدفن كان يتم أحياناً في مناطق تحتوي على مياه جوفية ضحلة، وهذه المياه يعتمد عليها الكثير من الناس لتوفير مياه الشرب، ولكن على الاتجاه المقابل أعلن ستيفن دبليو تروكسلر، المفوض الزراعي للدولة، بأنه لا يوجد ما يدعو للقلق بهذا الشأن، كونه لا توجد أية بيانات علمية تشير إلى تلوث المياه الجوفية نتيجة لفيروس الـ (PEDv).
حتى الآن لم يعرف بدقة عدد الخنازير التي نفقت نتيجة لهذا الفيروس، ولكن المعروف بأن الفيروس الذي يسبب إسهالاً حاداً للخنازير، يعتبر مميتاً بنسبة تقارب 100% بالنسبة للخنازير التي تتراوح أعمارها ما بين الأسبوعين إلى الثلاثة أسابيع، ووزارة الزراعة الأمريكية لم تقم بجمع البيانات حول عدد الخنازير التي قتلت بسبب هذا الفيروس، وصرّح مجلس منتجي لحوم الخنزير بأنه لا يمتلك أرقاماً دقيقة عن عدد الخنازير النافقة، إلّا أن المعلومات الأولية لديه تشير إلى أن العدد قد وصل لحوالي ثمانية ملايين خنزيراً نفقوا جرّاء الإصابة بـ PEDv حتى الآن.
كما أشارت وزارة الزراعة في الولايات المتحدة بأنه منذ 28 أيار، تم فحص حوالي 7000 عينة من 30 ولاية، تبيّن أنها تحتوي على الفيروس، ومنذ ذلك الوقت تم إعلان ظهور الفيروس في 31 ولاية، وقد صرّحت (جويل هايدن)، المتحدثة باسم الوزارة، بأن المعلومات المتوفرة حالياً عن هذا الفيروس أنه من أنواع الفيروسات الثابتة، حيث يمكنه البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة في بيئات لا تعتبر مثالية، علماً أن وزير الزراعة الأميركي (توم فيلساك) قام مؤخراً بالتعهد بتقديم مبلغ (26.2 مليون دولار) بهدف محاربة الفيروس، وتطوير اللقاحات المناسبة له.
يقول (مايكل يزي) أحد مالكي مزارع الخنازير، بأن هذا الفيروس قد انتشر إلى العديد من الولايات الأميركية عبر شاحنة كانت قادمة من ولاية بنسلفانيا، وإن هذا الفيروس يشكل مصدر خطر على أصحاب مزارع الخنازير، كون كل مزرعة تحتوي على خنازير ولدت في ذات المزرعة وعلى خنازير مستوردة من جميع أنحاء الأقاليم، لذا فإن على أصحاب المزارع التأكد بأن الخنازير المستوردة لا تحتوي على هذا الفيروس، لأن نقل إصابة واحدة فقط، كفيلة بنفوق جميع الخنازير الشابة الموجودة في المزرعة.
الإجراءات التي يتم اتخاذها للوقاية من هذا الفيروس ليست بسيطة، حيث تقوم شركة (هورد للثروة الحيوانية) في شمال وسط ولاية أوهايو على سبيل المثال، بتنظيف وتطهير الشاحنات التي تقوم بنقل الأعلاف بين الولايات عند عودتها، إضافة إلى تسخين المقطورة حتى درجة حرارة 160 لمدة 10 دقائق، كما يقوم السائقون بارتداء جوارب يمكن التخلص منها، و لا يسمح بسفر المشرفين على المزارع بين المزارع الأخرى التي تمتلكها شركة (هورد) في الولايات المختلفة، كما تعمل الشركة على تعزيز مناعة إناث الخنازير على أمل أن تقوم بنقل المناعة إلى أطفالها، وجدير بالذكر بأنه بالنسبة لشركة (هورد) فإن التخلص من جثث الخنازير النافقة لا يعد مشكلة، كونها تستخدم طريقة آمنة للتخلص من هذه الجثث، عن طريق وضعها على لوح إسمنتي، وتغطيتها بمزيج خاص من نشارة الخشب.
ولكن على الرغم مما تقدم، فإن الأشخاص المهتمين بالثروة المائية يشيرون إلى أن العدد الهائل للحيوانات النافقة، يشكّل خطراً بيئياً، فعلى اعتبار أنه لا يمكن إخراج جثث الخنازير المصابة بالفيروس إلى خارج نطاق المزارع حتى لا يتفشى
المرض، لذا يقوم أصحاب المزارع بدفنها في الأرض على طول الممرات المائية الساحلية حيث يكون مستوى المياه الجوفية مرتفعاً، وعلى اعتبار أن قوانين الدولة تتطلب دفن جثث الحيوانات النافقة على عمق قدمين على الأقل تحت الأرض، فإن هذا يعني في كثير من الأماكن أن تكون جثث الخنازير النافقة ملامسة للمياه الجوفية.
أخيراً، فإن الفيروس لا يصيب البشر، ولكن عندما تتحلل جثث الخنازير فإنها يمكن أن تصبح أجساما مضيفة للبكتيريا وللجراثيم الأخرى.