تصاعد التوتر بين مرشحي الرئاسة الأفغانية، الاثنين، قبل إعلان النتائج، حيث استعد الفري الانتخابي لأحدهما للفوز، بينما رفض الآخر فرز الأصوات في خلاف يمكن أن يؤدي إلى مزيد من زعزعة الاستقرار أي البلاد.
وتحاول الأمم المتحدة والدول المانحة منذ أشهر الحيلولة دون أن تكون النتيجة مثيرة للخلاف، خشية حدوث مأزق سياسي واندلاع العنف مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من ذلك البلد.
إلا أن المرشحين لا يزالان على طرفي نقيض، ومن المرجح أن تدخل النتائج الأولية التي ستعلن الأربعاء المقبل البلاد في فترة حرجة من احتجاجات الشوارع وانعدام الاستقرار.
وتأتي الأزمة الانتخابية فيما يشن مسلحو طالبان هجوما واسعا جنوب أفغانستان في مؤشر على التحديات التي تواجه قوات الأمن الأفغانية مع انخفاض دعم قوات الحلف الأطلسي لها.
وقاطع
عبدالله عبدالله الذي كان يعتبر المرشح الأكثر حظا، أعمال اللجنة الانتخابية بعد انتهاء عمليات الاقتراع بسبب ما وصفه بـ"التزوير السافر"، ما أثار قلق المسؤولين والدبلوماسيين الراغبين في أن يتم أول انتقال ديموقراطي للسلطة في البلاد، بشكل سلس.
وصرح المتحدث باسم عبدالله جويد فيصل: "لا نثق مطلقا باللجنة (الانتخابية) أو موظفيها .. وأي نتيجة ستعلنها الأربعاء لن تكون قانونية".
وقال فيصل إن فريق عبد الله الانتخابي لا يؤيد العنف، إلا أنه أكد: "سندافع عن أصواتنا، وسنطالب بالعدالة".
ويعتقد وزير الخارجية الأسبق، عبد الله، أن عمليات التزوير حرمته من الفوز في انتخابات 2009، وتعهد بعدم الاستسلام في أي مواجهة بشأن أي عمليات تزوير قد تجري في الانتخابات الحالية.
وفي المقابل، يقول
أشرف غني إنه يتفوق على منافسه بـ1,3 مليون صوت، ودعا اللجنة الانتخابية إلى تجاهل شكاوى عبد الله.
وقال معسكر غني إن الانتخابات نزيهة، وإن مرشحهم حصل على تلك الأصوات "على أساس عرقي".
وأضاف المتحدث باسم حملة غني الانتخابية: "سنرحب بالنتائج التي ستخلق فرصة جديدة للشعب الأفغاني، وستزيل أي غموض، وسيتنفس الناس الصعداء".
وقبل إعلان النتائج الأربعاء، دعت لجنة الانتخابات المستقلة عبد الله إلى إنهاء مقاطعته للعملية الانتخابية.
وصرح المتحدث نور محمد للصحافيين: "استخدمنا جميع الوسائل الممكنة لاقناع عبد الله بالعودة إلى العملية الانتخابية، مضيفا ان اللجنة "تأمل في أن لا يتسبب إعلان النتائج في ردود فعل سلبية".
وأضاف نور أن اللجنة التقت بالرئيس المنتهية ولايته حميد كرزاي لطلب منه المساعدة في حل المشكلة، إلا أنها لم تنجح.
ولم يسجل كرزاي، الذي لا يحق له دستوريا الترشح لولاية ثالثة، تأييده العلني لأي من المرشحين وتعهد بالإشراف على إجراء انتخابات مشروعة.
ونظم آلاف من أنصار عبد الله تجمعا ضخما في كابول الجمعة، ومن المقرر تنظيم مزيد من الاحتجاجات عشية إعلان النتائج.
وتتسبب أي مواجهات بين أنصار المرشحين في اندلاع
اضطرابات عرقية، حيث يحصل غني على تأييده من قبائل الباشتون في جنوب وشرق البلاد، بينما يحصل عبدالله على تأييد الطاجيك وغيره من القبائل في شمال أفغانستان.
ويقول عبدالله إنه تم المبالغة في أعداد المشاركين في الانتخابات والتي قيل إنها تجاوزت سبعة ملايين، وقال إن الأصوات التي أدلي بها في العديد من الولايات تفوق عدد أصوات من يحق لهم الانتخاب.
وتقدم عبد الله نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 5 نيسان/ إبريل بحصوله على 45% من الأصوات مقابل 31,6% لإشرف غني، وبصفته هذه اعتبر المرشح الأوفر حظا في الدورة الثانية التي جرت في 14 حزيران/ يونيو.