وصل أمير
الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، عصر الأحد، إلى العاصمة
الإيرانية طهران، في
زيارة رسمية تستغرق يومين تلبية لدعوة من الرئيس الإيراني، حسن
روحاني، فيما تعد أول زيارة له منذ توليه مقاليد الحكم قبل ثماني سنوات.
ونقل تليفزيون الكويت الرسمي بثا مباشرا لاستقبال الرئيس الإيراني حسن روحاني لأمير الكويت، بقصر سعد اباد لدى وصوله طهران.
وقالت وكالة الأنباء الكويتية انه كان في استقبال أمير الكويت بمطار ميهراباد الدولي في العاصمة الإيرانية طهران وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف، وسفير دولة الكويت لدى طهران مجدي أحمد الظفيري.
ويرافق أمير الكويت في زيارته إلى طهران وفد رسمي رفيع المستوى يضم كلا من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية صباح خالد الحمد الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير التجارة والصناعة وزير التربية والتعليم العالي بالوكالة عبد المحسن المدعج، ووزير المالية أنس الصالح، ووزير النفط ووزير الدولة لشؤون مجلس الأمة علي العمير.
وسبق أن قام أمير الكويت بزيارة إيران، في حزيران/ يونيو عام 1979، وكان يشغل آنذاك منصب نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، ليصبح بذلك أول مسؤول خليجي رفيع المستوى يزور إيران بعد قيام الثورة فيها.
كما قام بزيارة ثانية في 11 كانون الثاني/ يناير 2003، وكان يشغل حينها منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، للتباحث حول ظروف المنطقة آنذاك، وخصوصا في ظل استعدادات واشنطن لشن حملة عسكرية على العراق.
ومن المقرر أن يلتقي أمير الكويت خلال زيارته كبار المسؤولين الإيرانيين في مقدمتهم المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، والرئيس روحاني.
وبحسب مراقبين، فإن زيارة أمير الكويت، الذي تولى في 29 كانون الثاني/ يناير 2006، إلى طهران، تكتسب أهمية خاصة، من حيث توقيت الزيارة من جهة، والملفات التي يمكن أن تطرح فيها وتناقشها من جهة أخرى، ولكون الكويت تترأس حاليا مجلس التعاون لدول الخليج العربي وكذلك رئاسة القمة العربية، فضلا عن الظرف الإقليمي العصيب للمنطقة ككل.
ووجدت الزيارة أصداء إيجابية من اتجاهات عدة، حيث وصفها وزير الخارجية الايراني بأنها ستكون "بداية جديدة لتوسيع أكثر في نطاق العلاقات بين البلدين في كل المجالات".
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية عنه في وقت سابق قوله، على هامش مشاركته في الاجتماع الوزاري السابع عشر لحركة عدم الانحياز في الجزائر الخميس: "الكل في إيران يتطلع باهتمام كبير إلى زيارة الشيخ صباح، وايران والكويت كانتا دائما جارتين حميمتين".
والأهم قول ظريف إن "ايران والكويت قد تعملان معا لتحسين الاوضاع في المنطقة، ونحن نواجه تحديات مشتركة، مع اهمية عمل الدولتين معا لإنهاء العنف والتشدد في المنطقة"، دون أن يوضح من يعنيه بالعنف.في حين أبدى وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله، استعداد بلاده للقيام بوساطة لحل الخلافات بين السعودية وإيران خلال الزيارة.
وقال الجارالله، بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية الصادرة الجمعة الماضي، إن "ما يشجع على القيام بدور الوساطة هو المبادرات الإيجابية التي صدرت بين البلدين، آخرها دعوة وزير الخارجية السعودي (الأمير سعود الفيصل) نظيره الإيراني لزيارة المملكة".
لكن محللين يرون أن دول الخليج تنتظر من إيران خطوات ملموسة تؤكد من خلالها على أنها مستعدة لتغيير سياساتها في المنطقة، فالملفات المختلف عليها بين الجانبين أكثر بكثير من المتفق عليها.
ظريف: لا أستطيع زيارة السعودية
وفي سياق ذي صلة، قال وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف، الأحد، إنه لا يستطيع تلبية دعوة لزيارة السعودية لأن موعدها المقترح يتزامن مع المفاوضات النووية المزمعة بين إيران والقوى العالمية الست.
ونقلت وكالة أنباء الجهورية الإسلامية الإيرانية عن ظريف قوله: "من غير الممكن أن أحضر" الاجتماع، مشيرا إلى أن دعوته لحضور اجتماع لمنظمة التعاون الاسلامي في السعودية يتزامن مع المحادثات النووية.
ولو جرت هذه الزيارة فستكون أول زيارة لمسؤول إيراني رفيع إلى السعودية منذ تولي الرئيس حسن روحاني السلطة عام 2013.