وقع قادة الاتحاد الاوروبي صباح الجمعة اتفاق شراكة مع أوكرانيا وجورجيا ومولدافيا، وهي ثلاث جمهوريات سوفياتية سابقة تريد الاقتراب من
أوروبا الغربية رغم ضغوط
روسيا.
وكالة "فرانس برس" طرحت أسئلة على جودي ديمسي من معهد كارنيغي أوروبا، حول الاتفاقية وتداعياتها.
سؤال: لماذا بادر الاتحاد الأوروبي بعقد هذا الاتفاق غير المسبوق؟
اتفاق الشراكة يسمح بربط تلك البلدان بالاتحاد الاوروبي دون أن يكون ذلك مقدمة للانضمام اليه.
ويوفر اتفاق الشراكة الذي وصفته المفوضية الأوروبية التي تفاوضت عليه منذ 2007، بأنه "رائد وطموح"، إطار تعاون متين في عدة قطاعات مثل الطاقة والقضاء والسياسة الخارجية والتأشيرات والثقافة... ويتعين على البلدان الموقعة عليه أن تلتزم باحترام دولة القانون ومكافحة الفساد.
كما يطمح أيضا الى انشاء منطقة تبادل حر مع تحديد معايير مشتركة.
- ما هي النتائج الاقتصادية المتوقعة؟
ستستفيد البلدان الثلاثة من امتياز الوصول إلى السوق الداخلية في الاتحاد الأوروبي "أكبر سوق مشتركة في العالم" إذ تعد 500 مليون مستهلك. ويمكن أن تزداد الصادرات الأوكرانية بمليار يورو في السنة لا سيما في مجال النسيج والأغذية والفولاذ ما سيزيد نموها بواحد في المئة وفق دراسة اعدها الاتحاد الاوروبي.
وفي المقابل سيكون على كييف وكيشيناو وتبليسي أن تنجز إصلاحات عميقة قد تكلفها ثمنا اجتماعيا وسياسيا صعبا.
ويتوقع الاتحاد الأوروبي أرباحا تجارية على المدى الطويل لكن يتوقع أن يكون الدعم مكلفا خلال السنوات القادمة، وقد وعد الاتحاد الأوروبي أوكرانيا وحدها ببرنامج مساعدة واسع بقيمة11 مليار يورو.
وعلى المدى الطويل سيتعين على الاتحاد الأوروبي أن "يبذل جهدا مستمرا لمساعدة تلك البلدان على إنجاز إصلاحات مؤلمة أهمها في قطاع الطاقة كي تصبح أقل عرضة للضغوط الروسية".
- هل سيزيد التوقيع على اتفاق الشراكة من تدهور العلاقات مع روسيا؟
إن الحذر يسود في بروكسل حيث لم يتوقع الخبراء البتة أن يثير اتفاق الشراكة الذي كان متوقعا نهاية 2013، تلك الأزمة الأوكرانية الخطيرة.
وبعد ستة أشهر يبدو أن روسيا أدركت أنها لن تمنع ثلاثة بلدان من توقيع اتفاق الشراكة رغم أنها حاولت ممارسة الضغط بمنع بيع النبيذ المولدافي وشوكولاتة روزن الأوكرانية.
وعلى الصعيد الاقتصادي حذرت من أنها ستتخذ "إجراءات حمائية" إذا تبين أن الاتفاق يضر باقتصادها وتخشى خصوصا من تدفق المنتوجات المصنوعة في الاتحاد الأوروبي عبر أوكرانيا.
لكن رغم تلك التحفظات وافقت موسكو على بدء مباحثات مع بروكسل وكييف اعتبارا من 11 تموز/يوليو حول ظروف تطبيق اتفاق الشراكة، لكن الاتحاد الأوروبي لم يتمكن حتى الآن من "اثبات الفوائد" التي قد تحققها روسيا وفق وزارة الخارجية الروسية.
- هل ستبقى الدول الثلاث حرة في المتاجرة مع روسيا؟
نعم، وفق الخبراء الذين ينتقدون الحقائق المزيفة وفق رأيهم والتي تبني عليها موسكو مواقفها في هذا الشأن.
غير ان الدول الثلاث بتوقيعها اتفاق الشراكة لن تتمكن من الانضمام إلى مشروع الاتحاد الاقتصادي الأوروبي الآسيوي الذي تريد إنشاءه موسكو مع جيرانها "هناك عدم توافق بين الاثنين" وفق ما أعلن مسؤول في الاتحاد الأوروبي لا سيما أن الدولتين الوحيدتين اللتين انضمتا إليه حتى الآن وهما بيلاروسيا وكازخستان، ليستا عضوين في منظمة التجارة العالمية.
- هل سيطبق اتفاق الشراكة على الأراضي المتنازع عليها مثل القرم؟
لا، في 23 حزيران/يونيو رفض الاتحاد الأوروبي رسميا استيراد منتجات القرم التي لا تعترف بإلحاقها بروسيا، وحدها منتجات القرم التي توافق عليها سلطات كييف ستكون مقبولة في الاتحاد الاوروبي.
كذلك لن تستفيد الشركات في منطقة ترانسنيستري المولدافية الانفصالية، وفي منطقتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الجورجيتين اللتين اعترفت روسيا باستقلالهما، من الفوائد التجارية الناجمة عن اتفاق الشراكة.