كتب فؤاد مرزوقي:
في ظل الحديث عن ان حروب المستقبل ستكون على
المياه، تفاجئنا الحكومة
الجزائرية بإعلانها الإنطلاق في استغلال طاقة جديدة غير تقليدية، وهو الغازالصخري أو "غاز الأردواز"، نسبة إلى صخر الأردواز الذي يوجد داخل طبقاته، والتي بدورها تبتعد عن بحيرات الماء الجوفية المقدرة بحوالي أربعين ترليون متر مكعب والكافية لمئات السنين، هذه الثروة الأثمن، مهددة بالتلوث حسب العارفين بأسرار الجيولوجيا.
وبهذا، فإن السلطة الجزائرية تصر على سياسة استغلال ثروات البلاد
النفطية كمصدر وحيد للاقتصاد الوطني(98% من الناتج القومي من ريع النفط)، وهي في هذه الحالة مستغنية عن هذا، باعتبار أن الجزائر مكتفية بالنفط، إلا إذا كانت الدوافع الخارجية سببا لهذا القرار، فالحديث عن سعي أوروبي حثيث لايجاد البدائل للغاز الروسي الذي يبدوا أن الصين نالت حصة الأسد منه مؤخرا بصفقة خمسمائة مليار دولار، لم تعد تخفيه الحركة الدبلوماسية ولا تنفيه المعطيات السياسية والاقتصادية.
إن النظام الجزائري يضرب عرض الحائط تحذيرات الخبراء والاستراتيجيين في أن هذه السياسة هي تهديد للأمن القومي للبلاد على المدى المتوسط، طبعا هذا التهديد هو مضاعف في ظل
فساد مستشري في أركان ومفاصل الدولة، فلم تفشل السلطة فقط في خلق مصادر جديدة للدخل القومي، لكنها فشلت أيضا في استغلال ثمانمائة مليار دولار على مدى خمسة عشرة سنة لإنشاء مشاريع استثمارية كبرى تدر على الإقتصاد الأرباح.
إن الجماعة التي رفعت "مع الأمن والاستقرار" دعما لعهدة رابعة لبوتفليقة هي أكبر من يهدد هذا الاستقرار، بانتهاج هاته السياسة العمياء، فهي وإذ لم تكتف بالاستفراد بثروة الشعب النفطية هاهي تعبث بثروته المائية .