يقول القادمون من
العراق والمتعاطفون مع الجماعات السنية إن الحديث عن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والمعروفة اختصارا بـ"
داعش"، "فرية" يستخدمها أنصار حكومة نوري المالكي المنتهية ولايته في بغداد، لتشويه ما يصفونه بـ"ثورة العشائر".
جاء ذلك خلال الجولة التي نفذتها دائرة التوجيه المعنوي لدى القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية للصحفيين، الأربعاء الماضي حيث بدت الحدود هادئة تماما.
وظهرت الشاحنات وهي تعبر الحدود الأردنية العراقية والتي تعرف بمنفذ "طريبيل" عراقيا ومعبر "الكرامة" أردنيا، واستوقف صحفيون سائق شاحنة عراقي للاستفسار عن الحالة داخل الحدود العراقية.
ونقلت مواقع محلية أردنية عن سائق شاحنة قوله بطريقة ساخرة عن الطريق التي سلكها ومن يسيطر عليها: "ماكو داعش" (لا توجد هذه الجماعة على الخط)، ويؤكد أن من يسيطر على الطريق الطويل مسلحون ينتمون لعشائر سنة "السواد الأعظم" من محافظة الأنبار، على حد قوله.
وخلال الجولة الصحفية التي تقلص فيها منسوب التصريحات الصادرة عن قيادات عسكرية باستثناء تصريح مقتضب لقائد حرس الحدود العميد صابر المهايرة، شوهدت طائرات استطلاع تحوم في الأجواء لتمشيط المنطقة على ارتفاعات منخفضة، بحسب وكالة "عمون" الإخبارية.
وقال الموقع الإلكتروني إنه على امتداد الطريق المحاذي للمعبر ومحيطه توجد تعزيزات عسكرية تتنقل بين الحين والآخر، وسط انتشار لآليات عسكرية من دبابات وأرتال للجيش الأردني.
ونقل الموقع عن مسؤول حدودي قوله: "الحركة انخفضت عن السابق، لكن خلال الأيام التي سيطرت فيها جماعات مسلحة لم تتوقف الحركة مطلقا، ولم يُغلق المعبر نهائيا".
ومن الملاحظ إبقاء المعبر مفتوحا وعدم غلقه، والعمل على تسيير حركة التجارة بين البلدين بشكل طبيعي.
وكانت مواقع محلية أردنية بُعيد فترة قصيرة من سقوط معبر "الكرامة" الحدودي بأيدي مسلحين أكدت أن انتماءات المقاتلين لا تدلل على مظلة "داعش" التي تصرح السلطات الرسمية في العراق بأنها من استولت على المعبر الحدودي والوحيد مع الأردن.
وتشهد العراق منذ 10 حزيران/ يونيو الماضي توترات أمنية، حيث سيطرت قوى سنية عراقية يتصدرها مسلحون من مختلف القبائل العراقية ومعروفون باسم "
ثوار العشائر"، على عدة مدن عراقية شمالي البلاد، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها، وترك أسلحته، وتكرر الأمر في مناطق أخرى كمحافظة صلاح الدين (شمال) وديالى، مثلما حصل في محافظة الأنبار قبل أشهر.
ويصف رئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته المالكي، تلك الجماعات بـ"الإرهابية المتطرفة"، فيما تقول شخصيات سنية إن ما يحدث هو "ثورة عشائرية سنية" ضد سياسات طائفية تنتهجها حكومة المالكي الشيعية.