أكد رئيس إقليم
كردستان العراق مسعود بارزاني، لوزير الخارجية الأميركي جون
كيري، في أربيل الثلاثاء، أن الهجوم الواسع الذي يشنه مسلحون في شمال وغرب وشرق البلاد خلق "واقعا جديدا وعراقا جديدا".
وقال بارزاني خلال استقباله كيري، في مقر رئاسة الوزراء في أربيل عاصمة إقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي "في ظل هذه التغيرات، أصبحنا نواجه واقعا جديدا وعراقا جديدا".
ويجري كيري في زيارته التي لم يعلن عنها مسبقا إلى أربيل محادثات مع المسؤولين الأكراد بعد يوم من زيارته بغداد ولقائه بعدد من المسؤولين العراقيين، بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي.
وكيري أول وزير خارجية أميركي يزور إقليم كردستان منذ الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية السابقة كونداليزا رايس في العام 2006 حين كانت البلاد غارقة في حرب طائفية بين السنة والشيعة قتل فيها الآلاف.
ويشن مسلحون من العشائر وتنظيمات سنية أخرى من بينها
داعش هجوما منذ نحو أسبوعين سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه بينها مدن رئيسية مثل الموصل (350 كلم شمال بغداد) وتكريت (160 كلم شمال بغداد).
وأعلن تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" عن نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد شيعية.
وأعلنت الولايات المتحدة التي سحبت قواتها من هذا البلد نهاية العام 2011 بعد ثماني سنوات من اجتياحه، استعدادها لارسال 300 عسكري بصفة مستشارين، والقيام بعمل عسكري محدود ومحدد الهدف، علما ان طائراتها تقوم بطلعات جوية في اجواء العراق.
وتعهد كيري في بغداد امس الاثنين بان تقدم بلاده دعما "مكثفا ومستمرا" للعراق في مواجهة "التهديد لوجوده" الذي يمثله هذا الهجوم، داعيا قادة البلاد الى الوحدة حتى يصبح هذا الدعم "فعالا".
ومنذ بدء الهجوم، تولت قوات البشمركة الكردية مسؤوليات أمنية إضافية في ظل انسحاب الجيش العراقي من عدة مواقع في شمال العراق وشرقه، حيث بسطت سيطرتها -خصوصا- على مناطق متنازع عليها مع الحكومة المركزية، على راسها مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) الغنية بالنفط.
وكان بارزاني قال في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" قبيل لقائه كيري "قمنا بكل ما نستطيع القيام به على مدى الاعوام العشرة الماضية لبناء عراق ديموقراطي، الا ان هذه التجربة وللاسف لم تنجح".
واضاف ردا على سؤال حول إمكانية أن يحاول الأكراد إعلان استقلالهم في ظل هذا الوضع أن على "شعب كردستان أن يحدد مستقبله ونحن سنلتزم بقراره".
وتابع "العراق يتهاوى على كل حال، ومن الواضح أن الحكومة الفدرالية أو المركزية فقدت السيطرة على كل شيء".