ناشد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدول العربية والإسلامية، بمنع "العدوان على أهل
السنة" بالعراق، وعدم الخلط بينهم وبين "الإرهاب" .
وبين في بيان أصدره مزيل بتوقيع رئيسه يوسف القرضاوي وأمينه العام علي القرة داغي أنه "يندد بتصرفات "
داعش" في
العراق، ولكنه يرفض في الوقت نفسه "تشويه الحراك العراقي الثائر ضد الظلم، والإقصاء"، معتبرا أن ما يجرى "ثورة شعبية".
وأفتى الاتحاد في البيان "بوجوب وحدة وصمود (العراقيين) أمام خطر الطائفية، وبحرمة الاستجابة لفتاوى الفتنة".
وأفتت أعلى مرجعية شيعية بالعراق، متمثلة في المرجع علي السيستاني، الجمعة الماضية، بحمل السلاح والتطوع، في الحرب ضد "الإرهاب"، معتبرة إياها "حرباً مقدسة"، ومن يقتل فيها "شهيد"، وطالبت القيادات السياسية بترك "خلافاتهم وتوحيد موقفهم"، لتقديم الدعم والمساندة للقوات الحكومية.
وقال الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إنه "يرى ويتابع محاولة البعض تشويه الحراك العراقي الثائر ضد الظلم، والإقصاء، على أنه حراك لتنظيم متشدد فقط، وعلى عكس حقيقة المشهد على الأرض العراقية، التي تؤكد أننا أمام ثورة شعبية، تطالب بحق طال انتظاره، ولم تستطع الحكومة الاستجابة له."
وأكد الاتحاد أن "أهل السنة قد أصابهم ظلم كبير وإقصاء شديد، لذلك يكون من الطبيعي أن يقوموا بثورة شعبية ضد الظلم، والمطالبة بكامل حقوقهم المشروعة".
وطالب الاتحاد "الدول الإسلامية والعربية بمنع أي عدوان على أهل السنة في العراق، وبتوحيد الجهود لتحقيق الحقوق المشروعة لجميع العراقيين".
وأكد الاتحاد على "ضرورة عدم الخلط بين الثوار الحقيقيين، وبين أي تنظيم متشدد مرفوضة أفعاله المتصفة بالغلو تماما، حيث إن الثوار هم أبناء الشعب العراقي من العشائر، والقبائل، الذين يرفضون القهر والظلم، ويرفضون كذلك أفعال أي جماعة متشددة أساءت للمشهد العراقي وشوهت ثورته".
وبين الاتحاد إنه "يندد بتصرفات "داعش" الهوجاء في سوريا وفي العراق، وبأي تنظيم إرهابي لا يراعي المبادئ والقيم الإسلامية في السلم والحرب ويلتزم الاتحاد بالحرص والحفاظ على حرمة كل الدماء والأموال والأعراض".
وقال الاتحاد إنه " يفتي بوجوب الوحدة ولاسيما بالنسبة لجميع العراقيين الشرفاء، وضرورة صمودهم أمام خطر الفتنة الطائفية البغيضة، والعمل على إيقاف الاقتتال والبدء بالمصالحة الشاملة على أسس عادلة، تحفظ حقوق كافة العراقيين دون استثناء".
وبين أن " الوحدة أمام هذا الخطر فريضة شرعية وضرورة وطنية".
وأفتى "بحرمة الاستجابة لفتاوى الفتنة"، وحذر من "أن إيقاظ الفتنة شرعظيم يستحق اللعنة من الجميع، ويوجب قطع دابرها، وإطفاء شرارتها."
ومنذ اكثر من أسبوع، يعم الاضطراب مناطق شمال وغربي العراق بعد سيطرة مجموعات سنية مسلحة، يتصدرها مقاتلو "داعش"، على أجزاء واسعة من عدة محافظات،بينها نينوى وصلاح الدين، بعد انسحاب قوات من الجيش العراقي منها من دون مقاومة تذكر، تاركين كميات كبيرة من الأسلحة.
وتصف حكومة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته، نوري المالكي، هذه المجموعات بـ"الإرهابية المتطرفة"، بينما تقول شخصيات سنية إن ما يحدث هو "ثورة عشائرية سنية" ضد سياسات طائفية تنتهجها حكومة المالكي الشيعية.
وكان البيت الابيض أعلن الاربعاء ان الرئيس الامريكي باراك أوباما يواصل مشاوراته حول كيفية التعامل مع الأوضاع في العراق، ولا يستبعد أي خيار باستثناء إرسال قوات على الارض.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري سبق ان صرح أن بلاده طلبت من واشنطن توجيه ضربات جوية للمسلحين.